الحمل بعد سن 35.. تعرفي على المخاطر والتحديات وكيفية الاستعداد

يعتبر الطموح المهني أحد العوامل التي تدفع الرجال والنساء لتأجيل الزواج في سن متأخرة، حيث أصبح نمط الحياة العصري يفرض على الأفراد الزواج في الثلاثينيات، بهدف التركيز على التعليم، وتحقيق الأهداف المهنية، وتنمية الذات قبل بدء رحلة الأسرة.
وعلى الرغم من أن هذا التحول يمنح فرصًا أكبر لتحقيق الطموحات الشخصية، إلا أنه يحمل معه ثمنًا يتعلق بالصحة الإنجابية.
إذ تؤكد دراسات متعددة، أن أنماط الحياة غير الصحية، مثل التدخين، تناول الكحول، والنمط الخامل في الأداء اليومي، تؤثر سلبيًا على الصحة العامة والخصوبة، وتساهم بشكل كبير في التدهور الطبيعي للخصوبة مع التقدم في العمر، الذي يسبب زيادة مشاكل العقم بين الرجال والنساء.
الخصوبة لا تتراجع فحسب نتيجة للتقدم في السن، بل تتأثر أيضًا بعادات غير صحية يعتاد عليها الأفراد، خاصة في الثلاثينيات.
فالتدخين، وتعاطي الكحول، وغياب النشاط البدني، كلها عوامل تؤدي إلى تدهور جودة الحيوانات المنوية وضعف احتمالات الحمل الطبيعي في المستقبل، مما يجعل قرار تأخير الإنجاب أكثر تحديًا.
التقدم العلمي ووسائل الدعم
إلا أن التطورات في مجال طب الإنجاب قدمت حلولًا فعالة للمحافظة على الخصوبة ودعم تنظيم الأسرة، مثل تكنولوجيا التجميد التي تتيح للأفراد حفظ بويضاتهم أو حيواناتهم المنوية في ذروة صحتهم، ليستخدموها لاحقًا عندما يكونون مستعدين.

تعد تقنية التلقيح الصناعي (IVF) واحدة من أهم الإنجازات التي تعزز فرص الإنجاب، خاصة لمن يعانون من مشاكل خصوبة بعد الثلاثين، فهي تتيح لهم تخزين خلاياهم التناسلية واستعمالها عندما تصبح وسائل الحمل الطبيعي صعبة أو مستحيلة، وترتبط هذه التقنيات بنمط الحياة ووظائف الأعضاء، بحيث تمنح الأزواج فرصة لتنظيم الأبوة بشكل يتناسب مع ظروفهم الزمنية والشخصية، مع الحفاظ على الأمل والتفاؤل.
المخاطر والتخطيط المبكر للحمل
رغم أن الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين ممكن، إلا أن المخاطر المصاحبة تزداد بشكل واضح، ومنها ارتفاع مخاطر السكري، ارتفاع ضغط الدم، تسمم الحمل، والإجهاض، بالإضافة إلى تزايد احتمالات التشوهات الجينية، مثل متلازمة داون، كما أن الولادة تصبح أكثر تعقيدًا، وغالبًا ما تتطلب الولادة القيصرية.
أما عند الرجال، فالعمر فوق الأربعين يقلل من جودة الحيوانات المنوية، ويزيد من احتمالات الطفرات الجينية للجنين، مما يتطلب تفكيرًا سابقًا في الرعاية الطبية المناسبة.
ولمواجهة هذه التحديات، يُنصح بالتخطيط المبكر للأبوة والأمومة، من خلال زيارة أخصائيي الخصوبة، وإجراء فحوصات ما قبل الحمل، وتغيير نمط الحياة بشكل صحي، يشتمل على الإقلاع عن التدخين، وتقليل الكحول، وممارسة الرياضة، والسيطرة على التوتر، مع الحفاظ على وزن صحي.
يقلل العلاج المبكر والفحوصات المنتظمة من المخاطر المرتبطة بالتقدم في العمر، ويُشجع على اتخاذ قرارات مدروسة.
وفي الختام، على الرغم من بعض الصعوبات المرتبطة بالإنجاب في سن متأخرة، إلا أن الاعتقاد بعدم إمكانية الحمل بعد الثلاثين خطأ شائع، فبفضل الذكاء، والقرارات المستنيرة، والتقنيات الحديثة مثل التجميد والتلقيح الاصطناعي، يمكن للأزواج أن يحققوا حلم الأبوة بثقة وأمل، مستفيدين من الخيارات المتاحة لتحقيق استقرارهم العائلي في الوقت المناسب