السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف طفرات قد تحمي الكبد من التلف لدى المصابين باضطراب وراثي

الثلاثاء 11/مارس/2025 - 04:00 م
 خلايا الكبد
خلايا الكبد


أظهرت دراسة جديدة أن الطفرات المكتسبة في الحمض النووي الموجودة في جين SERPINA1 يمكن أن تحمي خلايا الكبد من التلف لدى المرضى الذين يعانون من نقص ألفا-1 أنتيتريبسين.

نقص ألفا-1 أنتيتريبسين (A1AD) هو حالة وراثية ناجمة عن طفرات موروثة في SERPINA1، والتي يمكن أن تسبب أمراض الرئة والكبد.

سعى باحثون من معهد ويلكوم سانجر وزملاؤهم إلى فهم ما إذا كانت الطفرات المكتسبة لدى المرضى الذين يعانون من داء ترسب الأصبغة الدموية، أو اضطراب زيادة الحديد، أو نقص ألفا-1 أنتيتريبسين توفر الحماية ضد إجهاد الخلايا.

وتقدم الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Genetics، فهمًا أعمق لكيفية مساعدة الطفرات الوقائية في إلهام العلاجات لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة.

عيوب جينية

يولد مرضى A1AD بعيوب في جين يسمى SERPINA1.

تسبب هذه العيوب تغييرات في نوع من البروتين يسمى ألفا-1 أنتيتريبسين.

تؤدي التغييرات إلى التصاق بروتينات ألفا-1 أنتيتريبسين معًا وتكوين كتل داخل خلايا الكبد.

تتسبب الكتل البروتينية في إتلاف خلايا الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

يمكن علاج أعراض الرئة المرتبطة بمرض A1AD طبيًا، وتشمل استخدام العلاج المعزز2، أو الستيرويدات المستنشقة، أو المضادات الحيوية، أو الحقن الوريدي لبروتين ألفا-1 أنتيتريبسين.

ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض الكبد المصاحبة، تظل عملية زرع الكبد هي الخيار العلاجي الوحيد.

وفي الدراسة الجديدة، استكشف باحثو معهد سانجر وزملاؤهم ما إذا كانت الطفرات في الكبد مرتبطة بمرض محدد.

مع تقدمنا ​​في العمر، تتراكم في خلايانا ببطء طفرات عشوائية في جيناتها، وكثير منها غير ضار. تُعرف هذه الطفرات بالطفرات المكتسبة أو الجسدية.

نظر الباحثون في الطفرات المكتسبة لدى المصابين بداء ترسب الأصبغة الدموية وفي المرضى المصابين بالمرض لفهم ما إذا كانت الطفرات المكتسبة توفر الحماية ضد إجهاد الخلايا في هذه الظروف.

جمع الفريق عينات الكبد من خمسة مرضى مصابين بداء ترسب الأصبغة الدموية وخمسة مرضى مصابين بمتلازمة A1AD يخضعون لعملية زرع.

تم جمع العينات من مرضى في مؤسسة مستشفيات جامعة كامبريدج NHS Foundation Trust.

استخدم الباحثون تشريحًا مجهريًا لالتقاط الليزر على عينات الأنسجة، والذي يتضمن تقسيم الخزعة إلى شريحة رقيقة واستخدام الليزر لقطع أجزاء أصغر من حوالي 400 خلية، والتي تم تسلسلها لتحديد الطفرات الجسدية.

وجد الباحثون أن الطفرات الجسدية أو المكتسبة المتكررة في SERPINA1، الجين الذي يشفر ألفا-1 أنتيتريبسين، تؤثر على البروتين عن طريق تقصير أحد طرفيه، مما يؤدي إلى إزالة المنطقة المسؤولة عن التصاق البروتينات المتحولة معًا في A1AD.

تعمل هذه الطفرات الوقائية "الإنقاذية" على تخفيف إجهاد الخلايا، وحماية خلايا الكبد من التلف.

لم يجد الفريق أي طفرات كبيرة في داء ترسب الأصبغة الدموية، لكن لاحظ أن هذا يرجع على الأرجح إلى حجم العينة المحدود.

إن الخلايا التي تحتوي على الطفرات الإنقاذية تظل على قيد الحياة بشكل أفضل من تلك التي لا تحتوي عليها.

ومع مرور الوقت، تنمو هذه الخلايا وتنقسم بحيث يصبح عدد أكبر من خلايا الكبد مصابًا بالطفرات الوقائية، في حين تموت الخلايا التي تحتوي على جين SERPINA1 المعيب، وهذا يمثل دليلاً مجهريا على الانتقاء الطبيعي.

وتتمتع الدراسة بتأثيرات علاجية واعدة حيث لا يوجد علاج لمرض الكبد المرتبط بـ A1AD حاليًا بخلاف عملية زرع الكبد. ويسعى الباحثون الآن إلى التحقيق فيما إذا كانت هناك طريقة لمحاكاة الطفرات التي يمكن أن تحمي الأشخاص المصابين بـ A1AD من الإصابة بالمرض.