السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

منير خليفة رئيس رابطة أطباء أسنان الإسكندرية: 4 خطوات لتجنب التسوس.. وهذا الأفضل لاستعاضة الضروس المخلوعة (حوار)

الخميس 07/يوليو/2022 - 02:30 م
تسوس الأسنان
تسوس الأسنان


عالم الأسنان، هي مكونة من مركبات عضوية وغير عضوية بالإضافة إلى مكونات حيوية مثل الأطراف العصبية والشرايين والأوردة والخلايا الليمفاوية التي تتواجد في لب الأسنان.

والمكون الرئيسي للأسنان هو مركب كريستالات الهيدروكسي أبتيت، فكلما كان هذا المركب قوي ازدادت مقاومة الأسنان للتسويس ولذا ينصح الأطفال دائما بتناول الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم، واستخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد.

علما بأن الأبحاث أثبتت العلاقة الواضحة بين التهاب اللثة وتسوس الأسنان من ناحية وأمراض القلب والعيون من ناحية أخرى، حتى أن عمليات العيون لا تجرى إلا بعد الكشف على أسنان مريض العيون لعلاجها قبل إجراء أي عملية. 

أجرى موقع «صحة 24»، حوارًا خاصًا مع الدكتور منير خليفة رئيس رابطة أطباء أسنان الإسكندرية ونائب مدير مركز أبحاث أسنان سموحة، لتوضيح التفاصيل الكاملة والمعلومات العلمية الصحيحة بشأن تسوس الأسنان وكل ما يتعلق بهذا الأمر، خاصة أن الإهمال وعدم نظافتها بشكل منتظم سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وسنستعرض عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة كل ما يدور في ذهنك عن تسوس الأسنان وطرق الوقاية والعلاج وكيفية اكتشاف حدوث التسوس وعصب الأسنان وكيفية علاجه وغيرهم، فضلًا عن عدد من النصائح المهمة للأطباء أيضًا لشعور المريض بالطمأنينة وخلق نوع من أنواع الثقة بين الطبيب والمريض.. وإليكم نص الحوار:

الدكتور منير خليفة رئيس رابطة أطباء أسنان الإسكندرية ونائب مدير مركز أبحاث أسنان سموحة

كيف يحدث تسوس الأسنان؟

تسوس الأسنان يحدث من خلال عملية كيميائية؛ حيث يحدث تخمر لفضلات الطعام التي لم يتم إزالتها من أسطح الأسنان بفعل بكتيريا تتواجد بصورة طبيعية بالفم وينتج من هذا التخمر أحماض تقوم بنخر أسطح الأسنان والتغلغل إلى طبقات الأسنان المتتالية من طبقة المينا إلى طبقة العاج ثم لب الأسنان؛ حيث تتواجد أطراف وألياف عصبية وكذلك شرايين وأوردة وخلايا ليمفاوية؛ ومن ثم تؤثر على تلك المكونات في لب الأسنان وتسبب التهاب العصب وتلف الشرايين والأوردة والخلايا الليمفاوية.

هل يعد التسوس السبب الوحيد لالتهاب عصب الأسنان؟

توجد أسباب أخرى وهي كما يلي:

أولًا: حدوث التهاب مزمن في اللثة مع إهمال علاجه ويؤثر على الأربطة اللثوية حول جذور الأسنان حتى تصل المكونات الجرثومية من هذا الالتهاب إلى نهايات الجذور، ويدخل إلى الأسنان من خلال هذه النهايات إلى داخل لب الأسنان من نفس الثقب الدقيق الذي تدخل منه الأفرع المغذية للأسنان من الجزوع لرئيسية بالفك من أعصاب وأوعية دموية ليمفاوية، فتؤدي إلى الاتهابات هذه الأنسجة داخل لب الأسنان الحية. 

ثانيًا: أيضا حدوث كدمة مفاجئة للأسنان يؤدي إلى قطع الأطراف العصبية والأوعية الدموية الليمفاوية عند نهايات الجذور فتنفصل لفروع الفرعية لتي بدخل لب الأسنان وتبدأ في التحليل والتدقيق وبالتالي تراكم بكتيريا التعفن بـ لب الأسنان وظهور الأثار الجانبية لهذا الالتهاب في صورة آلام ثم خراج تحت الأسنان.

التهاب عصب الأسنان

كيف نتجنب مشاكل تسوس الأسنان؟

نتجنب مشاكل تسوس الأسنان باتباع الخطوات التالية بطريقة علمية وصحيحة:

أولًا: الوقاية خير من العلاج أي الاهتمام بنظافة الأسنان بالطريقة الصحيحة منذ الصغر سواء بفرشاة الأسنان والمعجون بالطريقة السليمة أو باستخدام الخيط الطبي السني بانتظام بعد الأكل حتى أنه ينصح بأن من يعمل خارج المنزل لفترات طويلة ويتناول وجبات خارج المنزل أن يصطحب معه فرشاة والمعجون فإن لم يكن السبب نظافة أسنانه فليكن اهتمامه برائحة الفم عند التعامل مع الآخرين.

