الفشل الكلوي المزمن.. اكتشاف مؤشر حيوي حاسم

في سابقة عالمية، تمكن علماء كنديون من تحديد microRNA القادر على حماية الأوعية الدموية الصغيرة ودعم وظائف الكلى بعد الإصابة الشديدة.
بالنسبة لـ4 ملايين شخص تم تشخيص إصابتهم بالفشل الكلوي المزمن في كندا - وملايين آخرين في الخارج - فإن هذا التقدم العلمي قد يكون له تأثير كبير على التشخيص المبكر والوقاية من المرض.
في السابق، لم يكن هناك مؤشر حيوي معروف وموثوق لتقييم صحة هذه الشعيرات الدموية وتطوير أساليب مستهدفة للحفاظ على وظائف الكلى.
وفي دراسة نشرت في مجلة JCI Insight، أظهر فريق البحث في CRCHUM أن microRNA miR-423-5p هو علامة واعدة في الدم للتنبؤ بصحة الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى.

الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى
تقع ملايين الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، وتقوم بتصفية الفضلات من الدم ونقل الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية لوظائف العضو.
يمكن أن تؤدي إصابات الكلى، الناجمة عن انقطاع تدفق الدم مؤقتًا واستعادته، إلى انخفاض عدد الأوعية الدموية الصغيرة، مما يؤدي إلى تعطل وظائف الكلى بشكل خطير.
وقال الباحثون إنه "في حالة الأشخاص الذين تلقوا عملية زرع، إذا تغيرت وظائف الكلى بشكل كبير، فإن بقاء الكلية يكون مهددًا".
باستخدام هذا المؤشر الحيوي، يُمكن تطوير اختبار لتقييم حالة الأوعية الدموية الدقيقة في وقت أبكر بكثير.
وأضاف الباحثون: "يُمكن للأطباء في المستشفيات عندها تقييم صحة الأوعية الدموية الدقيقة لدى المرضى الأكثر عرضة للخطر بشكل أفضل، ويمكن أن يشمل ذلك المرضى المسنين أو أولئك الذين يخضعون لعمليات جراحية يتوقف خلالها تدفق الدم مؤقتًا، كما هو الحال في عمليات زرع الأعضاء أو التدخلات القلبية الوعائية".
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، فرانسيس ميجنولت: "لاحظنا في البداية مستويات متقلبة من miR-423-5p microRNA في دم الفئران المصابة بإصابات كلوية حادة، ثم تأكدت هذه النتائج لدى 51 متلقيًا لزراعة الكلى شاركوا في بنك CHUM الحيوي لزراعة الكلى".
وبفضل هذا المؤشر الحيوي، تستطيع الفرق السريرية تأكيد ما إذا كانت تدخلاتهم تؤدي إلى تحسين أو تدهور صحة الأوعية الدموية الصغيرة.
وأضاف: "لكن الأمر المذهل حقًا هو أنه من خلال حقن هذا الحمض النووي الريبوزي الدقيق في الفئران التي تعاني من إصابات في الكلى، تمكنا من الحفاظ على الأوعية الدموية الصغيرة والحد من الأضرار التي تلحق بالكلى".
في حين أن الحقن المباشر في الكلى هو طريقة مجدية سريريًا أثناء عملية زرع الكلى، لحماية الأوعية الدموية الصغيرة المتبقية، يركز علماء CRCHUM الآن على تقنيات بديلة لنقل microRNA، أو على الأرجح كوكتيل microRNA، إلى الكلى.
ومن حيث الوقاية، قد يكون الاختبار المبني على microRNA miR-423-5p مفيدًا للمرضى الذين يعانون من فشل القلب أو فشل الرئة أو بعض الأمراض العصبية التنكسية.
قال الباحثون: "في هذه الحالات الطبية، يلعب فقدان الأوعية الدموية الصغيرة دورًا رئيسيًا، نظرًا لارتباطه بالشيخوخة الطبيعية أو المتسارعة، لذا، قد يكون لاكتشافنا تأثير كبير على صحة جميع الكنديين".
وأضافوا أنه قد يكون من الممكن أيضًا تحديد ما إذا كانت الأدوية الموجودة، والتي يتم إعطاؤها بعد عملية زرع الكلى لعلاج مشكلة أخرى، تؤثر على صحة الأوعية الدموية الصغيرة.