أخصائية توضح مدى تأثير الروائح التي تنبعث من الجسم على ذاكرتك وعواطفك

أكدت الدكتورة غايا ليبيديفا، اختصاصية أمراض الأنف والأذن والحنجرة، على مدى تأثير الروائح على ذاكرتك وعواطفك، مشيرة إلى دورها الفعال في تشخيص الأمراض، مثل السل والدفتيريا المقصود به الخناق، حيث يتم تشخيص الأمراض من خلال الروائح المميزة التي قد تنبعث من الجسم.
العلاقة بين الروائح والذاكرة
أوضحت طبيبة الأنف والأذن أن الروائح تمتلك تأثيرًا أقوى على المشاعر والذاكرة مقارنة بالمحفزات الأخرى، حيث يمكنها استحضار ذكريات حية حتى بعد مرور وقت كبير، فيما يعود ذلك إلى ارتباط مراكز الذاكرة والعواطف في الدماغ، مثل الحُصين واللوزة الدماغية، بالجهاز الشمي، ما يجعل بعض الروائح قادرة على تحفيز استجابات فورية مثل تسارع النبض، تغيّر ضغط الدم، وإفراز الهرمونات.
فقدان حاسة الشم وتأثيره العقلي
يؤثر فقدان حاسة الشم على الصحة العقلية، حيث قد يؤدي إلى اضطرابات إدراكية ومشاكل في التفاعل العاطفي، فيما تشير الطبيبة إلى أ العلاج بالرائحة يمكن أن يساعد في تحفيز الذاكرة لدى مرضى الخرف، لكنه لا يزال يُستخدم كوسيلة مساعدة لعدم وجود أدلة كافية لاعتماده كعلاج رئيسي.
ووفقا للأبحاث، يمكن للروائح أن تلعب دورًا في اختيار شريك الحياة من وجهة نظر التوافق الجيني، فيما أوضحت الطبيبة أن الأشخاص ينجذبون بشكل طبيعي إلى روائح الأفراد الذين يمتلكون اختلافات جينية في مجمع التوافق النسيجي، مما يساعد على تعزيز التنوع المناعي للأبناء؛ لذا، إذا بدت رائحة الشريك غير محببة، فقد يشير ذلك إلى عدم توافق وراثي.

كيف تُستخدم الروائح في تشخيص الأمراض؟
كان الأطباء يعتمدون على رائحة المريض للمساعدة في التشخيص الطبي، وحتى اليوم، قد تكون بعض الروائح علامة مبكرة على وجود مشكلات صحية خطيرة.
بعض الروائح المرتبطة بالأمراض ما يلي:
رائحة الأسيتون، فقد تدل على مرض السكري أو اتباع حمية الكيتو التي تجعل الجسم يعتمد على الدهون كمصدر للطاقة.
رائحة التفاح الفاسد، حيث تُشير إلى نقص السكر في الدم عند مرضى السكري.
رائحة الخل، قد تكون علامة على مرض السل.
رائحة اللحوم الفاسدة، قد ترتبط بـتحلل الأورام السرطانية.
رائحة السمك، قد تدل على اضطرابات أيضية أو تغيرات في البكتيريا المعوية.
رائحة كريهة في الدفتيريا، أحد الأعراض المصاحبة لهذا المرض.
متى يجب استشارة الطبيب؟
في حين أن العديد من الأمراض يمكن تشخيصها من خلال أعراض أخرى أكثر وضوحًا، فإن ظهور رائحة غير طبيعية أو مفاجئة من الفم أو الجسم قد يكون علامة تحذيرية تستدعي استشارة طبيب مختص للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية كامنة.
علاوة على ذلك، فالروائح ليست مجرد محفزات عطرية، بل تلعب دورًا كبيرًا في التفاعل العاطفي، والذاكرة، والتشخيص الطبي، يمكن أن تكون بعض الروائح مؤشرًا صحيًا يستدعي الانتباه، مما يجعل من الضروري عدم تجاهل أي تغيرات غير طبيعية في رائحة الجسم.