احذر نمط الحياة المستقر.. يزيد من خطر العقم لدى الرجال والنساء

يُعد التكاثر من العمليات الحيوية الأساسية التي تضمن بقاء الأنواع، ومع تطور العصر الحديث، ظهرت تقارير دولية تبرز تراجعًا مقلقًا في المؤشرات الصحية للخصوبة، خاصة بين الشعوب في الدول الصناعية والمتقدمة.
يُعزى هذا التراجع بشكل كبير إلى عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة الإنجابية.
تشير الأبحاث الطبية الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين الوقت الذي يقضيه الأفراد في وضعية الجلوس وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الإنجاب.
في عام 2019، أظهرت دراسة نشرت في مجلة PLOS ONE أن السلوك الخامل لدى النساء والخمول البدني لدى الرجال يرتبطان بشكل مستقل بالعقم غير المفسر، وهو نوع من المشاكل الإنجابية التي لا يوجد لها سبب طبي واضح.
تُعد حالات العقم غير المبرر مشكلة صحية تؤثر على حوالي 30-40% من الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الحمل، وغالبًا ما تؤدي إلى إحباط كبير لدى الأزواج، كما تدفع الأطباء إلى الاعتماد على أساليب علاجية غير محددة الأسباب.
ومع ذلك، تتزايد الأدلة التي تؤكد أن العوامل البيئية ونمط الحياة، مثل قلة النشاط البدني والسلوك الخامل، تلعب دورًا هامًا في بعض حالات العقم غير المفسر، مما يبرز أهمية تعديل عوامل الخطر القابلة للتدخل.

عوامل خطر مختلفة تؤثر على الخصوبة
على الرغم من تداخل المصطلحين غالبًا، إلا أن السلوك الخامل والخمول البدني يعبران عن عوامل خطر منفصلة تؤثر كل منهما على الصحة بطرق مختلفة.
يُعرّف السلوك الخامل بأنه الانشغال بأنشطة منخفضة الطاقة، مثل الجلوس أو الاستلقاء لأكثر من 1.5 مكافئ أيضي (METs)، وهو مرتبط غالبًا بقلة الحركة طوال اليوم.
أما الخمول البدني، فهو عدم الالتزام بالتوصية الصحية بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا، وهو عامل خطر مستقل عن السلوك الخامل، ويؤدي إلى مضاعفات صحية مختلفة.
والأمر المهم أن الأشخاص الذين يمارسون تمارين منتظمة قد يقضون ساعات طويلة في وضعيات خاملة، لذلك لا يكفي النشاط البدني وحده للتعويض عن أضرار الجلوس المستمر.
فوائد النشاط البدني وتأثيره على الصحة الإنجابية
يساعد الالتزام بممارسة الرياضة المنتظمة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، السرطان، وتحسين صحة المرأة أثناء الحمل، كما يعزز نتائج الحمل ويقلل من مخاطر المضاعفات الصحية.
توصي المنظمات الصحية النساء الحوامل بممارسة على الأقل 150 دقيقة من التمارين الهوائية المعتدلة أسبوعيًا لدعم صحة الأم والجنين.
اختيار نمط حياة صحي يعزز الخصوبة ويقلل من العقم
تظل عوامل نمط الحياة قابلة للتعديل في متناول يد كل فرد، وتلعب دورًا كبيرًا في تحسين جودة الخصوبة وتقليل حالات العقم غير المبرر.
مع تزايد الوعي العلمي، أصبح واضحًا أكثر من أي وقت مضى أن معالجة عوامل الخطر القابلة للتغيير تُعد من الركائز الأساسية في الرعاية الصحية الإنجابية.
وفي النهاية، هناك أمل كبير للأزواج الذين يسعون لتحسين فرص الحمل: فبالرغم من أن بعض العوامل خارج السيطرة، إلا أن العديد من عوامل الخصوبة يمكن تعزيزها من خلال تغييرات نمط الحياة، مثل زيادة النشاط البدني، وتقليل فترات الجلوس، واعتماد نظام غذائي صحي، مما يعزز فرص الحمل ويقوي الصحة الإنجابية.