الإثنين 30 يونيو 2025 الموافق 05 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف يكشف تحليل اللعاب عن خطر الإصابة بالسرطان أو أمراض القلب؟

السبت 28/يونيو/2025 - 01:31 م
السرطان
السرطان


حدد فريق بحثي مئات العلامات الجزيئية في اللعاب، والتي قد تكشف عن خطر إصابة الشخص بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والأمراض العصبية التنكسية.

تُرسي نتائجهم، المنشورة في مجلة npj Genomic Medicine، الأساس لتطوير أداة فعّالة وغير جراحية للتشخيص المبكر والطب الدقيق.

قال خوسيه رامون بلباو، أستاذ علم الوراثة الطبية في جامعة إيست هوسبيتال، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "يُعد اللعاب من أكثر السوائل البيولوجية سهولةً في الاستخدام، ولكنه لا يزال غير مستغل بالشكل الكافي في الممارسة السريرية".

وأضاف: "تُظهر نتائجنا أن العلامات الجزيئية الموجودة في اللعاب يمكن أن تعكس العمليات المرضية الجهازية التي تتجاوز تجويف الفم".

ومن المعروف على نطاق واسع أن عينات اللعاب تستخدم لإجراء الاختبارات الجينية لتحديد الأبوة على سبيل المثال، ولكن إمكانات التحليل السريري القائم على اللعاب تتجاوز ذلك بكثير، كما هو موضح في هذا البحث الذي أجرته جامعة EHU.

تحليل عينات اللعاب

قام فريق البحث بتحليل عينات لعاب من أكثر من 350 شخصًا، وفهرسوا الاختلافات الشائعة في الحمض النووي (DNA)، والمعروفة باسم تعدد الأشكال الجينية (SNPs )، والتي قد تؤثر على وظيفة الجينوم في اللعاب. وتحديدًا، وجدوا أن هذه التعددات تعمل كمفتاح يُفعّل أو يُعطّل وظيفة الجينات التي تؤثر عليها.

وبمقارنة بيانات دراستهم مع نتائج دراسات جينية دولية كبيرة سابقة حول خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، لاحظ الباحثون أن العديد من تعدد الأشكال نفسها التي تم اكتشافها في اللعاب ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض شائعة مثل سرطان البروستات، وأمراض القلب، ومرض باركنسون، ومرض السكري من النوع 2.

وعلاوة على ذلك، وباستخدام أدوات إحصائية متقدمة، أثبت فريق البحث أن هذه العلامات قادرة على تفسير نسبة كبيرة من الوراثة الجينية لمختلف الأمراض، وفي بعض الحالات بدقة أكبر من مؤشرات الدم التقليدية.

على الرغم من أن هذه النتائج تحتاج إلى التحقق من صحتها في مجموعات أكبر لكل مرض، إلا أنها تُمثل تقدمًا ملحوظًا في تحديد المؤشرات الحيوية غير الباضعة للأمراض.

وكما أوضحت ألبا هيرنانجوميز-لاديراس، المؤلفة الرئيسية الأخرى للدراسة، فإن "هذا العمل يفتح الباب أمام تطوير اختبارات تعتمد على اللعاب، والتي يمكن استخدامها مستقبلًا للكشف المبكر عن الأمراض أو لمراقبة العلاجات، دون الحاجة إلى سحب الدم أو إجراء أي إجراءات جراحية أخرى".

من إسهامات هذه الدراسة أيضًا إنشاء أكبر قاعدة بيانات عامة للبيانات الجينية المستمدة من عينات اللعاب، والتي يمكن الاطلاع عليها عبر منصة مفتوحة المصدر.

وعلق الباحثون بالقول: "من المتوقع أن تشجع طبيعة قاعدة البيانات المفتوحة المصدر على إجراء دراسات بحثية جديدة وابتكارات في مختلف التخصصات الطبية الحيوية".