الثلاثاء 17 يونيو 2025 الموافق 21 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

علامات في العين تشير لاستعداد الإصابة بالفصام.. دراسة تكشف التفاصيل

الأربعاء 30/أبريل/2025 - 10:27 ص
شبكية العين
شبكية العين


أكدت دراسة دولية حديثة عن اكتشاف قد يُحدث تحولًا جذريًا في تشخيص الأمراض النفسية، وبالأخص مرض الفصام، من خلال علامة بيولوجية في شبكية العين.

علاقة بين سماكة شبكية العين والاستعداد للإصابة بالفصام

كشف باحثين من جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي، عن أن هناك ارتباط واضح بين رقة الشبكية والاستعداد الوراثي للإصابة بالفصام، حيث أن الدراسة اعتمدت على بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، والذي يضم معلومات طبية وجينية لأكثر من 500 ألف مشارك.

كيف توصل الباحثون إلى هذه النتيجة؟

قام الفريق بحساب ما يُعرف بـ درجات الخطورة الجينية للفصام لدى الأفراد، ثم ربطوا هذه الدرجات بقياسات سماكة الشبكية باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، وجاءت النتيجة كما يلي:-

«كلما ارتفعت المخاطر الجينية، زادت احتمالية أن تكون الشبكية أرق من المعدل الطبيعي».

تقنية OCT تُعد من أدوات الفحص البصرية الشائعة، وهي غير جراحية، ودقيقة للغاية، وسريعة حيث تستغرق دقائق فقط، فضلا عن كونها منخفضة التكلفة، مما يجعلها مرشحًا مثاليًا لفحوصات التشخيص المبكر في المستقبل.

شبكية العين 

ماذا تعني هذه النتائج للصحة النفسية؟

يقول الدكتور فين رابي، المؤلف الرئيسي للدراسة إنه تُظهر هذه النتائج أن شبكية العين، كامتداد للجهاز العصبي المركزي، يمكن أن تُعطي لمحة مبكرة عن التغيرات التي تحدث في دماغ الأشخاص المعرضين للأمراض النفسية.

ويقول القول إنه قد تكون تغيرات العين مؤشرًا خارجيًا دقيقًا على التغيرات الدماغية الداخلية المرتبطة باضطرابات مثل الفصام.

هل يلعب الجهاز المناعي دورًا في الفصام؟

الدراسة دعمت أيضًا ما يُعرف بـ "فرضية الالتهاب" في الفصام. فقد تبين أن بعض الجينات المرتبطة بضعف سماكة الشبكية ترتبط كذلك بـ العمليات الالتهابية في الدماغ، مما يُعزز الفكرة بأن الالتهاب العصبي قد يكون سببًا رئيسيًا أو مساهمًا في تطور الفصام.

هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا علاجية جديدة تستهدف تنظيم الالتهاب للحد من تطور المرض أو تخفيف أعراضه.

هل يمكن الاعتماد على فحص العين كأداة تشخيصية؟

على الرغم من أن حجم التأثير الذي رُصد كان صغيرًا على مستوى الفرد، إلا أنه واضح عند تحليل مجموعات سكانية كبيرة. لذلك، يشدد الباحثون على أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الطولية لتأكيد النتائج، واستخدام فحص العين لتشخيص الفصام لا يزال في مراحله الأولى.

ووفقا لنتائج الدراسة، فتشير إلى إمكانية اعتماد فحص شبكية العين كوسيلة للكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية، خاصة في ظل بساطة التقنية وسهولة دمجها ضمن فحوصات العين الروتينية.