علاج مناعي جديد يقدم أملًا جديدًا لمرضى السرطان في مراحله المتأخرة

أعلن فريق من العلماء والباحثين عن نتائج واعدة من تجربة سريرية للمرحلة الثانية لعلاج مناعي جديد للسرطان، PRL3-zumab.
أظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة Cell Reports Medicine أن PRL3-zumab يبطئ بشكل آمن من تطور المرض لدى المرضى الذين يعانون من سرطانات صلبة متقدمة لا تستجيب للعلاجات الحالية.

علاج جديد بالأجسام المضادة البشرية
PRL3-zumab هو علاج جديد بالأجسام المضادة البشرية مصمم بشكل فريد لاستهداف PRL3، وهو بروتين داخل الخلايا يتم التعبير عنه بشكل كبير في حوالي 80٪ من الأورام الصلبة ولكنه غائب في الأنسجة السليمة.
على عكس الأجسام المضادة التقليدية التي تستهدف البروتينات السطحية فقط، يحدد PRL3-zumab الخلايا السرطانية عن طريق استهداف PRL3 عندما يظهر بشكل مؤقت على سطح الخلية، وينبهها إلى الجهاز المناعي لمهاجمتها وتدميرها من خلال العمليات المعروفة باسم السمية الخلوية المعتمدة على الأجسام المضادة والبلعمة.
تُمثل هذه الاستراتيجية المُوجهة القائمة على الأجسام المضادة أملاً جديداً لمرضى السرطانات العدوانية المقاومة للعلاج، بمن فيهم أولئك الذين استنفدوا سابقاً خيارات العلاج المناعي التقليدية.
وقد شهد مريض واحد في التجربة، مصاب بسرطان المعدة في المرحلة الرابعة ، استقراراً في حالته المرضية لأكثر من 13 شهراً.
وبالمقارنة، فإن المرضى الذين يتلقون العلاجات الحالية بعد العلاجات القياسية عادة ما يرون تطور المرض في حوالي شهرين، مما يسلط الضوء على إمكانات PRL3-zumab لتحسين نتائج المرضى بشكل كبير.
في حين ركزت هذه التجربة الأمريكية بشكل أساسي على منع تطور المرض، فقد لوحظت تأثيرات محفزة لانكماش الورم في تجارب أخرى جارية في ماليزيا والصين، مما يشير إلى إمكانات أوسع لدواء PRL3-zumab.
يجري حاليًا تحليل النتائج الكاملة لهذه الدراسات، ومن المتوقع نشرها العام المقبل.
بدأت رحلة PRL3-zumab في مركز A*STAR IMCB تحت إشراف البروفيسور تشي زينج، الذي اكتشف PRL3 لأول مرة عام 1998، مدركًا دوره في نقائل السرطان ومقاومته.
مهدت أبحاث البروفيسور زينج الطريق لتطوير PRL3-zumab، وأدت إلى تأسيس شركة Intra-ImmuSG، وهي شركة فرعية من A*STAR، لتطوير هذا العلاج سريريًا.
شملت تجربة المرحلة الثانية 51 مريضًا يعانون من أنواع مختلفة من السرطانات الصلبة في مراحلها المتقدمة.
أظهر دواء PRL3-zumab مستوى سلامة إيجابيًا، ولم يُبلّغ عن أي آثار جانبية خطيرة مرتبطة بالدواء.
استخدمت التجربة أسلوبًا تحليليًا جديدًا يُسمى تصميم مجموعة المرضى الفردية القابلة للتقييم (SEPSC)، حيث قارنت بدقة بقاء كل مريض دون تطور المرض باستخدام PRL3-zumab مع علاجاته السابقة ومعاييره التاريخية.
ما يجعل PRL3-zumab رائدًا بشكل خاص هو قدرته على استهداف البروتينات داخل الخلايا التي لطالما اعتُبرت "غير قابلة للعلاج" بواسطة الأجسام المضادة.
هذه الاستراتيجية، التي لم تُستكشف سابقًا في علاج السرطان، قد تفتح آفاقًا جديدة لأساليب العلاج المناعي، مقدمةً "علاجًا إنقاذيًا" فعالًا للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الحالية.
وقال البروفيسور تشي زينج: "يُمثل دواء PRL3-zumab قصة نجاح حقيقية من التجارب السريرية إلى العلاج. وقد استفاد من هذا المنتج البحثي العديد من مرضى السرطان في مراحله المتأخرة، ويمنح أملًا جديدًا للمصابين بسرطانات نادرة وعدوانية، مما يُساعد على إطالة فترة البقاء على قيد الحياة وتحسين جودة الحياة لدى المرضى الذين نفدت خياراتهم العلاجية".