السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تحديد بروتينات الجهاز المناعي المتورطة في الأمراض الطفيلية الشديدة

السبت 19/أبريل/2025 - 01:56 م
البلهارسيا
البلهارسيا


كشف باحثون عن رؤى جديدة حول الآليات التي تسبب حالات أكثر شدة من داء البلهارسيا، وهو مرض تسببه الديدان الطفيلية ويأتي في المرتبة الثانية بعد الملاريا من حيث الضرر المحتمل.

استخدمت الدراسة، التي نشرت في مجلة PLOS Pathogens، نموذج فأر لفحص كيفية تفاعل الجسم مع بيض الطفيليات، والتي تؤدي إلى استجابة مناعية إذا شقت طريقها إلى الأنسجة والأعضاء.

ووجد الباحثون أن تنشيط البروتينات الالتهابية NLRP3 وAIM2، وهي بروتينات في الخلايا المناعية تكتشف التهديدات وتحفز الاستجابة، هو عامل رئيسي في الاستجابات الالتهابية الشديدة لهذه البيض.

وقالت باريسا كالانتاري، الأستاذة المساعدة في علم المناعة بكلية العلوم الزراعية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "بالرغم من أن النتائج أولية، إلا أنها توفر فهما أفضل لكيفية استجابة الجسم للطفيلي ويمكن أن تساعد في تحديد الأهداف المحتملة لتطوير علاجات مستقبلية".

داء البلهارسيا

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تحدث الغالبية العظمى من حالات داء البلهارسيا المعروفة في إفريقيا، وعادة ما يصاب الأشخاص بالعدوى بعد ملامسة المياه الملوثة بيرقات الديدان الطفيلية.

في حين أن عدة أنواع من ديدان الدم المثقوبة قد تسبب داء البلهارسيات، ركزت الدراسة الحالية على دودة البلهارسيات المنسونية.

تسبب هذه الدودة الشكل المعوي والكبدي من المرض، مما يؤدي إلى أعراض معوية هضمية مختلفة.

ومع ذلك، قد تؤدي الحالات الأكثر شدة أيضًا إلى تليف الكبد، وارتفاع ضغط الدم البابي، ونزيف معوي، أو الوفاة.

وبما أن داء البلهارسيا يعتبر مرضاً استوائياً مهملاً، وهو ما تصفه المعاهد الوطنية للصحة بأنه أمراض تصيب عموماً الأشخاص في المناطق الأكثر فقراً والتي لم تحظ تاريخياً بنفس القدر من الاهتمام مثل الأمراض الأخرى، قال كالانتاري إنه من المهم إيجاد علاجات جديدة.

قالت: "لا يزال دواء برازيكوانتيل فعالاً ضد ديدان البلهارسيا، لكنه لا يمنع إعادة الإصابة".

وأضافت: "رغم اختبار العديد من اللقاحات المرشحة، لم يُظهر أي منها مستويات حماية عالية ومقبولة، لذلك، من الضروري تطوير أساليب علاجية جديدة، خاصةً في ظل ارتفاع معدلات إعادة الإصابة وخطر مقاومة الأدوية".

في هذه الدراسة، حفّز الباحثون أولًا نوعًا من الخلايا المناعية يُسمى الخلايا الشجيرية، وهي مُشتقة من فئران مُصابة ببيض البلهارسيا الحي، ثم قاسوا السيتوكينات، أو البروتينات التي تنقل الإشارات بين الخلايا، والتي تُفرزها الخلايا الشجيرية، بالإضافة إلى مستويات الحمض النووي الريبوزي (RNA) والبروتينات من جينات مُعينة.

في مجموعة ثانية من التجارب، فحص الباحثون فئرانًا مصابة بطفيلي البلهارسيا المنسونية.

بعد سبعة أسابيع من الإصابة، قاموا بتقييم علامات الالتهاب، وحجم الورم الحبيبي الكبدي، واستقطاب الخلايا المناعية الرئيسية إلى الكبد.

بالإضافة إلى اكتشاف الجسيمات الالتهابية المرتبطة بأمراض أكثر شدة، وجد الباحثون أيضًا أن إنزيمي كاسباس-1 وكاسباس-8 كانا أساسيين في تنشيط هذه الجسيمات الالتهابية، كما ساعد هذان الإنزيمات على تنشيط بروتين آخر، وهو جاسديرمين د، والذي بدوره يُسهّل إطلاق سايتوكين مُحفّز للالتهابات.

إضافةً إلى ذلك، وجد الباحثون أن الفئران التي تعاني من نقص جاسديرمين د عانت من مرض أقل حدة من فئران المجموعة الضابطة.

وقال الباحثون إنه من غير المعروف حاليًا أي مكونات البلهارسيا تعمل بالفعل على تنشيط الالتهابات NLRP3 وAIM2، ويمكن للأبحاث المستقبلية أن تركز على فهم هذه المكونات المحددة.