الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 الموافق 09 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تحديد مؤشر حيوي للتنبؤ بنجاح علاج مرض التهاب الأمعاء.. ما هو؟

الأحد 10/نوفمبر/2024 - 07:30 م
التهاب الأمعاء
التهاب الأمعاء


لا يستجيب الجميع بشكل متساوٍ للعلاجات الخاصة بمرض التهاب الأمعاء، إذ إن العلاج الذي قد ينجح مع كل مريض على حدة يتطلب التجربة والخطأ أثناء عملية العلاج.

والآن نجح فريق من الباحثين بقيادة Charité-Universitätsmedizin، بالتعاون مع زملاء في برلين وبون، في تحديد مؤشر حيوي يشير إلى ما إذا كان العلاج بدواء معين يسمى منظم المناعة سينجح أم لا.

وفي مقال نشر في مجلة Gastroenterology، أشار الباحثون إلى أن هذا سيسمح باستخدام العلاج بشكل أكثر استهدافا.

التهاب الأمعاء

وفقا لموقع ميديكال إكسبريس، يتخذ مرض التهاب الأمعاء أشكالًا متعددة، بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

ويحدث نتيجة لاستجابة مناعية مفرطة النشاط في الجهاز الهضمي.

ويعاني الأشخاص المصابون بالمرض من تقلصات في البطن وإسهال وإرهاق.

لا يوجد علاج له؛ وحتى الآن، كان العلاج الوحيد هو تخفيف الأعراض والسيطرة على الالتهاب.

يقول البروفيسور أحمد حجازي، من قسم أمراض الجهاز الهضمي والأمراض المعدية والروماتيزم في شاريتيه: "بصفتي عالمًا سريريًا، فأنا أشارك بشكل فعال في رعاية المرضى".

وأضاف: "يتضمن هذا المرض بعض النوبات، والتي غالبًا ما تكون غير متوقعة، لذا يتم تعديل العلاج باستمرار، حتى الآن، لم يكن من الممكن التنبؤ بالمسار الفردي للمرض أو كيفية استجابة المرضى لخيارات العلاج المختلفة، وهذا ما يجعل العلاج صعبًا للغاية".

العلاج بحجب الإنتغرين

هناك خيار علاجي فعال للغاية وله آثار جانبية طفيفة يُعرف باسم العلاج بحجب الإنتغرين، فهو يمنع خلايا مناعية معينة من دخول الجهاز الهضمي وتحفيز العمليات الالتهابية هناك.

يتميز عقار فيدوليزوماب، وهو جسم مضاد محدد لنوع محدد من الإنتغرين، بتأثير حجب: فهو يرتبط بالخلايا التائية المساعدة، ويمنعها من دخول الجهاز الهضمي.

يقول حجازي: "إن العلاج بحجب الإنتغرين فعال للغاية في حوالي ثلثي المرضى، ولكن بالنسبة للثلث الآخر، فهو لا يعمل على الإطلاق، في السابق، كان تحديد من سيستجيب للعلاج مسألة تجربة وخطأ، وهذا أمر مرهق ويستغرق وقتًا طويلًا ومكلفًا، بالإضافة إلى أنه غالبًا ما يكون محبطًا للغاية بالنسبة للمرضى".

وأضاف: "سيكون من المفيد أن يكون لدينا مؤشر حيوي يمكنه أن يظهر مسبقًا ما إذا كان العلاج واعدًا أم لا، وهذا هو بالضبط ما سعينا إلى اكتشافه من خلال دراستنا".

واستندت الدراسات المكثفة التي أجراها الباحثون على 47 مريضًا يعانون من مرض التهاب الأمعاء المزمن.

تم أخذ عينات من الدم قبل بدء العلاج بـ vedolizumab وبعد ستة أسابيع من بدء العلاج.

استخدم الباحثون طرق تحليلية متقدمة مثل قياس الكتلة الخلوية وتسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية وتحليل البروتينات في المصل لفحص العينات.

ويوضح حجازي: "لقد ركزنا على أنواع مختلفة من الخلايا المناعية وبروتينات معينة وبحثنا عن التغييرات المحتملة التي قد يسببها العلاج، وقد أدى هذا إلى توليد بيانات واسعة النطاق، ثم قمنا بتحليلها باستخدام التعلم الآلي".

وأضاف: "التعلم الآلي هو أحد مجالات الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم الخوارزميات والنماذج الإحصائية للسماح لأجهزة الكمبيوتر بالتعلم من البيانات والتعرف على الأنماط دون الحاجة إلى برمجة صريحة مسبقًا، وقد سمح لنا هذا بتحديد الأنماط التي تساعد في التنبؤ بالمرضى الأكثر عرضة للاستجابة لهذا الشكل من العلاج".

ويوضح حجازي: "لقد تمكنا من معرفة الظاهرة الجزيئية وراء ذلك: هذه الخلايا التائية المساعدة لا تحتوي على مواقع ربط للفيدوليزوماب، وبالتالي فهي قادرة على المرور دون عوائق إلى الجهاز الهضمي وتستمر في المساهمة في الالتهاب".

وتابع: "تحتوي هذه الخلايا على جزيئات نقل مختلفة تسمح لها بالانتقال إلى الجهاز الهضمي. وهذا يجعل Ki67 مؤشرًا جيدًا لوجود خلايا T المساعدة المقاومة للفيدوليزوماب."

ويخطط الباحثون للتحقق من نتائجهم من خلال دراسات متعددة المراكز ودراسة موثوقية المؤشر الحيوي الذي حددوه بالتفصيل.

وتدعو الخطط أيضًا إلى تطوير أساليب الكشف والقياس الخاصة بهم بشكل أكبر حتى يمكن دمجها في الممارسة السريرية الروتينية.