ما علاقة عدوى الفيروس المعوي بأمراض الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال؟

تم الكشف عن وجود ارتباط ملحوظ بين الفيروس المعوي D68 (EV-D68) وأمراض الجهاز التنفسي الحادة لدى الأطفال الذين لا يعانون من حالات طبية سابقة.
وقد أظهر الأطفال المصابون بأمراض مصاحبة غير الربو أو مرض مجرى الهواء التفاعلي (RAD) زيادة في احتمالية حدوث نتائج حادة عند دخولهم المستشفى.
اكتسبت الأمراض التنفسية الحادة المرتبطة بفيروس معوي D68 (EV-D68) لدى الأطفال اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة.
وبينما يُظهر EV-D68 عادةً أعراضًا تُشبه أعراض الربو، فقد ارتبطت الحالات الشديدة بالتهاب النخاع الرخو الحاد (AFM)، وهي حالة عصبية تُسبب ضعفًا في الأطراف مع تعافي غير متوقع.
أثار تفشي فيروس EV-D68 في الولايات المتحدة عام 2014 مخاوف بشأن تأثيره على صحة الجهاز التنفسي لدى الأطفال، حيث تزامنت معه زيادة حادة في حالات التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد (AFM).
وُسِّعت القدرة على إجراء الاختبارات، بما في ذلك اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل العكسي (rRT-PCR) الخاصة بفيروس EV-D68، في بعض المؤسسات السريرية ومراكز الصحة العامة.
ومع ذلك، لا تزال المراقبة المنهجية محدودة، حيث تُستمد البيانات في معظمها من مواقع فردية أو من تحقيقات قصيرة المدى في حالات تفشي المرض.
لا تزال هناك فجوات معرفية كبيرة في فهم علم الأوبئة للأمراض التنفسية المرتبطة بفيروس EV-D68 على مدى سنوات ومواقع جغرافية متعددة.

تفاصيل الدراسة
في الدراسة التي نشرت في JAMA Network Open بعنوان "أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بفيروس EV-D68 لدى الأطفال"، أجرى الباحثون دراسة مقطعية لتقييم علم الأوبئة والشدة السريرية لأمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بفيروس EV-D68 لدى الأطفال في الولايات المتحدة من عام 2017 إلى عام 2022 باستخدام شبكة مراقبة منهجية متعددة المواقع.
جُمعت بيانات من 976 طفلاً مصابين بفيروس EV-D68 المُؤكَّد مخبريًا من سبعة مراكز طبية أكاديمية ضمن شبكة مراقبة اللقاحات الجديدة.
أُجريت اختبارات EV-D68 من خلال فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل اللحظي (PCR) التي أُجريت في كل موقع.
حدد الباحثون 976 حالة إصابة بأمراض تنفسية مرتبطة بفيروس EV-D68 لدى أطفال دون سن 18 عامًا، واحتاج أكثر من نصفها إلى دخول المستشفى. من بين 536 طفلًا دخلوا المستشفى، تلقى 339 منهم أكسجينًا إضافيًا ، بينما أُدخل 87 منهم إلى وحدات العناية المركزة.
كان لدى الأطفال الذين يعانون من حالات كامنة غير مرتبطة بالربو احتمالات أعلى بكثير لنتائج حادة.
كانت احتمالات تلقي الأكسجين التكميلي أعلى بأكثر من الضعف في هذه المجموعة، وكان دخول وحدة العناية المركزة أكثر احتمالية بثلاث مرات.
لم تظهر أي علاقة مهمة بين تاريخ الربو وزيادة شدة النتائج.
لم تظهر أي علاقة مهمة بين تاريخ الإصابة بالربو والنتائج الشديدة، على الرغم من أن تشخيصات الخروج المرتبطة بالربو كانت شائعة بين الأطفال الذين دخلوا المستشفى دون تاريخ سابق للإصابة بالربو.
وذكر المؤلفون في استنتاجات الدراسة: "يجب على الممارسين السريريين وممارسي الصحة العامة أن يدركوا أن EV-D68، على الرغم من أنه لا يزال يشكل مصدر قلق بالنسبة للأطفال المصابين بالربو، يمكن أن يسبب أمراضًا تنفسية حادة لدى الأطفال الأصحاء من جميع الأعمار، وأن الأطفال الذين يرقدون في المستشفيات والذين يعانون من حالات كامنة غير الربو قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بنتائج حادة".
يواجه الآباء والأطباء ومسؤولو الصحة العامة مخاطر متزايدة خلال سنوات انتشار فيروس EV-D68.
وتظل أنظمة المراقبة الفعالة ضرورية لتحديد فيروسات الجهاز التنفسي الناشئة وتوجيه الموارد السريرية خلال فترات تفشي المرض.