أهداف محتملة لعلاج التهاب المفاصل لدى الأطفال

كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين عن أدلة مهمة حول ما يسبب المرض لدى الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل.
سمحت التقنيات المتطورة للعلماء لأول مرة باكتشاف البنية الفريدة للخلايا والإشارات داخل المفصل عندما يتفاقم الالتهاب.

التهاب المفاصل
تتناول الدراسة الجديدة التهاب المفاصل لدى الأطفال، الناتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للمفاصل عن طريق الخطأ.
يصيب التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب أكثر من 10 آلاف طفل في المملكة المتحدة، ويسبب تورمًا وتيبسًا وألمًا في المفاصل على مدى سنوات أو عقود، مما يؤدي إلى تلف المفاصل وإعاقة طويلة الأمد.
رغم توفر علاجات للسيطرة على هذه الحالة، وتحقيق الشفاء منها في بعض الحالات، إلا أنه لا يوجد علاج شافٍ.
قد يستغرق الأمر وقتًا لإيجاد العلاج المناسب لكل شخص.
تختلف فعالية العلاجات بين الأطفال، مما يشير إلى وجود اختلافات خفية بين الأفراد، ونحن لا نزال في بداية فهمها.
يُعدّ تعميق فهم المجتمع العلمي والسريري لهذه الحالة أمرًا بالغ الأهمية لإيجاد علاجات أكثر فعالية، ويُتيح إجراء خزعات لدى الأطفال الصغار سبيلًا جديدًا للمضي قدمًا.
وقد فتح العمل مع عائلات الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل الباب أمام هذه الدراسة، حيث أيّدت العائلات إمكانيات الدراسة، متفقين على أن الإجراء سيكون مقبولًا للعائلات، خاصةً مقارنةً بالتعايش مع مرض التهابي مزمن.
جُمعت عينات نسيجية دقيقة من بطانة المفصل أثناء حقن الأطفال بدواء في المفصل، ثم حُللت هذه العينات باستخدام تقنيات التصوير والتحليل الجيني المتقدمة.
كشفت خرائط المفاصل عالية الدقة عن اختلافات بين الأطفال من مختلف الأعمار، وتغيرات خلوية لدى الأطفال المصابين بأمراض أكثر شدة.
قد تساعد هذه البصمات الخلوية الفريدة الباحثين على فهم سبب فعالية بعض الأدوية لدى بعض الأطفال دون غيرهم.
بدت مفاصل الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل مختلفةً بشكل كبير عن مفاصل البالغين، مما يُظهر الحاجة إلى فهم أوضح لالتهاب المفاصل لدى الأطفال.
قال البروفيسور آدم كروفت، الباحث الرئيسي في الدراسة: "نعلم مدى الإحباط الذي قد تواجهه العائلات والشباب في سعيهم لإيجاد الدواء الأنسب لعلاج التهاب المفاصل لديهم، إن إيجاد طرق للتنبؤ بشكل أفضل بالأدوية التي ستكون مفيدة لطفل معين يعني قدرتنا على علاج المرض بشكل أسرع وأكثر فعالية. ولتحقيق هذا الهدف، احتجنا أولًا إلى فهم الخلايا التي تُكوّن بطانة المفصل حيث يحدث الالتهاب".
وأضاف: "ومن خلال هذه المعرفة، يمكننا الآن البدء في معالجة التحدي التالي، وتحديد كيف يمكن لهذه البصمات الخلوية داخل أنسجة المفصل أن تساعدنا في التنبؤ بالدواء الذي سيعمل بشكل أفضل، وضمان إعطاء الدواء المناسب للطفل المناسب، في المرحلة المناسبة من مرضه".
تُظهر النتائج أن الأطفال الأصغر سنًا لديهم أنواع مختلفة من الخلايا المناعية التي تغزو مفاصلهم مقارنةً بالأطفال الأكبر سنًا.
بدت عينات الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل مختلفة عن عينات البالغين، حيث اختلف تركيبها من الخلايا المناعية والأوعية الدموية وخلايا النسيج الضام المميزة.
يشير هذا إلى أن العلاجات قد تحتاج إلى تغيير تبعًا للعمر، ويُظهر لماذا لا يمكننا توسيع نطاق الدراسات من دراسات البالغين لفهم التهاب المفاصل لدى الأطفال.