العلماء يقتربون من إنتاج الخلايا الجذعية الدموية

يمكن للخلايا الجذعية أن تقوم بإنتاج أي نوع آخر من الخلايا، لكن شريطة أن يتم توجيهها بالطريقة الصحيحة.
من منظور بيولوجي، يعني هذا تفعيل البرنامج الجيني المناسب بالضغط على المفاتيح الصحيحة، أي الجينات المناسبة، في الوقت المناسب.
في كثير من الأحيان، يحتاج مرضى سرطان الدم إلى استبدال خلاياهم الجذعية الدموية في نخاع العظم، وهو النسيج المنتج لخلايا الدم حيث ينمو السرطان.
للأسف، قد يكون العثور على متبرع مناسب أمرًا صعبًا للغاية في بعض الأحيان.
ماذا لو استطعنا إنتاج الخلايا التي تُنتج الدم في المختبر، مباشرةً من الخلايا الجذعية الأساسية، واستخدامها لتجديد نخاع عظم جديد وصحي؟
لتحقيق ذلك، يجب معرفة الجينات التي يجب تنشيطها في الخلية الجذعية.

تفاصيل البحث
في إنجازٍ مُبهر، قام الفريق بقيادة الدكتورة آنا بيجاس بفحص آلاف الجينات في جينوم الفئران لمعرفة أيّها قادر على تحويل خلية جذعية جنينية إلى خلية دموية سابقة، أو بالأحرى، خلية جذعية مُكوّنة للدم (HPSC).
حدّد الفحص مجموعةً من سبعة جينات تبدو قادرةً على إنجاز هذه المهمة.
وفي التجارب اللاحقة، أكد الفريق أن التنشيط في الوقت المناسب للجينات السبعة كان كافياً لتحويل الخلايا الجذعية الجنينية للفأر إلى خلايا جذعية دموية هجينة، وأن هذه الخلايا المنتجة حديثاً كانت قادرة على تجديد ودعم نظام دموي وظيفي، وإنتاج جميع أنواع خلايا الدم، بما في ذلك السلالات المناعية، في الفئران البالغة.
تم إجراء البحث، الذي نُشر في مجلة Blood، لأول مرة بواسطة الدكتور لويس جالان بالما، وهو باحث من مختبر بيجاس، بالتعاون مع باحثين آخرين بما في ذلك الدكتورة كلارا بوينو والدكتور بابلو مينينديز، الخبراء في سرطان الدم التنموي وسرطان الدم لدى الأطفال، أيضًا في معهد جوزيب كاريراس.
ويثق الدكتور بيجاس في أن النتائج التي تم الحصول عليها في الفئران يمكن ترجمتها إلى النظام البشري، حيث أنه على الرغم من الاختلافات، فإن الآليات التي تحرك تمايز الخلايا الجذعية أساسية للغاية لدرجة أنها مشتركة بين الأنواع.
يقول الدكتور بيجاس: "نعلم أن هذه الجينات موجودة أيضًا في الجينوم البشري ، وهي محفوظة بشكل جيد. أي أن تسلسلاتها الجينية متطابقة تقريبًا".
الأبحاث جارية، ولكن من المرجح أنها تلعب نفس الدور لدى البشر كما في الفئران.
يُعد هذا البحث دليلاً عملياً على جدوى مشروع مختبر بيجاس "إنتاج الدم"، وهو مسعى طموح للغاية يهدف إلى تطوير منصة تكنولوجية تهدف إلى إنتاج خلايا الدم البشرية عالية النخاع جاهزة للاستخدام.
وفي حال نجاحه، سنكون على بُعد بضع سنوات فقط من حقبة جديدة في علاج سرطان الدم وغيره من اضطرابات الدم، بالاعتماد على الطب التجديدي الذي طال انتظاره.