الأربعاء 01 مايو 2024 الموافق 22 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

إنتاج بويضات بشرية من خلايا الدم.. هل يتم القضاء على العقم؟

الجمعة 07/يوليو/2023 - 08:21 م
بويضات بشرية
بويضات بشرية


في اختراق طبي جديد وسط آمال واسعة حول إمكانية قضائه على العقم، نجح علماء في إنتاج بويضات بشرية من خلايا الدم، لأول مرة على الإطلاق.

وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن مختبرا في اليابان نجح في إنتاج بويضات بشرية من خلايا الدم، وهو اختراق طبي ينطوي على آمال عريضة للقضاء على العقم، لكن مع وجود قائمة طويلة من الأسئلة الأخلاقية.

في التفاصيل، قامت مجموعة بحثية بصنع حيوانات منوية وبويضات من خلايا جلد الفئران، ونجحت في إنتاج مجموعة من الفئران، وُلدت من البويضات المصنوعة من الجلد.

ووفقا لمقال «Medium»، ففي حال استمر بحث الدكتور، ميتينوري سايتو، ومختبره في جامعة «Kyoto»، في إظهار الكثير من النجاح، فقد يتم القضاء على العقم، وسيصبح أزمة من الماضي.

لكن بعض علماء الأخلاق يشعرون بالقلق من أن حل مشكلة العقم، يمكن أن يفتح بوابات لدراسة علم تحسين النسل والعقبات القانونية، التي قد لا يكون مجتمعنا مستعدا لها.

في هذا السياق، يقول آرثر كابلان، المتخصص في أخلاقيات البيولوجيا في جامعة نيويورك: «هناك الكثير من القضايا التي يجب محاربتها، نحن لا نتفق على ما يجب فعله، إذا قال أحدهم إنه يقوم بتجربة غير قانونية، فعند إجراء تجربة (تعديل جينات الأجنة) في الصين، لم يكن أحد مستعدا لذلك».

وما يزال الكثير من أصل الخلايا الجنسية وتطور الأجنة لغزا بالنسبة لنا، ففي عام 2011، قرر العالم، كاتسوهيكو هاياشي، حل لغز جزء الحيوانات المنوية من المعادلة.

واكتشف العلماء مؤخرا أنهم يستطيعون إعادة إنشاء خلايا جذعية، وهي أساس غير متمايز لجميع أنسجة الجسم.

إنتاج الحيوانات المنوية والبويضات

وتوصل هاياشي إلى أنه قادر على استخدام هذه الخلايا لإنشاء خلايا جنسية أيضا، وبملاحظة تلك العملية التي يتم التحكم بها بعناية، يمكن تعلم كيف تُنتج الحيوانات المنوية.

وحاول هاياشي تصنيع الحيوانات المنوية من الجلد، فعليا، وفعلها بنجاح، ثم بعد ذلك، قرر إنشاء النصف الآخر من التركيبة الفريدة اللازمة لخلق الجنين، وهي البويضة.

وفي عام 2016، نشر الدكتور هاياشي، بالتعاون مع سايتو، نتائج مذهلة، ولم يقتصر الأمر على نجاح الفريق في إنتاج خلايا بويضة كاملة من جلد فأر، في أطباق بترية، بل قاما بتخصيب خلايا البويضة واستخدما التلقيح الصناعي لزرعها في فأر حي.

وبالرغم من أن نسبة ضئيلة فقط من الأجنة كانت قابلة للحياة، إلا أن أنثى الفأر ولدت 8 فئران حية، وهنا، افترق الدكتور سايتو عن هاياشي، وبدأ بإجراء تجارب على الخلايا البشرية.

وباستخدام انعكاس التطور نفسه، تمكن سايتو من صنع بويضة بشرية من خلايا دم بشرية، في طبق بتري لأول مرة، وهو إنجاز بارز تم تسجيله في «Science» خلال شهر سبتمبر عام 2018.

لكن الحصول على بويضة بشرية قادرة على التطور بشكل كامل، قد يتطلب مبيضا لتنمو فيه، وهو مشروع يعمل عليه الآن أحد أعضاء مختبر الدكتور سايتو، وهي الطالبة تشيكا ياماشيرو.

يقول الدكتور كابلان: «حتى لو قامت تشيكا، أو فرق بحثية أخرى في اليابان والصين وجامعة كامبريدج ببريطانيا، بإدارتها بنجاح، فمن المحتمل أن يتطلب الأمر بعض الوقت قبل إتاحة التكنولوجيا الرائعة للمصابين بالعقم».

وأوضح كابلان أن هذا البحث يجلب العديد من المفاهيم المقلقة، التي تُثار حول أبحاث الاستنساخ والخلايا الجذعية، كما أنه يثير مسألة اجتماعية جوهرية.

وفي حال تبين أن العملية المعروفة باسم «vitro gametogenesis» تعمل لدى البشر، يمكن أن يتم تحويل «أي نسيج بشري» إلى حيوان منوي أو بويضة.

ويمكن أن تقدم التقنية المطورة فرصة جديدة للأزواج من الجنس نفسه، الذين ربما كانوا غير قادرين على إنجاب أطفال يحملون الحمض النووي نفسه، ولكن هذا الأمر سيثير جميع أنواع الاعتراضات من الجماعات الدينية.

ومن منظور الصحة العامة، قد يجادل البعض بأن الأموال الكبيرة اللازمة لأبحاث التحاليل المخبرية، يمكن تطبيقها بشكل أفضل على الأمراض، التي تثقل كاهل الإنسانية.