ثانيًا: استعمال الفلورايد سواء الطلاء أو الجل الموضعي للضروس للبنية أو الدائمة للأطفال في عيادات الأسنان يساعد على تقوية مناعة الضروس ضد التسوس.

ثالثًا: استخدام بعض الأنواع الجديدة من الفلورايد التي تزيد المناعة بل تقاوم البكتيريا المسببة لـ«تسوس الأسنان» مثل مادة Silver Diamine Fluoride.

رابعًا: استخدام مواد لحشو الثقوب والشقوق العميقة بالضروس الأمامية والخلفية كوقاية لمنع تراكم الفضلات بهذه الشقوق.

كيف يكتشف المريض حدوث تسوس الأسنان؟

أولًا: إحساس المريض بالألم سواء مع المشروبات الباردة أو الحلويات ورغبة المريض في إزالة فضلات من بين الأسنان أو الشكوى من وجود رائحة الفم كل ذلك يعطي المريض جرس إنذار بوجود تسوس «تسوس الأسنان»، ويتطلب التوجه إلى طبيب الأسنان للكشف الإكلينيكي وعلاج التسوس قبل أن يتطور ويمتد إلى طبقات آخرى من السن، وهذا يوضح أهمية الكشف الدوري على الأسنان.

ثانيًا: قد تمر فترة تسوس الأسنان البسيط دون شكوى ملحوظة.

ثالثًا: يزيد التهاب عصب الضرس ويبدأ في التطور إلى حدوث خراج يجعل المريض لا يستطيع التحمل ويشعر أن المضمضة بماء برد ثم له تلطيف بسيط للألم.

ملحوظة مهمة: إذا امتد تسوس الأسنان إلى طبقة العاج ومن ثم إلى لب الاسنان يبدأ المريض يشعر بألم شديد مع الساخن والبارد سواء بالضرس الذي به تسوس أو نصف الوجه المتواجد به الضرس أي علوي وسفلي من نفس الناحية وقد يزداد الألم ليلًا بحيث يستيقظ المريض من شدة الألم، وقد يحدث الشعور بالألم في المنطقة دون تحديد الضرس.

 

كيف يتم علاج تسوس الأسنان؟

يجرى العلاج بحسب نوع التسوس يتم إجراء اللازم للمريض.. وذلك وفقًا لما يلي:

أولًا: قد يكون تسوس الأسنان من النوع البطيء وفي أسطح من الضروس الملساء وضعيف ويتواجد في طبقة المينا وفي هذا النوع يتم عمل كشف دوري كل 6 أشهر فإذا زاد يتم إزالته في عيادة الأسنان بجهاز تنظيف التسوس ووضع حشو مكانه.

ثانيًا: قد يكون تسوس الأسنان سريع وأصبح الجزء الذي به التسويس لين ومتهالك وفي هذه الحالة يجب إزالة التسوس وعدم الانتظار؛ لأنه وصل إلى طبقة العاج وأصبح قاب قوسين أو أدنى أن يصل إلى طبقة لب الأسنان، حيث العصب ويتم عمل حشو مكان التسويس بعد إزالته.

ثالثًا: قد يمتد التسوس إلى لب السن فيسبب التهاب عصب الضروس، وفي هذا يتم  إزالة عصب الضرس وتعقيم وتطهير القنوات التي تم إزالة العصب منها ثم يتم عمل حشو عصب لهذه القنوات، وبعد ذلك يتم إزلة جزء من هذه الحشوت العصبية بالجذور ووضع دعامات بها لتقويته قبل وضع حشو خارجي من الكومبوزيت ثم يلي ذلك عمل تيجان لهذه الضروس لحمايتها من الكسر حيث بعد عمل علاج العصب، وممكن أن تنكسر أثناء الهضم لو لم يتم عمل تيجان لها.

والآن يتم عمل إزالة العصب وحشو العصب في زيادة واحدة بعد تطور أدوات إزالة العصب وحشوه، عما كان سابقا.

 

علاج عصب الأسنان في مرحلة مبكرة أفضل حتى لا يصاب المريض بـ«التهاب العصب»

وكما قلنا من قبل فإن سرعة التدخل لعلاج الحالة أفضل من التأخير فأيضًا علاج عصب الأسنان في مرحلة مبكرة أفضل من التأخير حتى لا تسوء فالتهاب العصب ينتج عن مواد بكتيريا تخرج من نهايات الجذور إلى المنطقة المحيطة بها فيتكون خراج أو كيس يليه حدوث تآكل حتى العظام حول لجذور وفي بعض الحالات لا يفلح علاج العصب وحشو الجذور نضطر إلى الخلع ويتطور الأمر إلى الاحتياج إلى استعاضة هذا الضرس أو السنة بتركيبة متحركة أو جسور أو زراعة الأسنان، ولذا فكلما كان العلاج للحالة مبكرًا فهو أفضل لأنه أقل من الوقت المخصص للعلاج وأقل من الإجراء الطبي وراحة، وأقل في التكلفة وفي الاضطرار لعمل استعاضة صناعية.

