الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تحمل الفول السوداني.. علاج تجريبي يُظهر فعاليته في تخفيف أعراض الحساسية

السبت 26/أبريل/2025 - 10:52 م
حساسية الفول السوداني..
حساسية الفول السوداني.. أرشيفية


يُشكّل العيش مع الحساسية الشديدة صراعًا يوميًا لملايين الأشخاص، مع خوف دائم من رد فعل تحسسي مُهدد للحياة قد يُؤدي إلى دخولهم غرفة الطوارئ في أي لحظة. ومع ذلك، يُقدّم علاج تجريبي جديد، يزيد جرعات الفول السوداني اليومية بعناية، للأشخاص الذين يُعانون من حساسية شديدة تحت إشراف طبي دقيق، أملًا جديدًا.

تُظهر النتائج التجريبية المبكرة لنهج جديد يُعرف باسم العلاج المناعي الفموي أن عددًا كبيرًا من المشاركين البالغين الذين شُخّصت إصابتهم سريريًا بـ حساسية الفول السوداني، تمكنوا من تناول خمس حبات فول سوداني على الأقل يوميًا دون أي رد فعل.

تفاصيل التجربة

في تجربة المرحلة الثانية التي شملت 21 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، والذين شُخّصت إصابتهم سريريًا بحساسية الفول السوداني، أصبحت دراسة العلاج المناعي للبالغين (GUPI) أول دراسة تُركّز حصريًا على البالغين الذين يُعانون من حساسية شديدة. كان الهدف اختبار ما إذا كان من الآمن تحمّل جرعات يومية من الفول السوداني، تُؤخذ تحت إشراف طبي صارم.

بدأ المشاركون بكميات صغيرة من دقيق الفول السوداني، 0.8 ملغ فقط، أُعطيت لهم في بيئة سريرية، أولئك الذين تحمّلوا الجرعات الأولية واصلوا تناول جرعات صغيرة يوميًا في المنزل، مع زيادة الكمية تدريجيًا كل أسبوعين، من جزء من حبة فول سوداني إلى أربع حبات فول سوداني كاملة، وبمجرد وصولهم إلى جرعة ثابتة قدرها غرام واحد يوميًا، خضعوا لتحدٍّ غذائي مُتحكّم به قبل مواصلة العلاج لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

على الرغم من أن العلاج المناعي بالفول السوداني معروف بفعاليته لدى الأطفال، إلا أن هذه التجربة تُقدّم دليلًا أوليًا على إمكانية إزالة التحسس لدى البالغين أيضًا، وأن هذا يُحسّن نوعية حياتهم. 

وقد زاد متوسط ​​الجرعة المُتحمّلة من الفول السوداني بمقدار 100 ضعف على مدار التجربة، وفقًا للباحث الرئيسي، البروفيسور ستيفن تيل، من كلية كينجز كوليدج لندن.

في نهاية التجربة، استطاع 67% من المشاركين الذين يعانون من حساسية شديدة تجاه الفول السوداني تحمّل تناول ما يصل إلى خمس حبات فول سوداني يوميًا بأمان، ثمّ استطاعوا تناول الفول السوداني يوميًا في المنزل للحفاظ على إزالة التحسس لديهم.

تُقدّم هذه النتائج أملًا حقيقيًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني، والذين غالبًا ما يعيشون في خوف دائم من التعرض العرضي. 

أوضحت هانا هانتر، المؤلفة الرئيسية وأخصائية التغذية المتخصصة في الحساسية، أن الأنشطة اليومية، مثل تناول الطعام في الخارج، وحضور المناسبات الاجتماعية، أو حتى التخطيط للسفر، قد تُسبب القلق لدى المصابين بالحساسية.

التعامل مع حساسية الفول السوداني يمكن أن يكون عبئًا ثقيلاً. ومع ذلك، أظهرت نتائج العلاج المناعي الفموي تحسنًا ملحوظًا في جودة الحياة، مما ساهم في تقليل القلق المرتبط بالطعام. وشارك البعض ممن خضعوا لهذه التجربة كيف غيّر هذا العلاج مسار حياتهم، مما سمح لهم بالتحرر من مشاعر الخوف.