كيفية عمل عقار حمض الريتينويك لعلاج سرطان الخلايا العصبية

الورم الأرومي العصبي هو ورم صلب يصيب الأطفال، وعندما يكون المرض شديد الخطورة، يكون تشخيصه سيئًا إلى درجة كبيرة.

حمض الريتينويك

منذ عقود مضت، أدى إضافة عقار حمض الريتينويك إلى علاج الورم الأرومي العصبي إلى زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة بنسبة 10-15%.

ومع ذلك، لم يكن هذا التأثير واضحًا إلا في مرحلة التعزيز بعد العلاج الكيميائي بعد القضاء على الأورام الأولية الضخمة إلى حد كبير.

وقد ظل التكهن حول سبب فعالية حمض الريتينويك في هذا السياق ولكن ليس ضد الأورام الأولية، أمرًا مطروحًا منذ ما يقرب من 50 عامًا.

تمكن علماء مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال من حل اللغز في دراسة جديدة، أظهرت أن حمض الريتينويك يستخدم آلية جديدة لقتل الأورام العصبية المنتشرة، حيث "يختطف" الدواء مسارًا طبيعيًا للنمو لتحفيز موت الخلايا السرطانية. وقد نُشرت النتائج، التي لها آثار على أساليب العلاج المركب المستقبلية، في مجلة Nature Communications.

قال الدكتور بول جيليهير، المؤلف المشارك الرئيسي في الدراسة: "لقد توصلنا إلى تفسير للتناقض المستمر منذ عقود حول سبب فعالية حمض الريتينويك في تعزيز العلاج الكيميائي بعد العلاج الكيميائي ولكن تأثيره ضئيل على أورام الخلايا العصبية الأولية".

وأضاف: "يعتمد نشاط حمض الريتينويك بشكل كبير على البيئة الخلوية".

ما هي البيئة الخلوية؟

البيئة الخلوية هي عبارة عن خليط من المواد الكيميائية والبروتينات والإشارات الأخرى التي تحيط بالخلية، والتي تكون فريدة من نوعها بالنسبة لهذا الجزء من الجسم. على سبيل المثال، تحتوي البيئة المحيطة بنخاع العظم على إشارات لنمو خلايا الدم وإعادة هيكلة العظام.

غالبًا ما تهاجر خلايا الورم العصبي النقيلي إلى نخاع العظم، حيث تكون إشارات مسار البروتين المورفولوجي العظمي (BMP) نشطة للغاية. أظهر الباحثون أن إشارات BMP تجعل خلايا الورم العصبي أكثر عرضة لحمض الريتينويك.

وقال الدكتور مين بان، المشارك في الدراسة: "بشكل غير متوقع، وجدنا أن الخلايا التي تعبر عن الجينات من مسار إشارات BMP كانت حساسة للغاية لحمض الريتينويك، ومع ذلك، نظرًا لأن بيئة نخاع العظم تتسبب في زيادة نشاط BMP في خلايا الورم العصبي، فقد أوضح ذلك بوضوح سبب فعالية حمض الريتينويك في علاج تلك الخلايا أثناء العلاج التوطيدي، ولكن ليس الأورام الأولية أثناء العلاج الأولي".

موت خلايا الورم العصبي النقيلي

باستخدام تقنية تحرير الجينات، اكتشف العلماء العلاقة بين إشارات BMP وحمض الريتينويك.

فقد جمعوا مجموعة من سلالات خلايا الورم العصبي النخاعي الحساسة لحمض الريتينويك، ثم قاموا بقص الجينات للعثور على الجينات المسؤولة عن نشاط الدواء، وكانت الجينات في مسار BMP هي الأكثر تأثيرًا مع توفير تفسير معقول لنتائج حمض الريتينويك المتفاوتة لدى المرضى.

وقال المؤلف المشارك الأول يين وين تشانج، قسم علم الأحياء الحاسوبي في سانت جود: "لقد وجدنا أنه في حالة الورم الأرومي العصبي، تعمل إشارات BMP مع إشارات حمض الريتينويك بنفس الطريقة كما هو الحال أثناء النمو".