ما أسباب مشاكل العمود الفقري؟.. وتدابير وقائية للسلامة

اضطرابات الرقبة المرتبطة بالعمل من المشكلات الشائعة بين موظفي المكاتب، خاصة من يستخدمون الكمبيوتر بكثرة، الجلوس لفترات طويلة بوضعيات غير مريحة يرفع احتمالية الإصابة بآلام في العمود الفقري، مثل آلام الرقبة وأسفل الظهر، والتي غالبًا ما تتطلب علاجًا طبيًا، حتى جراحياً في بعض الحالات.
الوعي بمخاطر بيئة العمل، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي يذكرها الموظفون، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بآلام الرقبة وأسفل الظهر ومستوى الإجهاد الذهني، وتُفيد الإحصائيات بأن 55.3% من الموظفين يعانون من مشاكل في الرقبة، و64.5% من مشاكل أسفل الظهر خلال العام. لذا، فإن تعديل نمط الحياة يجب أن يكون محورًا رئيسيًا في علاج هذه الاضطرابات.
ما أسباب مشاكل العمود الفقري؟
- وضعية الجسم السيئة
وضعية الجسم غير الصحيّة، مثل الانحناء للأمام أو تقويس الكتفين، تؤدي إلى ضغط زائد على العمود الفقري وتسبب تراجعات في التوازن العضلي الهيكلي.
يُعد ألم الظهر أحد الأسباب الرئيسة للإعاقة في العالم، ويكلف اقتصادياً تفاوتًا كبيرًا، خاصة مع وجود عوامل نمط الحياة التي يمكن تعديلها بسهولة.

- عامل التوتر
التوتر النفسي يساهم بشكل غير مباشر في مشاكل العمود الفقري من خلال رفع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يؤدي إلى تشنج العضلات وخاصة في منطقة الرقبة والظهر.
ويزيد التعب الذهني ونقص الأدوات والمصادر الطبية من تدهور الحالة، فضلاً عن الاعتماد على استراتيجيات تكيّف غير صحية كالتدخين وسوء التغذية والخمول.
- نمط الحياة المستقرة
الحياة المليئة بفترات طويلة من الخمول تقلل تدفق الدم إلى العضلات، وتؤدي إلى ضعف قوة الجذع، وتزيد من احتمالية تدهور العمود الفقري، خاصة مع تقدم العمر، حيث يزيد احتمال الإصابة بآلام الرقبة بنسبة 2.6 مرة بعد عمر 30، مقارنة بممن هم أصغر سنًا. ويُعد النشاط البدني الوسيلة الأنجح للوقاية من هذه المشاكل.
تدابير وقائية لسلامة العمود الفقري
الوعي هو الخطوة الأولى، يمكن للشركات والموظفين معًا أن يتبنيا عادات بسيطة تُعزز صحة العمود الفقري، منها:
- ضبط ارتفاع الشاشة ليكون في مستوى العين لتقليل التمدد والضغط على الرقبة والكتفين.
- وضع لوحة المفاتيح والفأرة بحيث يكونان على مستوى الكوع مع الحفاظ على وضعية معصم مريحة.
- استخدام كرسي مريح يدعم الظهر والرقبة، مع تعديل ارتفاع المقعد ليكون الوركان والركبتان في وضعية صحيحة.
- تثبيت القدمين على الأرض وتجنب تقاطع الساقين للحفاظ على استقامة العمود الفقري.
- أخذ فترات راحة منتظمة، والقيام بتمارين تمدد، والمشي القصير، أو التمارين المكتبية لتعزيز الدورة الدموية وتقليل التوتر.
الحفاظ على صحة العمود الفقري ينعكس على الصحة العامة والإنتاجية، خاصة في بيئة العمل الراهنة التي تتسم بالجلوس الطويل. فهم العلاقة بين وضعية الجسم، وصحة العمود الفقري، وبيئة العمل، يمدّ الإنسان بالأدوات لاتخاذ تدابير استباقية لتقليل الألم والإصابات، وتحقيق صحة طويلة الأمد.
وعلى أصحاب العمل تعزيز بيئة عمل صحية من خلال برامج صحية متميزة وتوفير موارد تدعم الحركة المستمرة خلال ساعات العمل.