الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن دور متناقض لخلايا الدم البيضاء في انتشار سرطان الثدي

الثلاثاء 05/ديسمبر/2023 - 09:00 ص
سرطان الثدي
سرطان الثدي


أظهرت دراسة جديدة أن الخلايا البلعمية المرتبطة بالورم، وهي خلايا الدم البيضاء الموجودة في أورام الثدي، يمكن أن تساعد وتمنع انتشار الخلايا السرطانية إلى الأعضاء الأخرى.

الدراسة أجراها معهد كارولينسكا، ونشرت في مجلة Cell Reports.

ووجد الباحثون أن الخلايا البلعمية التي تنتج مادة تسمى VEGF-C تقلل من انتشار سرطان الثدي إلى الرئتين، لكنها تزيد من انتشاره إلى العقد الليمفاوية، وقد يكون لهذا آثار على تشخيص وعلاج سرطان الثدي، وفق ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.

سرطان الثدي

يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم.

وتعتمد معظم الحالات على الهرمونات، ويمكن علاجها بالعلاج الهرموني.

لكن حتى بعد سنوات عدة من التشخيص، يمكن أن ينتشر سرطان الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين والدماغ ونخاع العظام.

كيف ينتشر سرطان الثدي؟

ليس من الواضح تمامًا ما الذي يسبب هذا الخطر على المدى الطويل، ولكن العامل المحتمل هو خلايا الدم البيضاء التي تسمى البلاعم المرتبطة بالورم (TAMs).

تتواجد TAMs بكثرة في أورام الثدي، وتلعب دورًا مزدوجًا في تسهيل وإعاقة انتشار الخلايا السرطانية.

على وجه التحديد، تعمل TAMs المحيطة بالأوعية الدموية، وهي مجموعة فرعية ملفوفة حول الأوعية الدموية، على تنظيم وظيفة الأوعية الدموية وتوجيه أو منع دخول الخلايا السرطانية إلى الأوعية الدموية، مما يؤثر على احتمال انتشارها إلى الأعضاء الأخرى.

قامت البروفيسورة المشاركة شارلوت رولني، في قسم علم الأورام وعلم الأمراض، وزملاؤها، بدراسة نوع خاص من TAMs الذي ينتج مادة تسمى VEGF-C.

ومن المعروف أن هذه المادة تؤثر على تكوين أوعية ليمفاوية جديدة في الأورام، مما يسهل نقل الخلايا السرطانية إلى الأعضاء الأخرى.

ومع ذلك، اكتشف الباحثون أن TAMs التي تعبر عن VEGF-C لها تأثير مزدوج، فهي تقلل من انتشار سرطان الثدي إلى الرئتين ولكنها تزيد من انتشاره إلى الغدد الليمفاوية في نفس الوقت.

كما فحص الباحثون هذه العلاقة في البيانات السريرية من المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي، ووجدوا أن وجود TAMs إيجابي VEGF-C مرتبط بانخفاض شدة المرض.

يبدو إذن أن هذه الخلايا السرطانية لا تساعد في علاج النقائل فحسب، بل إنها تعمل أيضًا كموجهين استراتيجيين يوجهون الخلايا السرطانية إلى طرق أقل ضررًا.

كيف تفعل هذه TAMs هذا؟

يقترح الباحثون آليتين محتملتين، أولًا، تعمل TAMs التي تعبر عن VEGF-C على إعادة الأوعية الدموية للورم إلى طبيعتها، بحيث تصبح أكثر تنظيمًا وأقل تسربًا، وثانيًا، تحفز هذه البلاعم تكوين الأوعية اللمفاوية، أي تكوين أوعية ليمفاوية جديدة، مما يسهل انتشار الخلايا السرطانية إلى العقد الليمفاوية.

باختصار، يُظهر الدور المتناقض لـ TAMs التي تعبر عن VEGF-C تزامنًا دقيقًا داخل بيئة الورم.

وبدلًا من مجرد تسهيل عملية الانتشار النقيلي، تظهر هذه البلاعم كمديرين استراتيجيين يؤثرون على وجهة الخلايا السرطانية.

ويوفر فهم هذه العملية رؤى محتملة للتدخلات العلاجية، ربما عن طريق استغلال المفارقة لمنع ورم خبيث أو إعادة توجيهه إلى طرق أقل ضررا.