مرض التهاب الأمعاء يؤثر على الصحة العقلية.. نصائح تساعدك على التعامل

يُعد مرض التهاب الأمعاء، بما يشمله من داء كرون والتهاب القولون التقرحي، أكثر من مجرد إدارة أعراض الجسد؛ فهو حالة يتكرر فيها الالتهاب في الجهاز الهضمي، مسببة آلامًا وإسهالًا وأعراضًا أخرى.
ويُقدّر أن حوالي 10 ملايين شخص حول العالم يعانون من هذين النوعين الشائعين من المرض، وغالبًا ما يواجهون تحديات نفسية حادة.
تؤثر الشكوك حول نوبات المرض، والوصمة الاجتماعية، والقيود الغذائية، والإرهاق، بشكل سلبي على الحالة النفسية للمريض، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب، والقلق، والعزلة، خاصة مع الخوف من احتمال الحاجة إلى جراحات مستقبلية.
من الضروري توفير الدعم النفسي والعلاج المناسب لمساعدة هؤلاء الأشخاص على تحسين جودة حياتهم وصحتهم العامة.
التأثير النفسي مرض التهاب الأمعاء
يتصل الدماغ والأمعاء عبر شبكة عالية التفاعل، حيث توجد تفاعلات كيميائية تؤدي إلى ارتباط وثيق بين الحالة النفسية والجهاز الهضمي. ويمكن أن تؤثر نوبات الالتهاب على الإدراك والمزاج، كما أن التوتر والضغط النفسي يمكن أن يُفاقما الحالة، مما يخلق دائرة مفرغة من الأعراض المتفاقمة.
فخلال نوبات الالتهاب، حيث تكون الأعراض غير متوقعة، يزداد القلق والخوف، وحتى في فترات الهدأة، يبقى خطر الانتكاس قائمًا، مما يسبب ضغطًا نفسيًا مستمرًا وعاطفيًا مرهقًا.

الاكتئاب والقلق عند مرضى التهاب الأمعاء
يعاني جزء كبير من المرضى من اضطرابات عاطفية مثل الاكتئاب (حتى لثلث المرضى) والقلق (حتى 40%)، خاصة عند ظهور الأعراض أو عند التشخيص.
هذه الحالة تؤثر بشكل كبير على الالتزام بالعلاج، جودة الحياة، وحتى على حياة المراهقين والشباب، حيث قد تؤدي إلى اضطرابات في التعليم والعمل والعلاقات العاطفية.
كيف يمكن التعامل مع الجانب العاطفي
على الرغم من التحديات، يُمكن للمرضى الاستفادة من علاج موجه يعتمد على الأدلة، ورعاية تلطيفية، لمساعدتهم على التكيف مع التأثير النفسي للمرض. من بين الوسائل:
رعاية نفسية محترفة: العلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يُظهران فاعلية كبيرة في تخفيف الاكتئاب والقلق، كما يمكن أن تكون الإحالة إلى طبيب نفسي أو مستشار متخصص ذو خبرة في الأمراض المزمنة خطوة مهمة.
تقنيات تقليل التوتر: مثل التأمل، والتنفس العميق، واليوغا، التي تُساعد على تنظيم المشاعر وتخفيف التوتر، خاصة أن التوتر لا يسبب المرض نفسه لكنه قد يُفاقم أعراضه.
الوعي والتثقيف: فهم الحالة، مراقبة الأعراض، والتواصل المفتوح مع مزودي الرعاية يعزز شعور السيطرة ويقلل من التوتر.
نظام غذائي متوازن: وضع روتين ثابت للأكل والراحة والتمارين الخفيفة يعيد الإحساس بالحياة الطبيعية، وتُحفز التمارين البسيطة مثل المشي إنتاج هرمونات السعادة، الإندورفين.
الصراحة في الحوار: النقاش مع العائلة، الأصدقاء، وأصحاب العمل حول المرض يمكن أن يقلل من الوصمة الاجتماعية ويزيد من الدعم، ويفتح المجال لفهم أعمق للحالة وتأثيرها على الحياة اليومية.
دور مقدمي الرعاية الصحية
يلعب الأطباء، الممرضون، والأخصائيون دورًا محوريًا في تشخيص وإدارة الحالة النفسية لمرضى داء الأمعاء الالتهابي. إذ يتطلب الأمر فحوصات نفسية منتظمة، والتعاون بين الأطباء المختصين في الجهاز الهضمي، والتغذية، والصحة النفسية لتحسين نتائج العلاج بشكل شامل، إذ إن الرعاية الإنسانية والأكثر تفهماً تصنع فرقًا هائلًا في مسيرة المريض.