مزيج جديد من الأدوية الفموية يظهر نتائج واعدة لعلاج سرطان الجلد المتقدم

يقوم فريق بحثي بقيادة الدكتورة شيري هولمن، الباحثة في معهد هانتسمان للسرطان باختبار علاج دوائي مركب جديد يمكنه علاج ومنع نقائل الورم الميلانيني، أو انتشاره من موقعه الأصلي إلى الدماغ.
نُشر البحث في مجلة Cell Reports Medicine.

الورم الميلانيني والوفاة
قالت هولمن: "بمجرد انتشار الورم الميلانيني إلى الدماغ، يصعب علاجه".
وأوضحت أن" انتشار الورم إلى الدماغ يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بسببه".
وأضافت: "أردنا إيجاد حلٍّ لحاجة سريرية لم تُلبَّ لدى هؤلاء المرضى الذين لم تكن لديهم خيارات علاجية أخرى، وهذه خطوةٌ هائلةٌ إلى الأمام".
قامت هولمن وفريقها أولاً بفحص أسباب انتشار خلايا الورم الميلانيني إلى الدماغ، وحددوا إنزيم الالتصاق البؤري (FAK) كهدف محتمل للعلاجات الجديدة.
يُعد إنزيم الالتصاق البؤري إنزيمًا ينظم نمو الخلايا، وقد وجدوا أنه مساهم رئيسي في نقائل الورم الميلانيني.
إذا اكتُشف الورم الميلانيني مبكرًا، يُمكن علاجه بالاستئصال الجراحي، ولكن بمجرد انتشاره خارج الجلد إلى أعضاء أخرى، يُصبح علاجه أصعب وأكثر فتكًا.
العلاج المناعي
العلاج المناعي، الذي يستخدم جهاز المناعة لدى المريض لمهاجمة الخلايا السرطانية، غالبًا ما يكون الخط العلاجي الأول لمرضى سرطان الجلد المتقدم.
لكن، كما تقول هولمن، لا يُجدي هذا العلاج نفعًا بعد انتشار الورم إلى الدماغ، وهناك أيضًا علاجات دوائية مُستهدفة تُؤخذ عن طريق الفم على شكل أقراص.
وأضافت هولمن: "قد يكتسب المرضى مقاومة لهذه الأدوية مع مرور الوقت، وبمجرد وصول المرض إلى الدماغ، تفقد هذه الأدوية فعاليتها".
وتابعت: "إن نافذة الوقت لعلاج مريض مصاب بنقائل المخ تتقلص بشكل كبير لأن متوسط البقاء على قيد الحياة من وقت تشخيص نقائل المخ لا يتجاوز عامًا واحدًا - حتى مع استخدام هذه العلاجات الأخرى".
وجدت هولمن وفريقها البحثي أن تثبيط إنزيم الالتصاق البؤري مع مثبط لـ RAF وMEK - الذي يستهدف مسارًا خلويًا آخر يُنظم نمو الخلايا السرطانية - كان فعالًا في إطالة معدلات البقاء على قيد الحياة في نماذج الفئران قبل السريرية.
ودرس الفريق تحديدًا نوعًا فرعيًا من الورم الميلانيني الناجم عن طفرة في جين BRAF، وهو جين يُساعد على تنظيم انقسام الخلايا.
تم التعرف على طفرة في هذا الجين مع العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك ما يقدر بنحو 50% من المرضى الذين يعانون من الورم الميلانيني النقيلي.
وقالت هولمن: "أوقف هذا العلاج الدوائي المركب أيضًا تطور نقائل الدماغ، وهنا تكمن أهمية هذا البحث، لم يقتصر الأمر على علاج الورم بعد انتشاره ونموه في الدماغ، بل منع الخلايا أيضًا من الوصول إليه من الأساس".
يجمع العلاج الفموي بين دوائين: ديفكتينيب، الذي يحجب بروتينًا يُسمى FAK، وأفوتوميتينيب، الذي يحجب بروتينين يُسمى RAF وMEK.
قد يُسهّل هذا العلاج المُركّب الوصول إلى العلاج لمرضى الورم الميلانيني الذين يجدون صعوبة في السفر لمسافات طويلة.
وقالت هولمن: "يتطلب تلقي علاج مثل العلاج المناعي حقنًا، ويضطر المرضى إلى التوجه إلى المستشفى أو العيادة لتلقي هذا النوع من العلاج المتخصص"، موضحة أن "توافر الأدوية الفموية سيزيد من خيارات العلاج المتاحة لمرضانا، وخاصةً سكان المناطق الريفية والحدودية".