الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: ممارسة الرياضة مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وشيخوخة الدماغ الصحية

الإثنين 05/مايو/2025 - 11:06 م
ممارسة الرياضة للوقاية
ممارسة الرياضة للوقاية من الخرف.. أرشيفية


قام الباحثون بدراسة العلاقة بين النشاط البدني، وأهمية الحفاظ على اللياقة البدنية، وصحة الدماغ بشكل عام، أظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة ذا لانسيت بالتعاون مع معهد كوينزلاند للدماغ في أستراليا، بشكل واضح أن الدماغ يستفيد بشكل كبير من ممارسة التمارين الرياضية، إذ تؤدي التمارين المنتظمة إلى تقليل خطر الإصابة بـ الخرف، كما تساهم في دعم عملية شيخوخة الدماغ بطريقة صحية، وهو أمر مهم مع تزايد عدد كبار السن.

أكد عاطف ر. تاري، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن بداية ممارسة التمارين ليست متأخرة أبدًا، وأن حتى الكميات الصغيرة من النشاط البدني يمكن أن تلعب دورًا هامًا في حماية الدماغ. 

ويُشير الباحثون إلى أن التمارين عالية الكثافة، حتى لو كانت قصيرة، لها تأثير كبير في تقليل خطر الإصابة بالخرف، ويجب توجيه الاهتمام أكثر إلى هذا الجانب، خاصة في ظل وجود أدلة علمية تدعم فعاليتها.

وتُجمِع الدراسات الحديثة على أن بعض الآليات التي تتأثر بالتمارين، مثل الالتهاب، وتدفق الدم إلى الدماغ، ووظائف الجهاز المناعي، ومرونة الأنسجة العصبية، والجزيئات الوقائية التي تُطلق أثناء التمارين، تتدهور مع التقدم في السن وتساهم بشكل مباشر في تطور الأمراض العصبية التنكسية، كالخرف، لذلك فإن الحفاظ على نشاط بدني منتظم يوقف أو يقلل من تدهور هذه العمليات، ويبطئ من توقيت الشيخوخة المعرفية.

وأشارت الدراسة إلى أن الجرعات الصغيرة من التمارين عالية الكثافة، والتي يمكن أن تتضمن مشيًا سريعًا لا يُمكنك أن تغني أثناءه، يمكن أن تُحقق فوائد صحية كبيرة، تصل إلى خفض احتمالية الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 40%، وهذا يعزز من أهمية توجيه الرسائل بشكل أوضح للجمهور حول فوائد التمارين حتى بكميات محدودة، خاصة لأنها متاحة وسهلة التطبيق.

وتؤكد نتائج الأبحاث الدولية، بما فيها تعليق نشر في مجلة نيتشر ميديسن، على ضرورة تحديث الإرشادات الصحية، إذ إن حتى جرعة صغيرة من النشاط البدني يمكن أن تقدم فوائد صحية مدهشة. 

من هنا، فإن التوصية التقليدية التي تركز على تحديد 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أو 75 دقيقة من التمارين عالية الشدة أسبوعيًا، قد تحتاج إلى توضيح أكثر حول أهمية الأنشطة القصيرة والكثيفة.

وفي ظل تزايد عمر السكان، بات التدهور المعرفي والخرف تحديات صحية عامة تتطلب وقاية فعالة، تُشدد الدراسة على أن التمارين ليست باهظة الثمن، ومتاحة للجميع، ولا تترك آثارًا سلبية، ولذلك فهي خطوة أساسية في الحفاظ على صحة الدماغ، إذ يجب النظر إليها كإجراء وقائي أولي يعزز من جودة الحياة ويطيل سنوات الصحة العقلية.

باختصار، تبرز هذه الدراسة أن النشاط البدني هو أحد أهم الأدوات التي يمكن أن تساعد الأفراد على حماية دماغهم مع التقدم في العمر، وأنه لا يوجد وقت متأخر للبدء. 

التحفيز على ممارسة التمارين بشكل منتظم، خاصة عالية الكثافة، قد يكون هو المفتاح للحد من انتشار الخرف وتحسين نوعية الحياة لكبار السن، وهو أمر يستحق الاهتمام والتوعية على مستوى السياسات الصحية والجندرة العامة.