توفر النتائج خلال 15 دقيقة.. ابتكار اختبارات فحص متعددة الأمراض

إن اختبار الدم النموذجي الجديد للأمراض المعدية، والذي تم تصميمه لتقديمه وتحليله في نقطة الرعاية، لديه القدرة على إنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم النامي.
أنتجت أبحاثٌ نموذجًا أوليًا لاختبار تحليل التدفق، قادرًا على اكتشاف ما يصل إلى خمس إصابات، مع نتائج يُمكن تحليلها وإرسالها بسرعة عبر تطبيق هاتف ذكي متخصص.
تتمتع هذه العملية بإمكانية تسريع التشخيص بشكل كبير، والذي كان يستغرق أسابيع في السابق، من خلال توفير بيانات فورية، كما أنها أقل تكلفة بكثير من نموذج الاختبار الحالي، الذي يتطلب التحليل في المختبر.
وباستخدام مرض السل كحالة تجريبية، صمم الباحثون الاختبار - الذي يعمل بشكل مشابه لجهاز التدفق الجانبي - ليكون قادرًا على اكتشاف مجموعة من العدوى، والأهم من ذلك، أن يكون قادرًا على اكتشاف أكثر من عدوى في وقت واحد.
استخدم مشروع البحث عينات مصل الدم التي وفرتها منظمة الصحة العالمية من دول ينتشر فيها مرض السل. وأنتج الباحثون نموذجًا أوليًا للاختبار باستخدام طريقة داخلية جديدة لإنتاج جسيمات نانوية ذهبية مغلفة بالأجسام المضادة، وهي ضرورية لفعاليته.
عمل الفريق بعد ذلك على تحويل النموذج الأولي من قياس واحد إلى أداة فحص متعددة الأمراض باستخدام خلفية مطبوعة بالشمع مصممة حديثًا، أتاحت إجراء اختبارات متزامنة لما يصل إلى خمس استجابات.
وقد أتاح هذا العمل إمكانية الحصول على النتائج في غضون 15 دقيقة، وخفض تكاليف الاختبار.
وأظهر الاختبار حساسية بنسبة 90% وخصوصية بنسبة 63% في الكشف عن مرض السل، ما يعني أنه يمكنه تحديد الحالات بدقة مع توفير اختبار فحص جيد للمواقع النائية.
طُوِّر تطبيق للهواتف الذكية (RAP-TBS) لتوفير تحليل كمي لنتائج الاختبار.

هذا يعني إمكانية إجراء الاختبار مباشرةً في القرى النائية، مما يُتيح نتائج فورية ويُقلل من حاجة المرضى إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مرافق المختبرات، وهو ما يحدث غالبًا في البلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية التقليدية للمختبرات.
ولإدخال الاختبار إلى السوق، ستركز الأبحاث المستقبلية على تمديد العمر الافتراضي لمواد الكشف، وتحسين الدقة، والتعاون مع مقدمي الرعاية الصحية لدمج الأداة في أنظمة الرعاية الصحية.
قاد البحث البروفيسور كريستوفر جوينين من كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية بجامعة أبيرتاي، بالتعاون مع البروفيسور مارك بيرد من جامعة بانجور، الذي طوّر فريقه الجزيئات المستخدمة للكشف عن عدوى فطرية معينة.
قال البروفيسور بيرد، الأستاذ الفخري الحالي في جامعة بانجور: "مع المزيد من التطوير، يتمتع هذا الجهاز المبتكر بإمكانيات حقيقية لتوفير أداة فحص سريعة للغاية لتشخيص ليس فقط مرض السل، بل أيضًا أمراض أخرى خطيرة تصيب الإنسان والحيوان بسبب المتفطرات، ولا يزال السل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من إمكانية الوقاية منه وعلاجه، ومع المزيد من التطوير، يمتلك هذا البحث القدرة على إحداث تأثير حقيقي".
وأضاف: "في العديد من أنحاء العالم، ينتظر المرضى أسابيع -وأحيانًا أشهرًا- للحصول على التشخيص، وخلال هذه الفترة يمكن أن تنتشر العدوى دون رادع".
وأضافت البروفيسورة جوينين: "يمثل تطوير هذا النموذج الأولي لاختبار الدم قفزة نوعية في مجال ابتكار الرعاية الصحية، إذ يوفر كشفًا سريعًا وتشخيصات قد تنقذ حياة العديد من الأمراض المعدية في المناطق النائية، ويُعد تحسين قدرتنا على اكتشاف وعلاج حالات السل والعديد من الأمراض الأخرى التي تُصيب العالم النامي مسارًا هامًا من العمل، ومجالًا يتطلب المزيد من الاستثمار في البحث والتطوير للحفاظ على زخم هذا التطور".
إن القدرة على الكشف السريع عن السل قد تُحدث نقلة نوعية في الجدول الزمني للتشخيص، وهذا أمر بالغ الأهمية في المناطق الريفية، حيث يفتقر الناس إلى خدمات تشخيصية كافية.
ورغم أن هذا البحث لا يزال في مرحلة النموذج الأولي، إلا أنه يُرسي الأساس لحل قابل للتطوير، ومتنقل، وقائم على البيانات، لمعالجة بعض أكثر الأمراض المُعدية استمرارًا في العالم.