الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دواء للسعال يُظهر قدرته على إبطاء الخرف المرتبط بمرض باركنسون| تفاصيل

الثلاثاء 01/يوليو/2025 - 12:45 م
مرض باركنسون.. أرشيفية
مرض باركنسون.. أرشيفية


يُعد الخرف تحديًا صحيًا كبيرًا نظراً لعدم توفر علاجات آمنة وفعالة يمكنها إبطاء تطوره. في هذا السياق، يُجري فريق من الباحثين في معهد لوسون للأبحاث (لوسون)، التابع لمؤسسة سانت جوزيف للرعاية الصحية في لندن، دراسة حول إمكانية استخدام دواء أمبروكسول – وهو دواء للسعال يُستخدم منذ عقود بأمان في أوروبا – للمساعدة في إبطاء تطور الخرف لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.

نُشرت اليوم في مجلة JAMA Neurology نتائج تجربة سريرية استمرت 12 شهرًا وشملت 55 مريضًا يعانون من الخرف المرتبط بمرض باركنسون (PDD). 

وقد راقب الباحثون أداء الذاكرة والأعراض النفسية بالإضافة إلى مستويات GFAP، وهو مؤشر دموي يعكس تلف الدماغ. 

يُسبب الخرف المرتبط بباركنسون فقدان الذاكرة، والارتباك، والهلوسة، وتقلبات المزاج، حيث يُصاب حوالي نصف المرضى خلال عشر سنوات من التشخيص، مما يضع عبئًا كبيرًا على المرضى وعائلاتهم وأنظمة الرعاية الصحية.

وأُجريت الدراسة بقيادة الطبيب المختص في الأعصاب الإدراكية الدكتور ستيفن باسترناك، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: واحدة تناولت أمبروكسول يوميًا، وأخرى تلقت علاجًا وهميًا. يقول باسترناك: "هدفنا كان تغيير مسار تطور خرف باركنسون. هذه التجربة المبكرة تقدم أملًا وتأخذ خطوة أولى لإجراء دراسات أوسع."

نتائج الدراسة

وتتضمن النتائج الرئيسية ما يلي:

  • أن أمبروكسول كان آمنًا، وتحمله جيدًا، ووصل إلى مستويات علاجية في الدماغ.
  • تدهورت الأعراض النفسية في مجموعة العلاج الوهمي، بينما بقيت مستقرة لدى من تناولوا أمبروكسول.
  • المشاركون الذين لديهم متغيرات جينية عالية الخطورة في GBA1 أظهروا تحسنًا في الأداء الإدراكي عند تناولهم للدواء.
  • بينما ارتفع مؤشر GFAP (مؤشر تلف خلايا الدماغ) في مجموعة العلاج الوهمي، بقي مستقراً في مجموعة أمبروكسول، مشيراً إلى احتمال توفير حماية للدماغ.

وعلى الرغم من اعتماد أمبروكسول في أوروبا لعلاج أمراض الجهاز التنفسي وسجله الطويل في السلامة، بما في ذلك استخدامه بجرعات عالية وأثناء الحمل، إلا أنه غير معتمد بعد في كندا والولايات المتحدة لنفس الاستخدامات.

ويؤكد باسترناك: "العلاجات الحالية لما بعد مرض باركنسون والخرف تركز على إدارة الأعراض، لكنها لا توقف تطور المرض". 

وتشير نتائج الدراسة إلى أن أمبروكسول قد يكون قادرًا على حماية وظائف الدماغ، خاصةً لدى الأشخاص الوراثيين المعرضين للخطر، مما يوفر أملًا حقيقيًا في علاج جديد وواعد.

يعتمد أمبروكسول على تعزيز إنزيم يُسمّى غلوكوسيريبروزيداز (GCase)، الذي يُنتجه جين GBA1. وغالبًا ما تكون مستويات هذا الإنزيم منخفضة لدى مرضى باركنسون، مما يؤدي إلى تراكم فضلات الخلايا وتلفها. و

ويعمل الباحث الآن على استكشاف مدى إمكانية استخدام أمبروكسول لتعزيز مستوى GCase وحماية الدماغ في أمراض مرتبطة بمرض باركنسون. 

ويفيد قائلًا: "هذا الجهد البحثي مهم للغاية، لأن خرف باركنسون يؤثر بشكل كبير على المرضى وعائلاتهم". وإذا تبيّن أن الدواء قادر على المساعدة، فسيمنح أملًا مفرحًا ويحسن حياة الكثيرين.

وتُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة لمرض باركنسون وغيرها من الاضطرابات الإدراكية، بما في ذلك الخرف المصحوب بأجسام لوي. 

ومن المتوقع أن يبدأ باسترناك وفريقه تجربة سريرية تكميلية مركزة على الإدراك في وقت لاحق من هذا العام.