الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف جينات العمى.. أمل جديد لمرضى أمراض الشبكية الوراثية

الثلاثاء 03/يونيو/2025 - 03:38 م
أمراض الشبكية الوراثية
أمراض الشبكية الوراثية


يعمل الباحثون في جامعة أوكلاهوما على تعزيز مكافحة أمراض الشبكية الوراثية (IRDs) من خلال أبحاث جينية جديدة تهدف إلى تحسين التشخيص وإرساء الأساس للعلاجات المستقبلية.

بالنسبة للمرضى المصابين بأنواع نادرة من أمراض الشبكية الوراثية، غالبًا ما يكون التشخيص الصحيح هو السبيل الوحيد للحفاظ على البصر والوقاية من العمى.

ومع ذلك، نظرًا لأن أمراض العين الوراثية قد تشترك في أعراض متداخلة، فإن التقييمات السريرية وحدها غالبًا ما تكون غير حاسمة.

لسد هذه الفجوة، يقوم فريق بقيادة الدكتورة ليا د. بينيت، الأستاذة المساعدة في طب العيون بكلية الطب بجامعة أوكلاهوما، برسم خريطة للطفرات الجينية المسببة لفقدان البصر.

وتقدم دراسة نُشرت في مجلة "جينز" رؤى جديدة قد تُغير طريقة تشخيص وعلاج أمراض الشبكية الداخلية.

قال بينيت: "تُوضّح هذه النتائج التشخيصات السريرية وتُؤكّدها، وتُساعد في توجيه المرضى بشأن التشخيص وتنظيم الأسرة، وتُوجّه خيارات العلاج".

وأضاف: "لا تُبشّر هذه الدراسة بالخير للمصابين فحسب، بل تُوسّع أيضًا نطاق الطفرات لتوجيه فهم أمراض الجهاز التنفسي الداخلية".

أمراض الشبكية الوراثية

أمراض الشبكية الوراثية هي مجموعة من الاضطرابات المترابطة التي تسببها طفرات في الجينات التي تؤثر على الطبقة الحساسة للضوء من الأنسجة في مؤخرة العين.

يعاني واحد من كل 3000 شخص حول العالم من أمراض الشبكية الوراثية، التي تسبب فقدانًا تدريجيًا للبصر وتنكسًا في الشبكية.

حتى الآن، تم ربط 326 جينًا من أصل حوالي 20 ألف جين بشري بهذه الاضطرابات.

لكن تبقى أسئلة كبيرة، بعض المرضى الذين شُخِّصوا سريريًا بمتلازمة IRD، جاءت نتائج فحوصاتهم سلبية للطفرات الجينية - وهو لغزٌ شرع فريق بينيت في استكشافه.

لتحسين دقة التشخيص وتعزيز فهم آليات المرض، قام بينيت وزملاؤه في معهد دين ماكجي للعيون بتحليل جينات 103 مرضى غير مرتبطين ببعضهم البعض، مصابين باضطراب الشبكية الريشي.

وقد سهّلت مؤسسة مكافحة العمى، وهي مؤسسة خيرية مقرها ماريلاند، إجراء الاختبارات.

عُثر على طفرات في 70 عينة، منها 20 تباينًا جينيًا لم يُبلّغ عنه سابقًا.

تشمل الحالات المرتبطة بهذه التشوهات التهاب الشبكية الصباغي، وضمور المخروط والقضيب، وأمراض البقعة الصفراء، واضطرابات الفرع الثالث

كانت الطفرة الجينية الأكثر تحديدًا في جين ABCA4، كما تم تأكيد وجود طفرات جديدة في أربعة جينات: ALMS1، وGNAT1، وRAX2، وRDH5.

ومع ذلك، على الرغم من أن كل مريض في الدراسة كان لديه تشخيص سريري لـ IRD، إلا أن 33 من العينات لم تظهر أي طفرات جينية.

لفهم العوامل المؤثرة على هذه النتائج، قيّم الباحثون ما إذا كان كل مريض سلبي وراثيًا يُمثل حالة معزولة داخل عائلته، بالإضافة إلى عمر ظهور المرض.

أفاد 28 من أصل 33 مريضًا بعدم وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض عيون مماثل.

قالت بينيت إن هناك عدة احتمالات تُفسر التناقضات بين التشخيصات السريرية والفحوصات الجينية.

على سبيل المثال، قالت إنه نظرًا لتشابه بعض الأمراض مع أعراض IRD، فإن المرضى الذين يعانون من أعراض IRD متأخرة ونتائج جينية سلبية قد لا يُفصحون عن تاريخهم الطبي الكامل.

وقالت بينيت إن هناك احتمالاً آخر وهو أن هؤلاء المرضى يعانون من IRD مرتبط بجين أو طفرة جينية لم يكتشفها الباحثون بعد، مما يجعل نتائجها خطوة مهمة نحو الأبحاث المستقبلية.

وأضافت بينيت: "هناك الكثير مما لا نعرفه عن أمراض الشبكية الوراثية، الخطوة الأولى في تطوير علاجات جديدة لأمراض الشبكية الوراثية هي رسم خريطة للطفرات الجينية التي تُسببها".

حاليًا، يُعدّ لوكستورنا العلاج الجيني الوحيد المعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لأمراض المناعة الذاتية.

تأمل بينيت أن يُسرّع عملها البحث عن المزيد من خيارات العلاج، وأن يُساعد شركات الأدوية في تحديد المرشحين للتجارب السريرية.