كيفية «عمل حشو» مكان تسوس الأسنان

أما بالنسبة للحشو، قد يكون حشو مملغم وهو عبارة عن خليط من المعادن والفضة ويتم خلطه بالزئبق الموجود في الحشو، الأقدم في الاستعمال والأقوى في التحمل ولكن لا يفضل استخدامه في عدد من الضروس في الفم،  فقد يتم فقد نسبة من الزئبق الموجودة في الحشو ويتم بلعه مع اللعاب مما يؤدي إلى تسمم بمادة الزئبق.

كما أن المرضى أصبحوا لا يفضلون هذا الحشو لتغييره إلى لون رمادي مع مرور الوقت.

وقد يكون الحشو بلون الأسنان الأبيض بدرجات مختلفة من مادة الكومبوزيت الكيميائية أو الكومبوزيت الضوئي أو مادة حشو زجاجية أو خليط من الكومبوزيت والحشو الزجاجي، وهذا ما يستعمل حاليًا على نطاق واسع مع محاولات تحسين خاصية قوة التحمل لتضاهي حشم المملغم.

وفي حالة اضطرار المريض لعمل استعاضة لضرس أو ضروس مخلوعة.. أيهما أفضل التركيبات المتحركة أم الجسور الثابتة أم غرس الأسنان؟

ومع التطور الذي يحدث في زراعة الأسنان بكافة دول العالم خلال الوقت الراهن سواء نوع الغرسات أو طريقة الزراعة واستخدام الوسائل الرقمية بأجهزة الأشعة لزيادة دقة  الغرس ونجاحها فإن الاتجاه السائد الآن هو زراعة الأسنان أو غرس الأسنان ثم تركيب الجسور الثابتة ثم الاستعاضة بتركيبات متحركة، ولكن هناك عوامل تتحكم في الاختيار.. جاءت كالتالي:

استعاضة ضرس

أولًا: مدى اهتمام المريض بنظافة الأسنان واللثة فزراعة الأسنان تستوجب النظافة المثالية المنتظمة.

ثانيًا: وجود أمراض مزمنة مثل السكر فإن لم يكن مسيطر عليه طبيًا فلا يصح أن يتم عمل زراعة الأسنان وفي بعض الأحيان تكون الأسنان على جانبي موضع الأسنان المخلوعة وتعاني من درجة الاهتزاز فلا يجوز عمل استعاضة من خلال الجسور الثابتة على تلك الأسنان التي تعاني من اهتزاز فيكون الحل هو تركيبات متحركة.

ثالثًا: التحاليل اللازمة التي تشخص نشاط الغدة الدرقية وبعض الهرمونات التي تؤثر على العظام يجب أن تكون طبيعية وملائمة لعمليات الغرس.

رابعًا: عوامل مثل التدخين والكحوليات يجب النظر إليها لأنه كلما زادت كلما أثرت على نجاح زراعة الأسنان.

خامسا: كثافة العظام وسُمكه أفقيا ورأسيا في موضع الضروس المخلوعة والتي يتم فحصها من خلال الأشعة لمقطعية ثلاثية الأبعاد، يجب أن يتم دراسته بتآني لبيان احتياج العظام من نفس الشخص أو عظام صناعي قبل اختيار زراعة الأسنان ولاختيار المقاسات المناسبة من الزرعات، فإن لم يكن هناك فرصة لذلك فلا يجوز عمل زراعة الأسنان.

سادسًا: إذا كان موضع الخلع لعدد أكثر من ضرسين و3، فلا يجب أن يتم عمل جسور ثابتة فيكون لحل زراعة أو استعاضة بتركيبات متحركة حتى لا ينكسر الجسر أو يكون عمره الافتراضي قصير.

سابعا: التكلفة الاقتصادية قد تتحكم في التركيب فزراعة الأسنان الأكثر تكلفة والتركيبات المتحركة أقلها.

ثامنًا: رغبة المريض في عدم تعرضه لإجراء جراحي مثل زراعة الأسنان أو برد الضروس التي توجد على جانبي مكان الخلع والتي تجتاج لبردها لتركيب جسر، فيكون طلبه هو عمل تركيبه متحركة.

 

في النهاية.. ما هي أهم النصائح المهمة لأطباء الأسنان؟

أرجو من جميع الزملاء من أطباء الأسنان أن يعملوا بتخصصهم وتكوين فريق عمل من تخصصات مختلفة حتى يستطيعوا أن يقدموا أفضل ما لديهم للمريض من أول وضع خطة للعلاج وتصورهم للحالة المرضية حتى الانتهاء من العلاج والمريض يشعر بالطمأنينة للإجراء الذي يتم اتباعه معهم فتزداد ثقة المريض فيما تم عمله من علاج وهي النقطة الأهم في النجاح هي ثقة المريض في الطبيب المعالج والعلاج الذي قدمه له.