هل خبز الشوفان فعلاً يقلل خطر السكري؟.. نتائج دراسة حديثة تثير الأسئلة
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن استبدال الخبز العادي بخبز الشوفان المدعّم ببيتا جلوكان لا يؤدي إلى تحسين ملحوظ في تنظيم مستوى السكر في الدم على المدى الطويل لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
إجراء الدراسة والنتائج
أجريت دراسة عشوائية محكمة استمرت 16 أسبوعًا، تحت اسم دراسة CarbHealth، بمشاركة حوالي 200 متطوع من ألمانيا والنرويج والسويد.
طلب من المشاركين استبدال خبزهم اليومي بخبز الدراسة، الذي تم تصنيعه خصيصًا بهدف التحكم بمحتوى الحبوب الكاملة، وتناول ثلاث شرائح على الأقل خلال ستة أيام أسبوعيًا، لمحاكاة ظروف الحياة الواقعية.
إعداده واعتماده
تم تصميم خبز الدراسة في المعهد النرويجي لأبحاث الأغذية (Nofima)، وحصل على موافقة الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) لتقديم ادعاءات صحية حول قدرته على تقليل استجابة سكر الدم بعد الوجبات، بفضل محتواه من بيتا جلوكان الشوفان.
مقارنة مع الأبحاث السابقة
على الرغم من الأدلة السابقة من دراسات سريرية محكمة تشير إلى أن بيتا جلوكان يمكن أن يخفض مستويات الجلوكوز والكوليسترول في الدم، إلا أن نتائج هذه الدراسة واسعة النطاق لم تُظهر أي تحسن ملحوظ في مؤشرات الأيض الأساسية، مثل الهيموغلوبين السكري (HbA1c)، مستويات السكر أثناء الصيام، الأنسولين، أو الدهون في الدم.
تصريحات الباحثة الرئيسية
قالت الدكتورة تيريز هيورث، الباحثة الرئيسية،: "صمّمنا خبزًا غنيًا بالألياف ومعززًا ببيتا جلوكان خصيصًا لهذه الدراسة بهدف اختبار ما إذا كان التغيير الغذائي البسيط يمكن أن يحقق فوائد صحية ملموسة في الحياة اليومية."
وأضافت: "لكن نتائجنا تشير إلى أن تغيير عنصر غذائي واحد—حتى لو كانت له فوائد مثبتة على المدى القصير—ليس كافيًا لتحسين ضبط مستوى السكر في الدم على المدى الطويل."
مقارنة مع الدراسات السابقة
تتناقض نتائج الدراسة مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن بيتا جلوكان يمكن أن يخفض مستويات الجلوكوز والكوليسترول بعد الوجبات، والتي كانت أساسًا للادعاءات الصحية التي أقرتها الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA). إلا أن تجربة CarbHealth تبرز الفجوة بين بيئات البحث المراقبة وسلوكيات الاستهلاك الغذائي في الواقع اليومي.
وجهات نظر الخبراء
قالت البروفيسورة جوتا ديركس، من فريق الدراسة: "تؤكد نتائجنا على أهمية اتباع نظام غذائي متكامل بدلًا من الاعتماد فقط على بدائل غذائية أحادية المشكلة." وأضافت: "على الرغم من أن خبز لشوفان يفي بمعايير الهيئة الأوروبية لبيتا جلوكان، فإن أنماط الاستهلاك المرنة قد قللت من تأثيره المحتمل."
كما أوضحت البروفيسورة أنيت بويكن: "الأطعمة الوظيفية، مثل الخبز الغني ببيتا جلوكان، تساعد في تشجيع نظام غذائي صحي، لكن التغييرات الأوسع في العادات الغذائية وبيئاتنا الداعمة للخيارات الصحية ضرورية لتحقيق فوائد صحية ملحوظة."
