السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أفضل من الأدوية.. فوائد التمارين الرياضية لـ علاج الاكتئاب

الإثنين 09/أكتوبر/2023 - 04:30 ص
التمارين الرياضية
التمارين الرياضية


خلصت دراسة جديدة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية، قد تكون ذات تأثير أفضل في محاربة الاكتئاب حتى من مضادات الاكتئاب.

ففي حين أن كلا الطريقتين العلاجيتين لهما فوائد مماثلة على الصحة العقلية، إلا أن دورة العلاج بالجري أدت إلى تحسينات في الصحة البدنية أيضا، وفق ما ذكرته صحيفة إكسبريس.

الرياضة علاج للاكتئاب

وجدت أول تجربة على الإطلاق لمقارنة فوائد مضادات الاكتئاب مقابل التمارين الرياضية أن الأخير قد يكون أفضل لصحتك العقلية والبدنية بشكل عام، إذا تمكنت من الالتزام به.

وُجد أن كلتا الاستراتيجيتين العلاجيتين لهما فائدة متساوية عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية، حسبما ذكر باحثون من هولندا.

ومع ذلك، وجد الفريق أن برنامج الجري لمدة 16 أسبوعا ارتبط بتحسن الصحة البدنية بين المشاركين في الدراسة.

في المقابل، وجد أن تناول مضادات الاكتئاب خلال نفس الفترة الزمنية يؤدي إلى تدهور طفيف في الصحة البدنية.

ومع ذلك، لم تسفر التمارين الرياضية عن نتائج مثالية، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا أكثر عرضة للتخلي عنها، في حين أن مضادات الاكتئاب كان معدل تركها أقل بكثير.

وأجريت الدراسة من قبل عالمة الأوبئة النفسية البروفيسور بريندا بينينكس، من جامعة فريجي أمستردام في هولندا، وزملائها.

وقالت بينينكس: «أردنا مقارنة كيفية تأثير التمارين الرياضية أو مضادات الاكتئاب على الصحة العامة، وليس فقط على الصحة العقلية».

للقيام بذلك، قام الباحثون باختيار 141 مريضا يعانون إما من القلق أو الاكتئاب أو كليهما، وأعطوهم خيارًا من العلاجات، إما مضادات الاكتئاب SSRI أو العلاج بالجري الجماعي الذي يتضمن 2-3 جلسات مدة كل منها 45 دقيقة كل أسبوع، لمدة 16 أسبوعا.

ومن بين المشاركين، اختار 45 شخصًا مضادات الاكتئاب، ولجأ 96 شخصًا إلى العلاج بالجري.

ولاحظ الباحثون أن المجموعة التي اختارت الدواء كانت أكثر اكتئابا قليلا من المجموعة التي اختارت العلاج بالتمرين.

وأضاف بينينكس: «أعطت هذه الدراسة للأشخاص القلقين والمكتئبين خيار الحياة الواقعية، الدواء أو ممارسة الرياضة، ومن المثير للاهتمام أن الأغلبية اختارت ممارسة التمارين الرياضية، مما أدى إلى أن تكون الأعداد في مجموعة الجري أكبر من تلك الموجودة في مجموعة الدواء».

وفي نهاية التجربة، كشف تحليل الفريق أن حوالي 44% من المرضى في كل من مجموعتي مضادات الاكتئاب وممارسة التمارين الرياضية أظهروا تحسنا في مستويات القلق والاكتئاب.

فوائد أخرى للتمارين الرياضية

ومع ذلك، أظهر المشاركون في مجموعة الركض أيضًا تحسنًا في ضغط الدم ووظيفة القلب ومحيط الخصر والوزن، بينما أظهرت هذه المقاييس انخفاضًا طفيفًا في مجموعة مضادات الاكتئاب.

وقالت بينينكس: «لقد ساعد كلا العلاجين في علاج الاكتئاب بنفس الدرجة تقريبا».

وأضافت: «كان لمضادات الاكتئاب بشكل عام تأثير أسوأ على وزن الجسم وتقلب معدل ضربات القلب وضغط الدم، في حين أدى العلاج بالجري إلى تحسين التأثيرات على اللياقة العامة ومعدل ضربات القلب، على سبيل المثال».

وتابعت: «من المهم أن نقول أن هناك مجالًا لكلا العلاجين في رعاية الاكتئاب، إذ تظهر الدراسة أن الكثير من الناس يحبون فكرة ممارسة الرياضة، ولكن قد يكون الأمر مختلفًا لتنفيذها، على الرغم من أن الفوائد كبيرة».

في الواقع، 52% فقط من الأشخاص في مجموعة الجري التزموا بالتمرين، مقارنة بمعدل التزام 82% بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

وقالت بينينكس: «لقد وجدنا أن معظم الناس ملتزمون بتناول مضادات الاكتئاب، في حين التزم حوالي نصف مجموعة الركض بالتمرين مرتين في الأسبوع».

وأضافت أن «مضادات الاكتئاب آمنة وفعالة بشكل عام، لأنها تعمل بالنسبة لمعظم الناس، نحن نعلم أن عدم علاج الاكتئاب على الإطلاق يؤدي إلى نتائج أسوأ، لذلك تعتبر مضادات الاكتئاب خيارًا جيدًا بشكل عام، ومع ذلك، نحن بحاجة إلى توسيع ترسانة العلاج لدينا، حيث لا يستجيب جميع المرضى لمضادات الاكتئاب أو يرغبون في تناولها».

وتابعت: «تشير نتائجنا إلى أن تنفيذ العلاج بالتمرين هو أمر يجب أن نأخذه على محمل الجد، لأنه يمكن أن يكون خيارًا جيدًا - وربما أفضل - لبعض مرضانا».

وأشار الفريق إلى أن العلاج بالتمارين الرياضية يمكن أن يكون له فوائد أيضًا في تجنب بعض الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب.