السبت 18 يناير 2025 الموافق 18 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

طريقة جديدة لتحويل الخلايا الليفية العادية إلى خلايا عضلية قلبية ناضجة

السبت 28/ديسمبر/2024 - 02:00 ص
الخلايا الليفية
الخلايا الليفية


تظل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث تحصد أرواح الملايين كل عام.

ومن الصعب بشكل خاص إصلاح الأضرار الناجمة عن هذه الأمراض، لأن القلب لديه قدرة ضئيلة على تجديد نفسه، ولكن ماذا لو تمكنا من إعادة برمجة خلايا الجسم لاستعادة الأنسجة التالفة؟

تناول هذا السؤال علماء من جامعة كوريا، بقيادة الدكتورة ميونج هوا سونج، فقد كشف الفريق عن تقنية مبتكرة لتحويل الخلايا الليفية ـ خلايا النسيج الضام الشائعة ـ إلى خلايا عضلة القلب الناضجة والوظيفية.

تعتمد طريقتهم على الجمع بين عامل نمو الخلايا الليفية 4 (FGF4) وفيتامين سي، وهو الاقتران الذي يسرع نضوج الخلايا ويعزز وظيفتها، وفق ما أوضحه موقع ميديكال إكسبريس.

يقول الدكتور سونج، الذي يعمل في قسم أمراض القلب بجامعة كوريا في سيول بكوريا الجنوبية: "إن النتائج التي توصلنا إليها تقربنا من تحويل الطب التجديدي إلى علاجات عملية، ويمثل هذا البحث خطوة مهمة نحو استخدام خلايا المريض لإصلاح قلبه".

إعادة برمجة القلب

تسمح عملية إعادة برمجة القلب المباشرة، وهي عملية تتجاوز مرحلة الخلايا الجذعية الوسيطة، بتحويل الخلايا الليفية إلى خلايا عضلية قلبية.

وفي حين أن هذا النهج يحمل وعدًا كبيرًا، فقد كافح العلماء لإنتاج خلايا عضلية قلبية ناضجة وعاملة بكامل طاقتها، وقد عالج فريق جامعة كوريا هذه العقبة من خلال تنشيط آلية خلوية بالغة الأهمية: مسار إشارات JAK2–STAT3.

ومن خلال أبحاثهم، استخدم العلماء تقنيات متقدمة مثل تسلسل الحمض النووي الريبي، والتصوير الفلوري، والاختبارات الكهربية الفسيولوجية.

وكشفت نتائجهم عن تحسينات رئيسية: بنية خلوية أفضل مع وجود ساركوميرات وأنابيب مستعرضة محددة جيدًا، ونشاط كهربائي معزز مع تحسين وظيفة القناة الأيونية، وكفاءة أعلى في توليد الخلايا العضلية القلبية الناضجة والمُعاد برمجتها بالكامل.

وأوضح الدكتور سونج أن مسار JAK2-STAT3 كان حاسمًا لهذه النتائج، حيث مكّن من تحريض الخلايا التي تحاكي عن كثب بنية ووظيفة الخلايا العضلية القلبية الطبيعية.

يحمل هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Experimental & Molecular Medicine، وعدًا هائلًا للطب التجديدي، فمن خلال تعزيز نمو الخلايا العضلية القلبية من أنسجة المريض نفسه، قد يكون من الممكن في يوم من الأيام إصلاح الضرر الناجم عن النوبات القلبية أو غيرها من حالات القلب والأوعية الدموية.

ومن الممكن أن يقلل هذا النهج من الاعتماد على عمليات زرع القلب وقد يحدث ثورة في العلاجات لملايين المرضى.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لضمان أمان وفعالية هذه الطريقة للاستخدام السريري.

يقول البروفيسور سونج: "نحن سعداء بهذه النتائج، ولكن هذه مجرد البداية، وسوف تكون هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث قبل أن نتمكن من تطبيق هذا النهج على المرضى. ومع ذلك، فإن الاحتمالات مثيرة للغاية".

وإذا تم ترجمتها إلى علاج، فإن هذه التقنية قد توفر حلًا شخصيًا لتجديد أنسجة القلب، مما يشكل تقدمًا كبيرًا في مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية.