الجمعة 11 يوليو 2025 الموافق 16 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

متلازمة ما قبل الحيض واضطراب ما قبل الحيض.. تعرفي على الفرق بينهم

الخميس 10/يوليو/2025 - 09:56 ص
متلازمة ما قبل الحيض..
متلازمة ما قبل الحيض.. أرشيفية


تختلف تجارب النساء مع الدورة الشهرية بشكل كبير؛ فبعض النساء يشعرن فقط ببعض التقلبات المزاجية، مثل التعب والانتفاخ، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض أشد، خاصة قبل حلول الدورة، وهنا يكمن الفرق الحقيقي بين متلازمة ما قبل الحيض (PMS) واضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD)، فهما حالتان مختلفتان تمامًا تتطلبان فهما وعلاجًا مناسبًا.

أكثر من مجرد تقلبات مزاجية

متلازمة ما قبل الحيض (PMS) تؤثر على نسبة كبيرة من النساء، وتتميز بأعراض جسدية وعاطفية خفيفة إلى متوسطة، مثل الانزعاج الطبيعي، انخفاض الطاقة، والتغيرات المزاجية، مع قدرة معظم النساء على مواصلة حياتهن بشكل طبيعي من خلال تغييرات بسيطة في الروتين أو نمط الحياة.

بينما اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD) أقل شيوعًا ولكنه أكثر حدة، حيث تتداخل الأعراض مع الأداء اليومي، وتتحول المشاعر من الحزن إلى اليأس، وتصبح المهام البسيطة صعبة التنفيذ. هذا الاضطراب يُعد من الحالات التي تتطلب علاجًا متخصصًا، لأنه يؤثر بشكل كبير على العلاقات، والعمل، وتقدير الذات.

ماذا يحدث داخل الجسم؟

تغيرات الهرمونات خلال كل دورة شهرية، مع حساسية الدماغ لتلك التغيرات، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات عاطفية إذا كانت الحساسية عالية. المواد الكيميائية مثل السيروتونين تتأثر، مما يصعب السيطرة على الأعراض المزاجية، وتكرر الحالة بشكل شهري بنفس القوة.

هناك أيضًا عنصر وراثي مرتبط، فالسيدات ذات التاريخ من الاكتئاب أو القلق أو الصدمات النفسية يكونن أكثر عرضة للإصابة بـاضطراب ما قبل الحيض (PMDD)، مع تأثير كبير للعوامل البيئية أيضًا، لكن التفاعل الحيوي البيولوجي هو العامل الرئيسي.

متى نحتاج إلى استشارة طبية؟

إذا كانت الأعراض، مثل اليأس، الغضب، أو القلق، تظهر قبل الدورة ثم تتراجع خلال الأيام الأولى منها، فربما تكون الحالة من اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD). ويتميز هذا الاضطراب عن الاكتئاب السريري، رغم أوجه التشابه في بعض الأعراض.

يشدد الأطباء على أهمية تتبع الأعراض على مدى دورتين أو أكثر، للتمييز بين PMS وPMDD، وإجراء الفحوصات الضرورية لاستبعاد مشاكل الغدة الدرقية أو اختلال التوازن الهرموني.

كيف يُعالج هذا الوضع؟

يعتمد العلاج على شدة الحالة. لـــمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، غالبًا ما تكون تغييرات نمط الحياة كافية، مثل تحسين جودة النوم، تقليل التوتر، وممارسة الأنشطة الرياضية.

أما اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD)، فقد يتطلب تناول أدوية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي تظهر نتائج جيدة، خاصة إذا تم تناولها خلال النصف الثاني من الدورة.

في بعض الحالات، تُستخدم العلاجات الهرمونية للحد من التقلبات، بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي لتخفيف التوتر والتقلبات العاطفية.

كل امرأة فريدة من نوعها، لذلك من المهم أن يكون العلاج مخصصًا ويُعدل وفقًا للاستجابة مع مرور الوقت.

لماذا يُغفل الأمر غالبًا؟

كثير من النساء يُعانين من اضطرابات الدورة الشهرية ويُطلب منهن الصبر أو تقبل الحالة باعتبارها جزءًا من طبيعة المرأة، مما يُؤخّر التشخيص ويُترك العديد منهن يُعانين من ضائقة يمكن علاجها بسهولة إذا تم التشخيص المبكر.

يُعد اضطراب ما قبل الحيض (PMDD) حالة قابلة للعلاج، مع معايير تشخيص واضحة تؤكد تأثيرها على الحياة الاجتماعية، المهنية، وتقدير الذات، مع إمكانية تحسين الحالة بشكل كبير بالمساعدة الطبية المناسبة.