الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تناول الملح يؤدي إلى الإصابة بـ مرض السكري من النوع 2؟

الثلاثاء 07/نوفمبر/2023 - 03:45 ص
الملح
الملح


عادة ما يفكر الناس في أن تناول الحلويات والسكريات هو أحد أسباب الإصابة بـ مرض السكري من النوع الثاني، بالرغم من عدم وضوح الأدلة العلمية الخاصة بذلك.

لكن الغريب هو ما توصلت إليه دراسة حديثة تشير إلى أن الملح قد يكون أحد أسباب الإصابة بـ مرض السكري من النوع الثاني.

تفاصيل الدراسة

تفاصيل الدراسة أوردها موقع The Conversation، حيث استخدمت تلك الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة تولين في نيو أورليانز، بيانات عن حوالي 400 ألف بالغ، مأخوذة من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

وتابع الباحثون المشاركين لمدة 12 عاما تقريبا، وفي ذلك الوقت، أصيب حوالي 13 أف شخص بـ مرض السكري من النوع الثاني.

وفي بيان صحفي، قال الباحث الرئيسي في الدراسة إن «إبعاد الملح عن الطاولة يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني».

العلاقة بين الملح ومرض السكري 2

لكن هل الأمر حقا بهذه البساطة؟ وهل للملح دور في الإصابة بـ مرض السكري من النوع الثاني؟

بداية، هذا النوع من الدراسة، والذي يسمى بالدراسة الرصدية، لا يمكنه إثبات أن شيئًا واحدًا يسبب شيئًا آخر، بل فقط أن شيئًا واحدًا مرتبطًا بآخر، وقد تكون هناك عوامل أخرى مؤثرة، لذا، ليس من المناسب أن نقول إن إزالة الملح يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض السكري.

وأضاف: «سبق لي أنا وزميلي دان جرين أن انتقدنا بيانات صحفية جامعية مثل هذه، لأنها يمكن أن تؤدي إلى قصص إخبارية مضللة، لا يمكن لدراسة تولين إلا أن تشير إلى وجود علاقة بين استخدام الملح وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لا أكثر، وذلك قبل النظر في جودة البيانات نفسها».

استندت البيانات المستخدمة لتقييم استخدام الملح إلى سؤال بسيط: «هل تضيف الملح إلى طعامك؟» وتم استبعاد الملح المضاف في الطهي على وجه التحديد.

السؤال الذي أجاب عليه المشاركون في الدراسة كان يحتوي فقط على الخيارات: «أبدًا/نادرًا»، «أحيانًا»، «عادة» أو «دائمًا»، وهذا يعني أنه من غير الممكن تقدير كمية الملح التي قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني من خلال الإجابات.

الأغذية المصنعة هي المصدر الأكبر

يبلغ تناول الملح الطبيعي في دول مثل المملكة المتحدة حوالي 8 جرامات أو ملعقتين صغيرتين يوميا، لكن حوالي ثلاثة أرباع هذه الكمية تأتي من الأطعمة المصنعة، تتم إضافة معظم الباقي أثناء الطهي مع إضافة القليل جدا على الطاولة.

تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطنية (NHS) الأشخاص بضرورة الحد من تناولهم اليومي للملح إلى حوالي 6 جرامات.

وبما أن الحد من الملح هو هدف للصحة العامة، فمن المهم أن نكون قادرين على تحديد كمية المتناول لمعرفة ما إذا كان هناك احتمال لما يعرف بتأثير «الاستجابة للجرعة».

لم تكن البيانات المذكورة قادرة على الإشارة إلى ما إذا كان تناول 2 جرام من الملح يوميا مضافًا إلى المائدة يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 أكثر من استهلاك 1 جرام يوميا على سبيل المثال.

واستخدم الباحثون اختبارات أخرى لتناول الملح، بما في ذلك تقدير كمية الملح التي فقدها المشاركون في البول على مدار 24 ساعة، وهذه هي الطريقة الأكثر دقة لقياس كمية الصوديوم أو الملح.

ويشير هذا النهج أيضًا إلى أن ارتفاع نسبة الصوديوم في البول يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ومع ذلك، فإن ما أكله المشاركون لم يؤخذ في الاعتبار على الإطلاق في هذا التحليل، لذلك ليس من الواضح ما إذا كان الملح يمكن أن يتورط بشكل مباشر في زيادة خطر إصابة الشخص بمرض السكري من النوع الثاني».

وهناك بعض الأدلة على أن زيادة تناول الملح، مقاسًا بنسبة الصوديوم في البول، قد يكون مرتبطًا بزيادة مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول)، وقد تم ربط ذلك بزيادة ضغط الدم وانخفاض فعالية هرمون الأنسولين.

يتحكم الأنسولين عادة في مستويات الجلوكوز في الدم وهو جزء أساسي من كيفية تطور مرض السكري من النوع الثاني، ومع ذلك، لم تظهر الأدلة على هذه الآلية إلا في الفئران.

تقليل الملح فكرة جيدة

ما يمكننا التأكد منه أكثر هو أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، والذين غالبًا ما يعانون أيضًا من ارتفاع ضغط الدم، يميلون إلى رؤية تحسن في ضغط الدم لديهم عندما يستهلكون كميات أقل من الملح.

لذا فإن الرسالة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي أن استخدام كمية أقل من الملح كجزء من نظام غذائي صحي، والذي يُعرف بأنه يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، يعد فكرة جيدة.

لم تظهر هذه الدراسة مدى حاجتنا لتقليل تناول الملح، بل أشارت فقط إلى وجود علاقة ضعيفة بين إضافة الملح إلى الطعام وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لذا من الأفضل التركيز على ما يُعرف بتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني وتناول نظام غذائي صحي.