الأربعاء 11 ديسمبر 2024 الموافق 10 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.. تحذير من مسكن ألم شائع الاستخدام

الإثنين 18/نوفمبر/2024 - 08:30 م
النوبات القلبية
النوبات القلبية


تشير دراسة جديدة مثيرة للقلق، إلى أن مسكن الألم  ديكلوفيناك الذي يوصف على نطاق واسع، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية بنسبة 50% حتى عند تناول جرعات منخفضة.

كما وجدت الدراسة أيضًا مخاطر متزايدة للإصابة بقصور القلب وعدم انتظام ضربات القلب في جميع الأعمار لدى الرجال والنساء.

عقار الديكلوفيناك

كان عقار الديكلوفيناك متاحًا في السابق دون وصفة طبية، ولكن تم إعادة تصنيفه في المملكة المتحدة باعتباره عقارًا يُصرف بوصفة طبية فقط بسبب مخاوف من الآثار الجانبية الخطيرة، وفق ما ذكرته صحيفة ديلي إكسبريس.

يستخدم هذا العقار عادةً لعلاج الصداع وآلام الظهر والتهاب المفاصل وأعراض الأنفلونزا، وقد خضع هذا العقار لهذا التغيير في يناير 2015 من قبل هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، والتي أشارت إلى وجود خطر "صغير ولكنه متزايد" للإصابة بأمراض القلب.

ويعتبر البحث الشامل الذي شارك فيه أكثر من ستة ملايين شخص هو الأكبر من نوعه، حيث يربط بين العقار و"أحداث قلبية وعائية كبرى".

وقد سلط طبيب القلب الدكتور مورتن شميت من مستشفى جامعة آرهوس في الدنمارك الضوء على المخاطر القلبية الوعائية للديكلوفيناك مقارنة بعدم استخدامه، والباراسيتامول، وغيره من الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية التقليدية.

ففي مقالته المنشورة في المجلة الطبية البريطانية، يدعو الدكتور شميت إلى توفير ديكلوفيناك بوصفة طبية فقط، كما هو الحال في المملكة المتحدة، ويؤكد على ضرورة وضع تحذيرات واضحة على العبوات.

وتشير النتائج التي توصل إليها فريقه إلى أن مستخدمي ديكلوفيناك، الذي يُباع غالبًا تحت الاسم التجاري فولتارول، يواجهون احتمالات أعلى للإصابة بمشاكل صحية مرتبطة بالقلب.

وقد شهد المرضى الذين يستخدمون ديكلوفيناك زيادة مذهلة بنسبة 50% في معدلات المضاعفات الصحية بعد 30 يومًا فقط مقارنة بمن لا يتناولون أي دواء.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك زيادة بنسبة 20% عند مقارنتها بمستخدمي الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، وزيادة مقلقة بنسبة 30% مقارنة بالأفراد الذين يتناولون نابروكسين، وفقًا لتقارير Surrey Live.

وكما قال الدكتور شميدت بشكل قاطع: "لقد حان الوقت للاعتراف بالمخاطر الصحية المحتملة التي يفرضها الديكلوفيناك والحد من استخدامه".

ينتمي الديكلوفيناك، الذي يتم وصفه بشكل شائع في المملكة المتحدة، إلى مجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، حيث يتم وصف خمسة ملايين وصفة طبية سنويًا، ولكن على عكس مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التقليدية الأخرى، لم يتم التدقيق في مخاطره القلبية الوعائية في تجارب كبيرة خاضعة للرقابة بسبب المخاوف الأخلاقية.

استخدم الدكتور شميت وزملاؤه بذكاء بيانات السجل الوطني لأكثر من 6.3 مليون بالغ في منتصف العمر في الدنمارك لدراسة مراقبة امتدت على مدى عقدين من الزمن من عام 1996 إلى عام 2016، وقد سمح لهم ذلك بربط البدء في تناول ديكلوفيناك بزيادة مخاطر عدم انتظام ضربات القلب والسكتة الدماغية وفشل القلب والنوبات القلبية - وهو ما يزيد بشكل مثير للقلق عن عدم تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

ولجعل الأمور أسوأ، فإن البدء في تناول مسكن الألم هذا يشير أيضًا إلى ارتفاع فرص الوفاة القلبية والنزيف الداخلي الشديد في الأمعاء العليا.

وأكد الدكتور شميدت أن "علاج الألم والالتهاب باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد يكون مفيدًا لبعض المرضى لتحسين نوعية الحياة على الرغم من الآثار الجانبية المحتملة/ ومع ذلك، نظرًا لمخاطرها على القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي، فلا يوجد مبرر كبير لبدء العلاج بالديكلوفيناك قبل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التقليدية الأخرى".

ورغم أن الخطر المطلق للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو غيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية يظل منخفضا بالنسبة للمرضى الأفراد، فإن الباحثين يحذرون من أنه لا يمكن استخلاص استنتاجات ملموسة بشأن العلاقة السببية من هذه الدراسة الرصدية. ومع ذلك، ونظرا لحجم العينة الضخم الذي يتجاوز العديد من الجهود البحثية الجماعية السابقة، فإن النتائج تعطي وزنا كبيرا للأحكام السريرية.

تحذر وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية من استخدام الديكلوفيناك من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة، وتنصح الأشخاص الذين عانوا من قصور القلب أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية، وكذلك المدخنين والأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستويات الكوليسترول أو مرض السكري، بطلب المشورة الطبية قبل استخدام الدواء.

وتقول هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية إن عقار الديكلوفيناك سيظل شكلًا آمنًا وفعالًا لتسكين الآلام، باستثناء المرضى في مجموعات معينة "معرضة للخطر".

كشفت دراسة مهمة من جامعة أكسفورد في عام 2013 أنه من بين كل ألف شخص معرضين لخطر معتدل للإصابة بأمراض القلب ويتناولون 150 مليجرامًا يوميًا لمدة عام، قد يعاني ثلاثة منهم تقريبًا من نوبة قلبية يمكن تجنبها، مع وفاة حالة واحدة.

وبعد ذلك، راجع مسؤولو الصحة الأوروبيون النتائج، ونصحوا الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب أو حالات سابقة من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية بالتوقف عن استخدام الديكلوفيناك.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للديكلوفيناك أن يوفر راحة قصيرة الأمد من آلام الأسنان وتقلصات الدورة الشهرية عن طريق تثبيط مادة كيميائية في الجسم تُعرف باسم سيكلو-أوكسجيناز، والتي تولد مواد ردًا على الإصابة، مما يؤدي إلى الألم والتورم والالتهاب.