قد يستمر مفعوله 8 سنوات.. لقاح للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

عندما يتعلق الأمر بالوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، يركز معظم الناس على التغذية السليمة، والنشاط البدني، وتجنب التدخين، وبينما تُعدّ هذه الاستراتيجيات الصحيحة للوقاية من أمراض القلب، تُشير أبحاث جديدة إلى مصدر غير متوقع للحماية: لقاح روتيني يُعطى عادةً لكبار السن للوقاية من عدوى فيروسية شائعة.
لقاح للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية
وجد العلماء الآن أن اللقاح المُعطى للحماية من عدوى القوباء المنطقية قد يُقدّم فوائد طويلة الأمد لصحة القلب، إذ يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية لمدة تصل إلى ثماني سنوات.
يُسبّب القوباء المنطقية طفحًا جلديًا مؤلمًا ومضاعفات خطيرة، خاصةً لدى كبار السن والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وقد يُصاب حوالي 30% من الأشخاص بهذه العدوى إذا لم يتلقّوا التطعيم.
على الرغم من أن القوباء المنطقية معروفة بطفحها الجلدي المؤلم، إلا أن دراسات سابقة ربطت أيضًا بين عدوى القوباء المنطقية وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة، وقد دفع هذا الارتباط الباحثين إلى استكشاف ما إذا كان التطعيم يُمكن أن يُقلّل من خطر الإصابة.

ووفقًا لنتائج جديدة نُشرت في مجلة القلب الأوروبية، قد يُقلّل لقاح القوباء المنطقية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية بنسبة 23%، بما في ذلك السكتة الدماغية، وقصور القلب، وأمراض القلب التاجية.
عند حساب التأثيرات الوقائية الفردية، وُجد أن اللقاح يُقلل من خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 26%، وأمراض القلب التاجية بنسبة 22%، والسكتات الدماغية والنوبات القلبية بنسبة 26%.
ومن النتائج اللافتة للنظر أن التأثير الوقائي للقاح كان قويًا بشكل خاص لدى الرجال، والبالغين دون سن الستين، وأولئك الذين يتبعون عادات نمط حياة غير صحية مثل التدخين والإفراط في شرب الكحول أو قلة النشاط البدني.

وبلغ التأثير الوقائي ذروته خلال عامين إلى ثلاثة أعوام بعد تلقي لقاح القوباء المنطقية، لكن الباحثين وجدوا أن الحماية استمرت لمدة تصل إلى ثماني سنوات.
استندت النتائج إلى بيانات شاملة لأكثر من مليون شخص في كوريا الجنوبية، تم تتبعهم من عام 2012 فصاعدًا. حلل الباحثون حالة تطعيمهم إلى جانب بيانات صحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى عوامل مؤثرة أخرى مثل العمر والجنس والثروة ونمط الحياة.
تشير الدراسة إلى أن لقاح القوباء المنطقية قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من عوامل خطر معروفة. هذا يعني أن التطعيم قد يُقدم فوائد صحية تتجاوز مجرد الوقاية من القوباء المنطقية.
هناك عدة عوامل قد تُفسر قدرة لقاح القوباء المنطقية على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث ترتبط عدوى القوباء المنطقية بتلف الأوعية الدموية والالتهابات وتكوين الجلطات، وكلها عوامل يُمكن أن تُساهم في الإصابة بأمراض القلب، من خلال الوقاية من القوباء المنطقية، قد يُساعد اللقاح في التخفيف من هذه المخاطر.
من المُرجح أن تُعزى الفوائد الأكبر المُلاحظة لدى الأفراد الأصغر سنًا إلى استجابة مناعية أقوى، بينما قد تُعزى الحماية الأكبر لدى الرجال إلى اختلافات في كيفية تأثير اللقاح عليهم.