الثلاثاء 14 مايو 2024 الموافق 06 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الخلايا السليمة تمكّن السرطان من مقاومة العلاج.. ما السبب؟

الجمعة 08/ديسمبر/2023 - 04:15 م
سرطان الأمعاء
سرطان الأمعاء


يصبح العلاج الكيميائي أقل فعالية لأن الخلايا السليمة تدفع الخلايا السرطانية إلى النمو بشكل أبطأ، وفقا لدراستين أجراهما باحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وييل.

في الدراستين المنشورتين في مجلة Cell، استخدم الباحثون «الأورام الصغيرة» وأحدث تقنيات تحليل الخلية المفردة للبدء في حل اللغز حول السبب الذي يجعل الخلايا السليمة في ورم سرطان الأمعاء لدى المريض تؤدي إلى نتائج سيئة، وفق ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.

سرطان الأمعاء

يقتل سرطان الأمعاء أكثر من 900 ألف شخص سنويا، وهو ثاني أكبر سبب لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم.

الدراسة الأولى

في الدراسة الأولى، استخدم باحثو جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أحدث تقنيات تحليل الخلية الواحدة لقياس كيفية استجابة 1107 أورام صغيرة مشتقة من الفئران للتغيرات في كل من جيناتها وبيئتها.

وكشف التحليل أن خلايا سرطان الأمعاء يمكن أن توجد في حالتين رئيسيتين، سريعة النمو أو بطيئة النمو، وأن الخلايا السليمة يمكن أن تدفع خلايا سرطان الأمعاء نحو حالة النمو البطيء.

نظرًا لأن العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا سريعة النمو، فمن المرجح أن تكون هذه الخلايا السرطانية بطيئة النمو مقاومة للعلاج.

وقال الدكتور كريس تيب، أحد كبار مؤلفي الدراسات من معهد UCL للسرطان: «أظهرت الأبحاث الحديثة أن مرضى سرطان الأمعاء الذين لديهم خلايا صحية أكثر في أورامهم، بما في ذلك الخلايا التي تسمى الخلايا الليفية التي تشارك في التئام الجروح، غالبًا ما يكون لديهم ضعف في الخلايا، لكن ما لم نكن نعرفه حتى الآن هو سبب حدوث ذلك. تشير أبحاثنا إلى أنه نظرًا لأن العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا سريعة النمو، فإن الخلايا السرطانية التي يتباطأ نموها بسبب الخلايا السليمة لم تعد حساسة للعلاج الكيميائي».

الدراسة الثانية

وفي الدراسة الثانية، سعى الفريق إلى تأكيد النتائج التي توصلوا إليها في الخلايا البشرية، باستخدام أكثر من 2500 ورم صغير نمت من الأنسجة المتبرع بها من مرضى سرطان الأمعاء الذين خضعوا لعملية جراحية.

وأظهرت النتائج أن عوامل مثل عمر المريض والطفرات المحددة التي يحملها الورم لم تؤثر على كيفية استجابة السرطان للعلاج الكيميائي، وكان العامل الرئيسي هو مدى سرعة نمو السرطان، والأهم من ذلك، أن الخلايا الليفية السليمة يمكن أن تبطئ نمو السرطان لدى بعض المرضى، وتحمي السرطان تمامًا من العلاج الكيميائي.

وقالت الدكتورة ماريا راموس ثاباتيرو، المؤلفة الأولى لإحدى الدراسات من معهد UCL للسرطان، إن «حالة النمو البطيء التي لاحظناها في سرطانات الأمعاء هذه غير عادية للغاية وعادة ما توجد بعد تلف الأنسجة المعوية، ويبدو أن وجود الخلايا الليفية في الأنسجة السليمة يحفز الخلايا السرطانية على الدخول في حالة دفاعية، مما يحميها من العلاج الكيميائي».

وأضافت: «يحدث هذا بسرعة كبيرة، غالبًا في غضون ساعتين، لذلك من السهل معرفة سبب فشل العلاج، وتتعرض الخلايا السرطانية للتلف، لكنها لا تموت».

وقال البروفيسور سميتا كريشناسوامي، أحد كبار مؤلفي إحدى الدراسات من جامعة ييل: «لقد كان هناك الكثير من الأبحاث في السنوات الأخيرة لفهم ما يحدث في الخلايا السرطانية وفي البيئة المحيطة على مستوى الخلية الواحدة، ولكن كانت القيود التقنية في السابق تعني أننا لا نستطيع تحليل سوى عدد قليل من السيناريوهات المختلفة في وقت واحد، وهذه مشكلة عندما تتعامل مع آلاف المتغيرات، بما في ذلك الخلايا السرطانية ذات الطفرات المختلفة، والعلاجات المختلفة والتفاعل المعقد بين الأورام والخلايا المحيطة بها».

وأضاف: «إن سير عمل القياس الخلوي الشامل وطريقتنا الحسابية الجديدة، التي تسمى TRELLIS، تخلق طريقة لدمج عينات من القياس الخلوي بطريقة يمكن من خلالها حساب المسافات بين العينات بأكملها، مما يسمح لنا برسم خريطة لمختلف أنواع السرطان في ظل ظروف علاجية وثقافية مختلفة، ولقد سمحت لنا هذه التطورات التقنية برؤية الصورة الكبيرة وساعدت في تفسير سبب كون بعض أنواع السرطان أقل حساسية للعلاج»

يقول المؤلفون إن إيجاد طرق لإجبار الخلايا السرطانية على الدخول في حالة سريعة النمو قبل أن يبدأ المريض دورة من العلاج الكيميائي قد يكون قادرًا على جعل العلاج أكثر فعالية.

واختتم الدكتور تيب قائلًا: «من خلال فهم العمليات الجزيئية التي تحرك هذا التغيير، قد نكون قادرين على تطوير طرق لمنع الاتصال بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة من أجل إعادة الورم إلى حالة النمو السريع، مما يجعل السرطان حساسًا العلاج الكيميائي حتى في وجود خلايا سليمة، أعتقد أن لدينا الآن فرصة كبيرة لتحسين النتائج بالنسبة لأولئك الذين ليس من السهل علاج سرطان الأمعاء لديهم».