الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كلمات الأغاني كأداة للعلاج النفسي.. دراسة تكشف عن ارتباطها بالعواطف

الخميس 24/أبريل/2025 - 03:40 م
تأثير كلمات الأغاني
تأثير كلمات الأغاني على الصحة النفسية.. أرشيفية


تُسلّط دراسة جديدة من الجامعة العبرية في القدس الضوء على كيفية لجوء الناس حول العالم إلى الأغاني - وتحديدًا كلماتها - كأداة للتعامل مع الضيق العاطفي والحزن والعزلة في أوقات الأزمات.

تفاصيل الدراسة

وتكشف الدراسة، التي قادها البروفيسور رينانا بيريز وآدي ليفي من كلية إدارة الأعمال والبروفيسور روني غرانوت من قسم علم الموسيقى في الجامعة العبرية، أن كلمات الأغاني تلعب دورًا محوريًا في مساعدة الأفراد على تنظيم مشاعرهم. 

سواءً كان الهدف هو معالجة الحزن، أو الشعور بتقليل الوحدة، أو الحفاظ على التوازن العاطفي، يلجأ المستمعون إلى كلمات تعكس حالتهم الداخلية.

ومن خلال تحليل أكثر من 2800 أغنية "تكيف" اختارها أشخاص من 11 دولة خلال أول إغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، حدد الباحثون أنماطًا واضحة بين المواضيع الغنائية والأهداف العاطفية للمستمعين. 

وقد اختار أولئك الذين يعانون من الحزن أو الوحدة أو الرغبة في التأمل الشخصي الأغاني التي تحتوي على كلمات عن الفقد، أو الحياة والموت، أو الانتماء، أو الروح باستمرار.

وجدت الدراسة، المنشورة في مجلة "فرونتيرز أوف سايكولوجي"، أن الباحثين عن ملاذ من الأزمات كانوا أكثر ميلاً لاختيار الأغاني التي تتناول موضوعات الفقد، بينما انجذب أولئك الذين يسعون إلى التخفيف من الشعور بالوحدة إلى كلمات الأغاني التي تُثير مشاعر الانتماء.

سماعات الرأس قيد التشغيل

في المقابل، لم تُظهر السمات الصوتية للأغاني - مثل الإيقاع والتناغم والمقام - أي ارتباط ثابت بالأهداف العاطفية. قد نستخدم الكلمات كمرساة، لكن كيفية تأثرنا عاطفياً من خلال الموسيقى أمرٌ فردي.

قال البروفيسور غرانوت: "يُقدم هذا البحث منظوراً جديداً حول كيفية استخدام الناس للموسيقى ليس فقط للترفيه، بل كأداة فعّالة للتنظيم الذاتي العاطفي".

وأضاف: "غالباً ما تُعبّر الكلمات المُضمنة في الموسيقى عن مشاعر يصعب التعبير عنها - كالحزن والذكريات والأمل".

يؤكد الباحثون أنه في حين تدعم الموسيقى عموماً التكيف العاطفي، فإن الكلمات تحمل ثقلاً نفسياً خاصاً. تُتيح النتائج تطبيقات مُحتملة للممارسات العلاجية، وخوارزميات بث الموسيقى، ومبادرات الرفاه العام.

قال البروفيسور بيريز: "هذه أول دراسة تجريبية واسعة النطاق تربط المحتوى الغنائي باستراتيجيات التكيف العاطفي، في وقتٍ يعاني فيه الكثيرون من صدمات شخصية وجماعية، فإن فهم القوة العاطفية للكلمات يمكن أن يساعدنا على دعم الصحة النفسية بشكل أفضل، سواءً على المستوى الفردي أو المجتمعي".

ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تؤثر على كيفية استخدام الموسيقى في البيئات العلاجية، ومراسم التأبين، وحتى في تصميم خوارزميات لقوائم تشغيل مخصصة تدعم الصحة النفسية.