الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

نتائج واعدة ضد الخلايا السرطانية العدوانية المقاومة للعلاج

الجمعة 09/مايو/2025 - 01:06 م
السرطان
السرطان


تستهدف علاجات السرطان الحالية بشكل أساسي خلايا الورم الأولية التي تتكاثر بسرعة، لكنها لا تقضي بفعالية على خلايا سرطانية محددة قادرة على التكيف مع العلاجات الحالية، والتي تُظهر قدرة عالية على الانتشار.

ومع ذلك، تُعدّ النقائل مسؤولة عن 70% من وفيات السرطان.

طوّر فريق بحثي فرنسي من معهد كوري والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي والمعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية (Inserm) مؤخرًا فئة جديدة من الجزيئات الصغيرة التي تُسبب تدمير الأغشية الخلوية، وبالتالي تُؤدي إلى موت الخلايا، ونشر العلماء بحثهم في مجلة Nature.

خلايا السرطان المتحملة للأدوية

تستند هذه الدراسة إلى الخصائص المميزة لما يُعرف بخلايا السرطان المتحملة للأدوية، ذات القدرة العالية على الانتشار.

تُعبِّر هذه الخلايا عن كمية كبيرة من بروتين CD44 على سطحها، مما يسمح لها بامتصاص المزيد من الحديد، مما يجعلها أكثر عدوانية وقدرة على التكيف مع العلاجات التقليدية.

وبالتالي تصبح هذه الخلايا أكثر حساسية لعملية موت الخلايا بالحديد، وهي عملية موت الخلايا التي يحفزها الحديد، مما يسبب الأكسدة وتدهور الدهون الغشائية.

بفضل الكيمياء المبتكرة التي طورها الفريق بقيادة رافائيل رودريجيز، أظهر الباحثون أن موت الخلايا الناجم عن الحديد في الليزوزومات 3 يمكن أن يغير بنية الأجزاء الغشائية داخل الخلايا.

في الجزء الليزوزومي، يتفاعل الحديد مع بيروكسيد الهيدروجين، مُولِّدًا جذورًا متمركزة حول الأكسجين، وهي كيانات كيميائية شديدة التفاعل تُلحق الضرر بالأغشية الخلوية.

ينتشر هذا التفاعل بعد ذلك في الخلية، مُشكِّلاً بيروكسيدات دهنية في أغشية العضيات الخلوية الأخرى، مُسبِّباً في النهاية موت الخلية، وبالتالي، ينشأ التحلل الحديدي نتيجةً لفشل الخلية في إصلاح تلف الغشاء.

وباستخدام هذه الاكتشافات الأولية، نجح العلماء في تصور وتصنيع فئة جديدة من الجزيئات الصغيرة التي يمكنها تنشيط موت الخلايا الحديدية: مُحللات الفسفوليبيد.

تمتلك الجزيئات جزءًا واحدًا يسمح لها باستهداف غشاء الخلية ( غشاء البلازما ) - ثم التراكم في الليزوزومات عن طريق البلعمة الخلوية - بالإضافة إلى جزء آخر يرتبط بالحديد ويزيد من تفاعله، وهو متوفر بكثرة في هذا الحيز من الخلايا السرطانية المؤيدة للنقائل، وبالتالي تحفيز موت الخلايا الحديدي.

تم تصميم جزيء الفينتومايسين (Fento-1) ليكون فلوريًا، مما يسمح للعلماء بتصوره في الخلية باستخدام المجهر عالي الدقة، وكذلك لتأكيد موقعه في الليزوزومات.

بعد إعطاء Fento-1، لاحظ الباحثون انخفاضًا كبيرًا في نمو الورم في النماذج السريرية قبل السريرية لسرطان الثدي النقيلي ، بالإضافة إلى التأثير السام الواضح على خزعات مرضى سرطان البنكرياس والساركوما، وبالتالي تأكيد فعالية العلاج على المستوى السريري قبل السريري لهذه السرطانات، والتي تكون فعالية العلاج الكيميائي القياسي فيها محدودة.

هناك حاجة إلى اختبارات سريرية لإثبات أن هذه القدرة على تحفيز موت الخلايا الحديدية يمكن أن تكون بمثابة طريق علاجي يكمل العلاج الكيميائي الحالي في مكافحة السرطان، وخاصة من خلال استهداف الخلايا السرطانية المؤيدة للانتشار والمقاومة للعلاجات القياسية.