الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

مركب جديد قد يطيل عمر مرضى التصلب الجانبي الضموري.. ما مدى فاعليته؟

الجمعة 09/فبراير/2024 - 09:30 ص
 التصلب الجانبي الضموري
التصلب الجانبي الضموري


حدد باحثون مركبا جزيئيا تجريبيا أدى إلى تحسين البقاء على قيد الحياة بين النماذج الخلوية ونماذج الفئران المصابة بالتصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو مرض التنكس العصبي المميت.

النتائج التي توصل إليها الباحثون في المركز الطبي الجنوبي الغربي لجامعة تكساس، والتي نشرت في مجلة موت ومرض الخلايا، تقدم وعدًا بالتطوير المحتمل لعلاجات مرض التصلب الجانبي الضموري، الذي ليس له علاج فعال، وفق ما تم تأكيده في موقع ميديكال إكسبريس.

وقال قائد الدراسة، تشون لي تشانج، أستاذ البيولوجيا الجزيئية، وباحث في كلية الطب الحيوي بجامعة كاروث الابن: «ستعمل هذه الدراسة على تطوير مجال التصلب الجانبي الضموري بشكل كبير من خلال توفير مركب رائد ومسار إشارات للتحقيقات المستقبلية».

التصلب الجانبي الضموري

يؤثر التصلب الجانبي الضموري (ALS)، المعروف أيضًا باسم مرض لو جيريج، على مئات الآلاف في جميع أنحاء العالم.

مع بداية المرض في منتصف العمر، يقتل التصلب الجانبي الضموري الخلايا العصبية الحركية بمرور الوقت، مما يحرم المرضى تدريجيًا من القدرة على المشي والتحدث والبلع والتنفس.

وأوضح الدكتور تشانج أن متوسط ​​العمر المتوقع هو من سنتين إلى 5 سنوات بعد التشخيص ولم يتغير على الرغم من عقود من البحث.

علاجات محتملة لإطالة عمر المرضى

بحثًا عن علاجات محتملة قد تطيل عمر مرضى التصلب الجانبي الضموري، اختبر الدكتور تشانج وزملاؤه مركبات من مكتبة صيدلانية على نموذج خلوي لمرض التصلب الجانبي الضموري.

نظرًا لأنه من المستحيل أخذ عينات من الخلايا العصبية الحركية مباشرة من مرضى التصلب الجانبي الضموري، فقد استخدمت الدراسات السابقة إلى حد كبير الخلايا العصبية المشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات.

ومع ذلك، قال الدكتور تشانج، إنه تم إعادة ضبط هذه الخلايا العصبية إلى المرحلة الجنينية، وفقدت التغييرات المرتبطة بالعمر.

بالنسبة للدراسة الجديدة، استخدم الباحثون نهجًا مختلفًا يقوم بتحويل خلايا الجلد لدى مرضى التصلب الجانبي الضموري إلى خلايا عصبية حركية تحمل علامات الشيخوخة، مما يوفر نموذجًا أكثر واقعية، وبعد جرعات هذه الخلايا بحوالي 2000 مركب، حدد الباحثون مركبًا واعدًا أطلقوا عليه اسم Hit3.

عكس هذا المركب بعض التغييرات المورفولوجية المرتبطة بالتصلب الجانبي الضموري للخلايا، مما أدى إلى نمو أجسام خلوية أكبر، وتطوير تفرعات أكثر تعقيدًا في امتداداتها، وتكوين المزيد من الروابط مع الخلايا العضلية، والعيش لفترة أطول بكثير من الخلايا التي لم تتلق Hit3.

وأظهرت نظرة فاحصة أن Hit3 يعمل على بروتينات الخلية التي تسمى MAP4Ks، والتي تلعب أدوارًا رئيسية في استجابات الخلايا للتوتر.

بمجرد تنشيطها، تنظم MAP4Ks سلسلة من البروتينات الأخرى المشاركة في هذا الدور، وهو مسار جزيئي يبدو حاسمًا في تحديد ما إذا كانت الخلايا العصبية الحركية ستعيش أو تموت، وقد تورطت في مرض التصلب الجانبي الضموري وغيره من أمراض التنكس العصبي.

لتحديد التأثير الذي يمكن أن يحدثه التلاعب بهذا المسار على النماذج الحيوانية لمرض التصلب الجانبي الضموري، قام الباحثون بحقن الفئران التي لديها طفرات في جين يسمى SOD1 - والذي يعتبر الشكل الأكثر عدوانية لمرض التصلب الجانبي الضموري - بمركب مرتبط بـ Hit3 يسمى MAP4Ki.

تعرضت الفئران التي لم تتلق هذا المركب لفقدان كبير في الخلايا العصبية الحركية وتوفيت بمعدل 129 يومًا.

ومع ذلك، حافظت الفئران التي تلقت MAP4Ki على عدد أكبر بكثير من الخلايا العصبية الحركية وعاشت عشرة أيام أطول.

وقال الدكتور تشانج: «بالرغم من أن MAP4Ki أطال فترة البقاء على قيد الحياة لفترة قصيرة فقط، فإن نتائجنا تشير إلى أن العلاجات التي تمنع مسار MAP4K يمكن أن تكون مفيدة علاجيا في يوم من الأيام».

وأضاف: «نظرًا لأن MAP4Ki ليس مُحسّنًا للاستخدام الصيدلاني - فهو يتحلل بسرعة ولا يمكنه عبور حاجز الدم في الدماغ، مما يحد من امتصاصه - فإن هذا المركب لديه مساحة كبيرة للتلاعب الكيميائي الذي يمكن أن يحسن نشاطه».

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنه نظرًا لأن استهداف مسار MAP4K أظهر نتائج واعدة، فيمكن للباحثين في النهاية تطوير أدوية أخرى مصممة للتأثير على هذا المسار بنجاح أكبر، مؤكدا أن الأمل هو أن هذا قد يؤدي إلى إطالة عمر مرضى التصلب الجانبي الضموري.