السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تؤثر الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات على الوظيفة الإدراكية؟

الثلاثاء 22/أبريل/2025 - 01:55 م
الوظيفة الإدراكية
الوظيفة الإدراكية


تربط دراسة جديدة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات وضعف وظائف الدماغ، وتستند النتائج إلى أدلة متزايدة تُظهر التأثير السلبي للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات على القدرات الإدراكية.

كما تستند النتائج إلى  بالإضافة إلى الآثار الجسدية المعروفة للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات .

نُشرت الدراسة في المجلة الدولية للسمنة، وهي الأولى من نوعها التي تختبر العلاقة بين الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون المشبعة، وخاصةً تلك الغنية بالسكر المكرر والدهون المشبعة، والقدرة على التنقل المكاني من منظور الشخص الأول.

القدرة على التنقل المكاني هي القدرة على تعلم وتذكر مسار من موقع إلى آخر، وهي عملية تُشير إلى صحة الحُصين في الدماغ.

قاد الدكتور دومينيك تران البحث الذي وجد أن الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون المشبعة لها تأثير سلبي على بعض جوانب الوظيفة الإدراكية.

من المرجح أن تتركز هذه التأثيرات على الحُصين، وهو بنية دماغية مهمة للملاحة المكانية وتكوين الذاكرة، بدلاً من التأثير على الدماغ بأكمله.

قال الدكتور تران: "الخبر السار هو أننا نعتقد أن هذا الوضع قابل للعكس بسهولة، فالتغييرات الغذائية يمكن أن تُحسّن صحة الحُصين، وبالتالي قدرتنا على التنقل في بيئتنا، كما هو الحال عند استكشاف مدينة جديدة أو تعلم طريق جديد للعودة إلى المنزل".

تفاصيل الدراسة

قام فريق البحث بتجنيد 55 طالبًا جامعيًا تتراوح أعمارهم بين 18 و38 عامًا.

أكمل كل مشارك استبيانات ترصد استهلاكه من الأطعمة السكرية والدهنية.

كما خضع المشاركون لاختبار ذاكرة العمل من خلال تمرين استرجاع الأرقام، وسُجِّل مؤشر كتلة الجسم لديهم .

تطلبت التجربة نفسها من المشاركين التنقل في متاهة الواقع الافتراضي وتحديد موقع صندوق الكنز ست مرات. كانت المتاهة محاطة بمعالم مميزة تمكن المشاركون من تذكر مسارهم. ظلت نقطة انطلاقهم وموقع صندوق الكنز ثابتين في كل تجربة.

إذا عثر المشاركون على الكنز في أقل من أربع دقائق، انتقلوا إلى التجربة التالية. إذا لم يعثروا عليه خلال هذه المدة، نُقلوا آنيًا إلى موقعه، وأُعطوا عشر ثوانٍ للتعرف عليه قبل التجربة التالية.

في تجربة سابعة، أُزيل صندوق الكنز من المتاهة الافتراضية، لكن طُلب من المشاركين العثور على موقعه السابق وتحديده بالاعتماد كليًا على الذاكرة.

تمكّن أولئك الذين تناولوا كميات أقل من الدهون والسكريات في أنظمتهم الغذائية من تحديد الموقع بدقة أعلى من أولئك الذين تناولوا هذه الأطعمة عدة مرات أسبوعيًا.

وقال الدكتور تران: "بعد التحكم في الذاكرة العاملة ومؤشر كتلة الجسم، اللذين تم قياسهما بشكل منفصل عن التجربة، كان تناول المشاركين للسكر والدهون مؤشرًا موثوقًا للأداء في الاختبار النهائي السابع".

وأضاف أن "النتائج تسلط الضوء على أهمية اتخاذ خيارات غذائية جيدة للحفاظ على وظائف المخ الصحية".

من المعروف منذ زمن طويل أن الإفراط في تناول السكر المكرر والدهون المشبعة يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، وأمراض التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطان.

كما نعلم أن هذه العادات الغذائية غير الصحية تُسرّع من ظهور التدهور المعرفي المرتبط بالعمر لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن.

وقال الدكتور تران: "يقدم لنا هذا البحث دليلاً على أن النظام الغذائي مهم لصحة الدماغ في مرحلة البلوغ المبكرة، وهي الفترة التي تكون فيها الوظيفة الإدراكية سليمة عادةً".