الثلاثاء 17 يونيو 2025 الموافق 21 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أول علاج في العالم لمرض الاضطرابات الهضمية

الثلاثاء 20/مايو/2025 - 02:06 م
الاضطرابات الهضمية
الاضطرابات الهضمية


نجح علاج تجريبي لمرض الاضطرابات الهضمية في السيطرة على الحالة بشكل فعال، على الأقل في نموذج حيواني، في أول علاج من نوعه لحالة تؤثر على ما يقرب من 70 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

لا يوجد علاج حاليًا لداء الاضطرابات الهضمية، الذي ينتج عن تناول الجلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار. قد تُسبب هذه الحبوب أعراضًا معوية حادة، تؤدي إلى التهاب وانتفاخ.

في الواقع، يُعدّ الداء البطني لعنةً على مُحبي الخبز والمكرونة حول العالم، ورغم الالتزام المُستمر بنظام غذائي خالٍ من الجلوتين، إلا أن هذا المرض قد يُؤدي إلى العزلة الاجتماعية وسوء التغذية، وفقًا لأطباء الجهاز الهضمي، وهو اضطراب مناعي ذاتي خطير، يُمكن أن يُسبب، إذا تُرك دون علاج، سوء التغذية، وهشاشة العظام، وفقر الدم، وارتفاع خطر الإصابة بالسرطان ، وخاصةً سرطان الغدد الليمفاوية المعوية.

يأمل فريق دولي من العلماء، بقيادة باحثين في سويسرا، في تحسين حالة مرضى الداء البطني. وقد أنتجت سلسلة من التجارب المبتكرة تقنية "تهدئة الخلايا" التي تستهدف الخلايا التائية التنظيمية، وهي مكونات الجهاز المناعي المعروفة باسم الخلايا التائية التنظيمية.

وتشير البيانات الواردة في الدراسة إلى أن هذه التقنية المعتمدة على الخلايا تستعير شكلاً من أشكال علاج السرطان وتشكل أساس اكتشاف فريد من نوعه قد يؤدي في نهاية المطاف إلى استراتيجية علاجية جديدة.

مرض الاضطرابات الهضمية

يكتب الدكتور رافائيل بوريت، المؤلف الرئيسي للبحث المنشور في مجلة Science Translational Medicine: "مرض الاضطرابات الهضمية هو اضطراب التهابي مزمن يصيب الأمعاء الدقيقة ويبلغ معدل انتشاره العالمي حوالي 1%".

وأضاف بوريت، الباحث في قسم المناعة والحساسية في جامعة لوزان ، أن "هذه الحالة ناجمة عن استجابة مناعية غير ملائمة لبروتينات الجلوتين الموجودة في الحبوب، وهو ما يسبب تلف الأنسجة في الأمعاء وتكوين أجسام مضادة ذاتية للإنزيم ترانسجلوتاميناز".

طوّر بوريت وزملاؤه مفهومًا جديدًا، ويفترضون أن أحد أشكال العلاج الخلوي، القائم على علاج مبتكر للسرطان، قد ينجح أيضًا في مكافحة الداء البطني.

في نموذج حيواني، اختبر بوريت وفريقه البحثي العالمي علاجًا مكافئًا لعلاج الخلايا التائية CAR-T ضد داء السيلياك.

أقرّ الفريق بأن "مساهمة الخلايا التائية التنظيمية في التاريخ الطبيعي لداء السيلياك لا تزال موضع جدل"، لكن الباحثين أثبتوا أيضًا أن العلاج، على الأقل في نموذجهم الحيواني لداء السيلياك البشري، كان ناجحًا.

علاج الخلايا التائية CAR T هو نوع من العلاج المناعي للسرطان، حيث تُعدّل الخلايا التائية للمريض وراثيًا في المختبر للتعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ثم تُعاد هذه الخلايا إلى المريض لتوفير علاج دائم للسرطان.

في حالة الداء البطني، تُعدّل الخلايا التائية للتأثير على نشاط الخلايا التائية التي تصبح مفرطة النشاط في وجود الجلوتين.

لإنجاح هذا البحث، كان على الباحثين معرفة جميع جوانب الاستجابة المناعية ضد الجلوتين.

كتب بوريت، واصفًا نمط مستضدات الكريات البيضاء البشرية لدى معظم مرضى الداء البطني: "يُظهر الداء البطني، وهو اعتلال معوي ناتج عن حساسية الجلوتين، ارتباطًا قويًا بمستضدات الكريات البيضاء البشرية، حيث يحمل أكثر من 90% من المرضى النمط الجيني HLA-DQ2.5".

كعلاج جديد لهذه الحالة، طوّر الفريق خلايا تائية مُفعّلة وخلايا تائية تنظيمية، واختبروها بنجاح في نموذجهم الحيواني، حقن العلماء هذه الخلايا معًا في الفئران، وقيّموا قدرة الخلايا التائية التنظيمية على كبح استجابة الخلايا التائية المُفعّلة للجلوتين، ولاحظوا أن التعرض الفموي للجلوتين يُسبب تدفق الخلايا المُفعّلة إلى الأمعاء عند حقنها بدون الخلايا التائية المُعدّلة".

ومع ذلك، منعت الخلايا التائية التنظيمية المُعدّلة هذه الهجرة المعوية، وكبحت تكاثر الخلايا التائية المُفعّلة استجابةً للجلوتين.

ورغم أن هذه خطوة أولى، إلا أن النتائج المبكرة الواعدة تُشير إلى أن أساليب العلاج الخلوي قد تُؤدي يومًا ما إلى علاج طال انتظاره لهذا الاضطراب المعوي المُنهك.

خلص بوريت إلى أن "دراستنا تمهد الطريق لفهم أفضل للخطوات الرئيسية لتنشيط المستضد بعد امتصاصه من النظام الغذائي (الجلوتين)، ورغم الحاجة إلى مزيد من العمل لتقييم فعالية الخلايا التائية التنظيمية في سياق مرض نشط، فإن دراستنا تقدم دليلاً قاطعاً على أن الخلايا التائية التنظيمية المعدلة وراثياً تتمتع بإمكانيات علاجية لاستعادة تحمل الجلوتين لدى مرضى الداء البطني".