توقيت التطعيم ضد الفيروس المخلوي التنفسي

وفقًا لبحث نشر JAMA Network Open ، فإن التوقيت الموسمي لتلقي الأطفال لقاح الفيروس المخلوي التنفسي الجديد (RSV) أمر بالغ الأهمية لضمان فعاليته.

لقاح نيرسيفيماب

نيرسيفيماب هو لقاح موسمي يستهدف فيروس المخلوي التنفسي لدى الرضع، وبصفته جسمًا مضادًا وحيد النسيلة - وهو بروتين قادر على الارتباط بهدف محدد - يرتبط نيرسيفيماب بمنطقة محددة من الفيروس ويمنع فيروس المخلوي التنفسي من دخول الخلايا البشرية.

في دراسة جديدة لاختبار فعالية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة في بيئة واقعية، وجد باحثون أن فعالية التطعيم تصل إلى 85% في الوقاية من الأمراض الخطيرة لدى الأطفال دون سن عام واحد.

ومع ذلك، يُعدّ توقيت إعطاء التطعيم بالتزامن مع تفشي الأمراض الموسمية أمرًا بالغ الأهمية، لأن فعالية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة تتراجع بعد ثلاثة أشهر من تلقي اللقاح.

يقول الدكتور كارلوس أوليفيرا، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن الأطفال المصابين بفيروس RSV الحاد "يغرقون في مخاطهم"، لذا، فإن توفير التطعيمات التي تمنع هذا المرض وتحمي الرضع المعرضين للخطر من دخول المستشفى "أمر بالغ الأهمية"، على حد قوله.

مرض خطير

يُعد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي شائعًا للغاية.

يُصاب بالمرض كل طفل تقريبًا قبل سن الثانية.

يعاني بعض الأشخاص المصابين به من سيلان الأنف والحمى فقط، أما بالنسبة للرضع وكبار السن، فقد يكون الفيروس قاتلًا.

يقول أوليفيرا، وهو أيضًا أستاذ مساعد في الإحصاء الحيوي بكلية ييل للصحة العامة: "سيلاحظ أي والد لطفل مصاب بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي الحاد صعوبة تنفس طفله باستمرار".

يمكن أن يؤدي إفراز المخاط الزائد لمكافحة الفيروس إلى انسداد المجاري الهوائية الصغيرة للأطفال دون سن ستة أشهر.

عالميًا، يُدخل حوالي 1.4 مليون طفل دون سن ستة أشهر إلى المستشفى سنويًا بسبب فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، معظمهم خلال فصلي الخريف والشتاء، ومن بين هؤلاء، يُتوفى حوالي 27 ألف طفل.

لا يوجد علاج مُوَجَّه لفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، ولكن في يوليو 2023، رخَّصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عقار نيرسيفاماب كأول جسم مضاد وحيد النسيلة طويل المفعول بجرعة واحدة للوقاية من فيروس المخلوي التنفسي لدى الرضع.

في السابق، كان باليفيزوماب الخيار الوقائي الوحيد، وكان يتطلب حقنًا شهرية للحفاظ على تأثيره الوقائي.

أثبتت التجارب السريرية أن نيرسيفيماب آمن وفعال للأطفال الرضع.

وتُعد هذه الدراسة استمرارًا مهمًا لهذا البحث.

لا تزال اللقاحات والأدوية قيد الدراسة بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لتتبع فعاليتها لدى عامة السكان - خارج نطاق التجارب السريرية - ولتوفير معلومات إضافية حول الاستخدام الأمثل. تُعتبر هذه الدراسات من المرحلة الرابعة.

فوائد التطعيم ضد الفيروس المخلوي التنفسي

قام أوليفيرا وزملاؤه بجمع بيانات عن حوالي 3000 رضيع تلقوا الرعاية في نظام ييل نيو هافن الصحي لأمراض الجهاز التنفسي بين أكتوبر 2023 ومايو 2024. كان هذا هو موسم فيروس المخلوي التنفسي الأول الذي يتوفر فيه نيرسيفيماب، ولم يتلق سوى 10% من الرضع في الدراسة التطعيم قبل طلب المساعدة الطبية.

من بين 3000 رضيع، تتبع الباحثون من ثبتت إصابتهم بفيروس المخلوي التنفسي، ومن تلقوا التطعيم، وكيف كانت حالتهم خلال فترة الدراسة.

أظهرت نتائج اختبارات حوالي 680 رضيعًا إيجابية لفيروس المخلوي التنفسي، وانتهى الأمر بـ 166 رضيعًا - 97% منهم لم يتلقوا التطعيم بدواء نيرسيفيماب - إلى دخول المستشفى.

أظهرت البيانات أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لم توفر حماية كاملة ضد فيروس المخلوي التنفسي؛ إذ بلغت فعالية نيرسيفيماب حوالي 68% في الوقاية من عدوى فيروس المخلوي التنفسي لدى الرضع. ومع ذلك، وجد الباحثون أن التطعيم كان فعالاً بنسبة 85% في منع دخول الرضع إلى المستشفى.

وبينما لم يمنع نيرسيفيماب جميع إصابات الفيروس المخلوي التنفسي، يقول أوليفيرا: "الخلاصة الرئيسية هي أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة كانت فعالة جدًا في الوقاية من المرض الشديد ".

كان التطعيم هو الفارق بين رضيع يعاني من سيلان الأنف وآخر انتهى به المطاف في وحدة العناية المركزة.

تُظهر أبحاث أوليفيرا وزملائه أيضًا أن نيرسفيماب يُصبح أقل فعالية بعد حوالي 14 أسبوعًا.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بتلقي الرضع الذين تبلغ أعمارهم ثمانية أشهر أو أقل اللقاح في بداية موسم فيروس المخلوي التنفسي، والذي يمتد بين أكتوبر ومارس.