الأربعاء 01 مايو 2024 الموافق 22 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يرتبط تغير المناخ بانتشار الإسهال؟

الإثنين 22/يناير/2024 - 08:15 م
مرض الإسهال
مرض الإسهال


كشفت دراسة جديدة من جامعة سري، أن درجة الحرارة وطول النهار والرطوبة ترتبط بزيادة انتشار مرض الإسهال.

ويمكن أن تساعد النتائج في التنبؤ بالمزيد من تفشي المرض، مما قد يؤدي إلى استعداد أفضل داخل الخدمات الصحية.

نُشرت هذه الدراسة في مجلة PLOS Computational Biology.

تأثير الطقس على انتقال بكتيريا العطيفة

خلال هذه الدراسة الفريدة، قام الباحثون بقيادة الدكتور جيوفاني لو إياكونو، بالتحقيق في تأثير الطقس على انتقال بكتيريا العطيفة، وهي عدوى بكتيرية يمكن أن تسبب الإسهال وآلام في المعدة، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدوى العطيفة هي الأسباب الأكثر شيوعا لالتهاب المعدة والأمعاء الجرثومي البشري في العالم.

تكون حالات العدوى خفيفة عمومًا، ولكنها يمكن أن تكون قاتلة بين الأطفال الصغار جدًا وكبار السن والأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة.

قال الدكتور جيوفاني لو إياكونو، محاضر أول في الإحصاء الحيوي وعلم الأوبئة، في كلية الطب البيطري بجامعة ساري والذي ساهم في تقرير UKSHA الأخير عن الآثار الصحية لتغير المناخ: «كان هناك إجماع كبير على ذلك يؤثر الطقس والمناخ على انتشار الأمراض، إن الوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء ذلك والعوامل البيئية المحددة التي تؤدي إلى انتشار الأمراض هو أمر معقد وغير مفهوم بالكامل».

وأضاف: «لدينا الآن وصف تفصيلي لكيفية تأثير الطقس على المرض، والخطوة التالية هي فهم السبب، والأهم من ذلك، من خلال نهجنا الشفاف والبسيط من الناحية المفاهيمية، يمكننا الآن معرفة خطر الإصابة بالمرض عندما نعرف الحالات الأخيرة الطقس المحلي».

وتابع: «هذه المعلومات لا تقدر بثمن، لأن أمراض مثل داء العطيفة لا تسبب الانزعاج للأفراد فحسب، بل لها آثار مجتمعية هائلة، حيث يضطر الناس إلى استدعاء المرضى للعمل ويضعون ضغطًا إضافيًا على الخدمات الصحية في جميع أنحاء العالم».

لتحديد ما إذا كان الطقس يؤثر على حالات الإصابة بداء العطيفة، قام الباحثون بتحليل البيانات من حوالي مليون حالة من داء العطيفة في إنجلترا وويلز على مدى 20 عامًا من UKHSA. وقام الفريق بتطوير نموذج رياضي مبتكر لتمكينهم من مقارنة هذه البيانات المقدمة من مكتب الأرصاد الجوية مع معلمات الطقس في ذلك الوقت.

وأظهر تحليل هذه البيانات أن حالات الإصابة بداء العطيفة كانت ثابتة تحت درجات حرارة 8 درجات مئوية.

ومع ذلك، لوحظت زيادة حادة في الإصابة (حوالي حالة واحدة لكل مليون) لكل ارتفاع بمقدار 5 درجات في درجة الحرارة، حيث كانت درجات الحرارة بين 8 درجات مئوية و15 درجة مئوية.

وحدد الفريق وجود صلة بالرطوبة، ولاحظ أيضًا ارتفاع حوادث العدوى عندما تراوحت مستويات بخار الماء في الهواء بين 75% و80%.

ومن المثير للاهتمام أن الباحثين لاحظوا ارتباطات قوية بين طول اليوم (أكثر من 10 ساعات) وزيادة حالات المرض.

وقد تم تعزيز هذا الارتباط بشكل أكبر عندما كانت الرطوبة مرتفعة أيضًا. ولم يكن هطول الأمطار وسرعة الرياح مرتبطين بقوة بانتشار بكتيريا العطيفة.

وأضاف الدكتور لو إياكونو: «ما وجدناه هو أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وزيادة طول النهار ترتبط بانتشار بكتيريا العطيفة، ونحن لا نفهم تمامًا سبب ذلك. ومن الممكن أن يؤدي الطقس الدافئ إلى زيادة فرص البقاء على قيد الحياة وانتشار البكتيريا المسببة للأمراض (وبالتالي فإن الطقس يسبب المرض) أو بدلا من ذلك يمكن أن يكون سلوك الناس وكيفية تواصلهم الاجتماعي خلال هذه الفترات، ومع ذلك، ما نعرفه هو أن تغير المناخ ليس له تأثير بيئي فحسب، بل لديه القدرة على التأثير سلبًا على صحتنا من خلال المساعدة في انتشار الأمراض المعدية».

وقال جوردون نيكولز، الأستاذ الزائر في جامعة سري: «يمكن أن تساعدنا البيانات البيئية على فهم الأنماط المعقدة في انتشار الأمراض، إن الحصول على هذه المعرفة لا يقدر بثمن لأنه يمكن أن يساعدنا في تحديد المناطق المعرضة لتفشي الأمراض المحتملة والتأكد من حصولها على المعلومات اللازمة».