مخاطر استخدام مضادات الاكتئاب لأكثر من العامين.. دراسة تحذر من أعراض الانسحاب الشديدة

أظهرت دراسة من جامعة لندن أن الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب لأكثر من عامين يواجهون مخاطر أكبر من أعراض الانسحاب عند التوقف مقارنةً بمن يستخدمونها لفترة قصيرة، كما يعاني المستخدمون لفترة طويلة من أعراض أسوأ وأطول، ويجدون صعوبة أكبر في التوقف عن الدواء.
تفاصيل الدراسة
اعتمدت الدراسة على ردود 310 مشاركين من إنجلترا حاولوا التوقف عن مضادات الاكتئاب، ووجدت أن 62% منهم وجدوا الدواء مفيدًا، لكن 79% أبلغوا عن ظهور أعراض انسحاب واحدة على الأقل، و45% عانوا من أعراض متوسطة أو شديدة.
أما بالنسبة للقدرة على التوقف، قال 38% إنهم لم يتمكنوا من ذلك عند المحاولة، وارتفعت النسبة إلى 79% بين من تناولوا الدواء لأكثر من عامين.
بعض أعراض الانسحاب من مضادات الاكتئاب، مثل الدوخة والصداع والدوار والغثيان، تكون شائعة بين المستخدمين، حيث عانى منها 76% من المشاركين على الأقل عرض واحد من هذه الأعراض غير العاطفية. كما أن 43% عانوا من أربعة أعراض أو أكثر، مما يدل على شدة وطول مدة الأعراض غير المرتبطة بشكل مباشر بالاكتئاب أو القلق الكامن.
وذكر فريق البحث في جامعة كوليدج لندن أن مدة تناول مضادات الاكتئاب تعد العامل الأهم في تحديد ظهور الأعراض، شدتها ومدتها، بالإضافة إلى قدرة الشخص على التوقف عن الدواء.
وأظهرت النتائج أن احتمالية ظهور أعراض الانسحاب كانت أكبر بعشر مرات بين من استمروا لأكثر من عامين، مقارنةً بمن استمروا أقل من ستة أشهر.
ففي المجموعة التي تناولت الدواء لمدة عامين أو أكثر، أفاد 64% بظهور أعراض معتدلة، و25% بأعراض شديدة، بينما اكتفى 73% من الذين استعملوا الدواء لمدة ستة أشهر أو أقل بعدم ظهور أعراض أو ظهور أعراض خفيفة فقط، و7% فقط عانوا من أعراض حادة.

كما أبلغ 30% من المستخدمين لفترات طويلة عن استمرار أعراض الانسحاب لأكثر من ثلاثة أشهر، و12% استمرت لديهم لأكثر من سنة، بينما عانى 10.5% من المستخدمين لفترات قصيرة من الأعراض نفسها لأكثر من ثلاثة شهور، وعادةً ما اختفت الأعراض خلال أقل من أربعة أسابيع عند غالبية من توقفوا عن الدواء على المدى القصير.
وأشار الدكتور هورويتز إلى أن هذه النتائج تبرز أهمية تجنب الاستخدام المطول لمضادات الاكتئاب، إذ أن ذلك يصعب عملية التوقف لاحقًا.
وأكد الباحثون أن الدراسة تواجه بعض القيود، حيث كان معدل الاستجابة منخفضًا، مع مشاركة حوالي 18% من المدعوين، وربما كان من بين المستجيبين من يعاني من أعراض الانسحاب بشكل أكبر، رغم أن الاستبيان لم يكن موجهًا حصريًا لأعراض الانسحاب.
وأوضحوا أن نتائج أساليب التخفيف من تناول الأدوية كانت غير حاسمة، بما في ذلك التدرج التدريجي أو الإقلاع المفاجئ، بسبب محدودية عدد المشاركين الذين خففوا الجرعة لأكثر من أربعة أسابيع، داعين إلى المزيد من الدراسات لتحديد أفضل الطرق لتقليل أعراض الانسحاب عند التوقف.
وفي الختام، نصحت البروفيسورة جوانا مونكريف، المؤلفة الرئيسية، الأشخاص الذين ينوون التوقف عن مضادات الاكتئاب باستشارة متخصصين ذوي خبرة.