اكتشاف جديد يوفر الحماية للخلايا المنتجة للأنسولين من أضرار مرض السكري

اكتشف باحثون نهجا جديدا لحماية خلايا بيتا المنتجة للأنسولين من التأثيرات الضارة لتسمم الجلوكوز، وهي حالة ضارة مرتبطة بتطور مرض السكري من النوع الثاني (T2D).
يمكن أن تؤدي هذه النتائج، التي نُشرت في Nature Communications، إلى علاجات واعدة تستهدف خلل وظائف خلايا بيتا.
بالنسبة للمرضى، قد يؤدي هذا البحث إلى علاجات جديدة تحمي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما قد يؤدي إلى إبطاء أو حتى منع تطور مرض السكري، وبالتالي تقليل الحاجة إلى العلاج بالأنسولين وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم على المدى الطويل.
وعلى عكس العلاجات الحالية التي تدير في المقام الأول مستويات السكر في الدم، فإن هذا النهج من شأنه أن يسمح للأطباء باستهداف فقدان خلايا بيتا بشكل مباشر، مما قد يحسن نتائج المرض على المدى الطويل لمرضاهم.

خطوة للوقاية من تدهور مرض السكري
قالت الدكتورة ليورا إس. كاتز، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "هذه خطوة مثيرة إلى الأمام في فهمنا لحماية خلايا بيتا والوقاية من تدهور مرض السكري، فقد أظهرنا لأول مرة أنه من الممكن استخدام جزيئات صغيرة لضبط نشاط بروتين ربط عنصر الاستجابة للكربوهيدرات (ChREBP) بطريقة يمكن أن يكون لها آثار علاجية كبيرة".
يعيش أكثر من 500 مليون شخص حول العالم مع مرض السكري، وهو مرض يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم بسبب مقاومة الأنسولين و/أو فشل خلايا بيتا.
في مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يؤدي التعرض الطويل الأمد لمستويات عالية من الجلوكوز والأحماض الدهنية (تسمم الجلوكوز) في النهاية إلى خلل في خلايا بيتا والموت.
ChREBP هو عامل نسخ يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز، وهو موجود في شكلين رئيسيين: ChREBPα وChREBPβ.
هذه هي الدراسة الأولى التي تحدد وتطور جزيئات صغيرة، تسمى "الغراء الجزيئي"، تعمل على تعزيز التفاعل بين ChREBPα وبروتينات 14-3-3 في خلايا بيتا البنكرياسية.
في هذه الحالة، تعمل المواد اللاصقة الجزيئية على زيادة الارتباط بين بروتينات 14-3-3 وChREBPα، الذي يتم تثبيته في سيتوبلازم الخلايا بيتا بواسطة بروتينات 14-3-3، وفي ظل ظروف التسمم بالجلوكوز، يدخل ChREBPα إلى النواة ويبدأ في إنتاج كميات كبيرة من ChREBPβ، مما يعمل على تعطيل وحتى قتل خلايا بيتا لدى المريض.
باستخدام مادة لاصقة جزيئية مصممة لزيادة ارتباط ChREBPα ببروتينات 14-3-3، لا يغادر ChREBPα السيتوبلازم أبدًا، ولا يمكنه دخول النواة، وبالتالي لا ينتج ChREBPβ.
وعند اختبارها على خلايا بيتا البشرية الأولية، نجحت هذه المواد اللاصقة الجزيئية في الحد بشكل كبير من التأثيرات السامة لتسمم الجلوكوز، وبالتالي الحفاظ على وظيفة خلايا بيتا وهويتها.
يمثل هذا الاكتشاف تحولا كبيرا في أبحاث مرض السكري، حيث كانت عوامل النسخ مثل ChREBP تعتبر منذ فترة طويلة أهدافا "غير قابلة للعلاج".
وتسلط الدراسة الضوء أيضًا على الإمكانات الأوسع للمواد اللاصقة الجزيئية لتعديل التفاعلات المماثلة في أمراض أخرى.
قال الدكتور دونالد ك. سكوت، أستاذ الغدد الصماء والسكري وأمراض العظام: "تشير نتائجنا إلى استراتيجية جديدة تمامًا للحفاظ على وظيفة خلايا بيتا في مرض السكري. يمكن أن يكمل هذا النهج علاجات مرض السكري الحالية ويساعد في منع تطور المرض".
ويعمل الباحثون الآن على تحسين هذه المركبات وتقييم إمكاناتها للترجمة السريرية، وستركز الدراسات المستقبلية على تحسين المواد اللاصقة الجزيئية للاستخدام العلاجي واختبارها في نماذج ما قبل السريرية لمرض السكري.