الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 الموافق 09 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دواء جديد قد يساعد في مكافحة الملاريا المقاومة للعلاج

الأربعاء 06/نوفمبر/2024 - 04:30 ص
الملاريا
الملاريا


نجح فريق دولي من الباحثين في تطوير دواء جديد واعد يمكن أن يساعد في مكافحة انتشار الملاريا المقاومة للعلاج.

ويعد هذا التطور الرائد الأول من نوعه الذي يتبنى نهجا متبعا في علاج السرطان لمعالجة مرض الملاريا.

ويعمل هذا النهج عن طريق تعطيل البروتين الذي يستخدمه المتصورة المنجلية، وهو أحد الطفيليات التي ينقلها البعوض وينشر مرض الملاريا، بشكل دائم لتكرار نفسه داخل جسم الإنسان.

وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قاد علماء الكيمياء وعلماء الأحياء من جامعة جلاسكو تطوير الدواء الجديد.

في ورقة بحثية بعنوان "استهداف PfCLK3 باستخدام مثبطات تساهمية: استراتيجية جديدة لعلاج الملاريا"، نُشرت في مجلة الكيمياء الطبية، أوضحوا كيف يمكن أن يكون العلاج أكثر فعالية من الأدوية الحالية في جميع مراحل الإصابة بالملاريا.

يقول الباحثون إنه يمكن أن يعمل أيضًا كعلاج بجرعة واحدة.

الملاريا

يتم الإبلاغ عن ما يقرب من ربع مليار حالة من حالات الملاريا في جميع أنحاء العالم كل عام، مما يؤدي إلى وفاة أكثر من 600 ألف شخص سنويًا.

قد يساعد الدواء الجديد في التغلب على المشكلة المتزايدة المتمثلة في مقاومة المتصورة المنجلية للأرتيميسينين، وهو العلاج الحالي الأول لعدوى الملاريا.

وقال أندرو جاميسون، أستاذ الكيمياء الحيوية في كلية الكيمياء بجامعة جلاسكو، وهو أحد مؤلفي الدراسة: "خلال الوباء، توقف التقدم العالمي ضد الملاريا حيث أصبح الوصول إلى العلاج أكثر صعوبة، في حين طورت الطفيليات في الوقت نفسه مقاومة متزايدة للأدوية الحالية".

وأضاف: "أردنا أن نرى ما إذا كان نوع من الأدوية يسمى مثبط الكيناز التساهمي، والذي تم استخدامه بنجاح في بعض علاجات السرطان، يمكن أن يوفر طريقة جديدة تمامًا لمكافحة طفيليات الملاريا، يمكن أن يساعدنا النهج الجديد في التعامل مع الأدوية في تعزيز دفاعاتنا ضد الملاريا في السنوات القادمة".

ويعمل العقار الجديد عن طريق استهداف بروتين يسمى PfCLK3، والذي يلعب دورًا حيويًا في قدرة الطفيلي على ربط الحمض النووي الريبوزي، ومن خلال الارتباط القوي بالبروتين، يعمل جزيء العقار على إيقاف طريقة الطفيلي في التكاثر في مجرى الدم، مما يؤدي إلى قتله قبل أن ينتشر".

وكان تطوير الدواء جزءًا من بحث الدكتوراه الذي أجرته طالبة الدكتوراه سكاي بريتل، وهي أيضًا من كلية الكيمياء، وهي المؤلفة الأولى للورقة البحثية.

وقال سكاي: "تُستخدم مثبطات الكيناز التساهمية بشكل شائع في علم الأورام، ولكن العيب المتكرر هو أنه على الرغم من استهداف بروتينات السرطان، فإن هذه الأدوية غالبًا ما تؤثر على بروتينات أخرى أيضًا، مما يؤدي إلى آثار جانبية، ويركز الجزيء الذي طورناه بشكل أكبر على هدفه، فهو يحتوي على خطاف كيميائي خاص يضمن التصاقه فقط ببروتين PfCLK3، مما قد يساعده في علاج الملاريا دون التسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها لدى البشر".

وقد أجرى الباحثون مجموعة واسعة من الاختبارات على خصائص الدواء. وساعدهم زملاؤهم في جامعة إدنبرة في اختبار الدواء على بروتينات معزولة، وباستخدام مطياف الكتلة، أظهروا أن الدواء يرتبط بشكل دائم بأهدافه. وأظهرت اختبارات أخرى على عينات حية من المتصورة المنجلية أن غسل الطفيليات بعد ست ساعات لم يزيل تأثير الدواء.

وبالتعاون مع جامعة كولومبيا في نيويورك، أثبت الباحثون أيضًا أن الطفيليات غير قادرة على تطوير مقاومة للدواء بمرور الوقت.

وأضاف سكاي: "هذه نتائج قوية حقًا، والتي تُظهر أن الدواء يمكنه الصمود في وجه التحديات التي قد يواجهها داخل الطفيلي، ومن غير المرجح أن يطور الطفيلي مقاومة له. وهذا أمر مثير للغاية، لأن منع المقاومة يشكل حاجزًا كبيرًا أمام الأدوية المضادة للملاريا".

وأضاف أنه "بالرغم من أن الأمر يتطلب إجراء المزيد من الاختبارات، فإننا نتوقع مما رأيناه حتى الآن أن يكون الجزيء فعالًا في جميع مراحل دورة حياة الطفيلي، وهو أمر غير ممكن مع الأرتيميسينين. ونأمل أن يصبح هذا الجزيء أساسًا لعلاج سريع للملاريا في المستقبل".