السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف يُقلل الصيام من خطر الإصابة بالسرطان القولون والمستقيم؟.. دراسة تُجيب

الخميس 10/أبريل/2025 - 06:59 م
سرطان القولون.. أرشيفية
سرطان القولون.. أرشيفية


أظهر الصيام قدرته على تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال تحفيز تغيرات خلوية قد تُبطئ نمو الورم، حيث أظهرت دراسة تحسنًا بنسبة 20% في معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام. ومع ذلك، بما أن السرطان يتأثر أيضًا بالعوامل الوراثية، فإن تغيير نمط الحياة وحده لا يكفي للوقاية. نُشرت الدراسة في مجلة PLOS ONE.

تساعد الاختبارات غير الجراحية، مثل اختبار COLOTECT من BGI Genomics، القائم على تقنية تسلسل الجيل التالي (NGS)، في الكشف عن العلامات المبكرة لسرطان القولون والمستقيم قبل ظهور الأعراض.

كيف يُقلل الصيام من خطر الإصابة بالسرطان؟

أثبت الصيام أنه يُنشط عملية الالتهام الذاتي، وهي العملية الطبيعية التي يقوم بها الجسم لتنظيف الخلايا التالفة وتجديد الخلايا السليمة. 

ووفقًا لمراجعة نُشرت في مجلة Public Health Toxicology، يلعب الالتهام الذاتي دورًا رئيسيًا في منع تطور السرطان من خلال الحفاظ على صحة الخلايا وتقليل الإجهاد التأكسدي. ومن خلال التخلص من الخلايا التي قد تتحول إلى خلايا سرطانية، قد يُساعد الصيام الجسم على الحفاظ على بيئة داخلية أكثر استقرارًا ومرونة.

تكمن فائدة أخرى في كيفية تأثير الصيام على جهاز المناعة. وجدت دراسة نُشرت في مجلة Oncotarget أن الصيام يُقلل من استقطاب الخلايا البلعمية المرتبطة بالورم من النوع M2 في البيئة المحيطة بالورم، وهي خلايا تساعد السرطان عادةً على التهرب من الاستجابة المناعية، يُمكن لهذا التحول أن يُمكّن الجسم من اكتشاف الخلايا غير الطبيعية وتدميرها قبل تكاثرها بفعالية أكبر.

تُسلّط دراسة أجرتها جمعية سرطان الأمعاء الأسترالية الضوء على كيفية مساعدة التغذية المُقيّدة بالوقت والأنظمة الغذائية المُحاكيّة للصيام في تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي. في بعض الحالات، يحمي الصيام الخلايا السليمة بينما يجعل خلايا السرطان أكثر حساسية للعلاج. على الرغم من أن هذا البحث لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يفتح الباب أمام استخدام الصيام كاستراتيجية داعمة في تخطيط العلاج.

لا يخلو الصيام دائمًا من المخاطر. فقد أظهرت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونُشرت في مجلة Medical News Today، أنه في حين أن الصيام المُتبوع بإعادة التغذية يُعزز تجديد خلايا الأمعاء، إلا أنه قد يُسرّع أيضًا من تكوّن الورم لدى الأفراد ذوي الاستعداد الوراثي. وهذا يُبرز الحاجة إلى التوجيه المُخصّص - فما يُفيد شخصًا قد يُضرّ آخر، خاصةً عندما تكون المخاطر الوراثية الكامنة غير معروفة.

الصيام المتقطع (IF) هو مصطلح شامل لأنماط الأكل التي تتناوب بين فترات الأكل والصيام. ومن الأساليب الشائعة التغذية المقيدة زمنيًا، مثل طريقة 16/8 - أي الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال فترة زمنية قدرها 8 ساعات.

يُعد صيام رمضان مثالًا معروفًا، حيث يتضمن صيامًا يوميًا من شروق الشمس إلى غروبها، وقد أثار اهتمامًا علميًا لفوائده الصحية المحتملة. 

وقد توقعت إحدى الدراسات التي استخدمت ملفات تعريف المخاطر الأيضية أن صيام رمضان يمكن أن يقلل من الخطر النسبي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 2.4% تقريبًا.

أساليب الصيام المتقطع:

  • حمية 5:2: تناول الطعام بشكل طبيعي لخمسة أيام وتقليل السعرات يومين.
  • الامتناع عن الطعام لمدة 24 ساعة: مرة أو مرتين أسبوعيًا.
  • صيام يوم بالتناوب: تغيير أنماط تناول الطعام بين الأيام.
  • حمية "المحارب": تناول وجبة خفيفة نهارًا ووجبة كبيرة في الليل.

تدعم هذه الأساليب إصلاح الخلايا، تقليل الالتهابات، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، لا تناسب الجميع، خاصةً الذين يعانون من داء السكري أو اضطرابات الأكل، لذا يُنصح باستشارة طبية قبل البدء.

الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم

  • تغييرات نمط الحياة وحدها لا تكفي للوقاية من سرطان القولون والمستقيم، فالعوامل الوراثية تلعب دورًا هامًا.
  • العديد من الأشخاص الذين هم في خطر قد لا تظهر عليهم أعراض واضحة. لذلك، يكون الكشف المبكر أمرًا ضروريًا.

الصيام ليس مجرد حمية، بل جزء من استراتيجية صحية شاملة، الدمج بين تغييرات نمط الحياة والفحص المبكر باستخدام أدوات مثل COLOTECT يعد الأكثر فاعلية في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم.