الأحد 29 يونيو 2025 الموافق 04 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تعاطي القنب مرتبط بمضاعفة خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية| تفاصيل

الأربعاء 18/يونيو/2025 - 09:08 م
القنب.. أرشيفية
القنب.. أرشيفية


تشير الدراسات الحديثة إلى أن تعاطي القنب يرتبط بزيادة مخاطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، ففي تحليل شامل لبيانات واقعية نُشر في مجلة "هارت"، وُجد أن مستخدمي القنب يواجهون احتمالات أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية ومتلازمة الشريان التاجي الحادة، وهي حالة تؤدي إلى انخفاض مفاجئ في تدفق الدم إلى القلب أو انسداده، مما يعرض حياتهم للخطر.

يدعو مقالة افتتاحية مرتبطة بهذا الموضوع إلى معاملة القنب بشكل يشبه التبغ، بحيث لا يُحظر بشكل كامل، بل يُشجع على التخفيف من استهلاكه، مع ضرورة حماية الناس من استنشاق بخاره السلبي. 

ويعتبر من المهم تنظيم السوق لضمان عدم تعرض المارة أو غير المستخدمين للتدخين السلبي، خاصة أن القنب أصبح أكثر انتشارًا وتنوعًا في أشكاله.

تفاصيل الدراسة

يشير الباحثون إلى أن استهلاك القنب والكانابينويدات قد شهد ارتفاعًا كبيرًا خلال العقد الأخير، ويعتقدون أن عملية تقنينه في بعض الولايات، واستخدامه بشكل أوسع للأغراض الطبية، لعبت دورًا في تغيير تصور الناس عن مخاطره، الأمر الذي أدى إلى زيادة شعبيته بشكل كبير. 

لاحقًا، ظهر أن هناك حاجة ملحة لفهم حجم المخاطر بشكل أدق، عبر دراسات موسَّعة، خاصة أن الكثير من هذه الدراسات نصت على وجود علاقة بين تعاطي القنب ومشاكل القلب والأوعية الدموية، لكن لم يكن من الواضح مدى خطورة هذا التعاطي.

قام الباحثون بمراجعة قواعد البيانات للعثور على دراسات رصدية واسعة النطاق نُشرت بين يناير 2016 وديسمبر 2023، ووجدوا أن 24 دراسة من أصل 3012 مقالًا استوفيت المعايير، بمشاركة حوالي 200 مليون شخص. 

تشمل الدراسات 17 دراسة مقطعية، وست دراسات جماعية، ودراسة حالة وشاهد واحدة، وكان غالبية المشاركين بين عمر 19 و59 عامًا، كما أن المتعاطين للكانابينويدات كانوا غالبًا من الذكور وأصغر سنًا مقارنة بغير المستخدمين.

نتائج التحليل أظهرت أن تعاطي القنب يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة بنسبة 29%، وبالسكتة الدماغية بنسبة 20%، وتضاعف احتمالات الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 

ومع ذلك، فإن معظم الدراسات كانت رصدية، مما يحد من القدرة على إثبات علاقات سببية واضحة، ويميل العديد منها إلى التحيز أو الاعتماد على البيانات ذاتها.

على الرغم من هذه القيود، يؤكد الباحثون أن الدراسة تمثل مرجعًا هامًا لتحليل العلاقة بين تعاطي القنب والأمراض القلبية الوعائية، وتقدم رؤى مهمة استنادًا إلى بيانات واقعية.

في تعليق لافت، أكد البروفيسور ستانتون غلانتز والدكتورة لين سيلفر على أن النتائج تثير تساؤلات حول فرضية أن القنب يُعتبر خطراً ضئيلًا على صحة القلب والأوعية الدموية، مطالبين بمزيد من الأبحاث لفهم الأشكال المختلفة للمخدر، خاصة أن منتجاته أصبحت أكثر فاعلية وتنوعًا.

ويُشددون على ضرورة دمج القنب في استراتيجيات الوقاية من أمراض القلب، وتنظيم سوقه بشكل مسؤول، مع وضع تحذيرات دقيقة على المنتجات، وتوعية المستخدمين بالمخاطر الكبيرة المحتملة، كما يجب أن تُراعى مخاطر القلب والأوعية الدموية عند وضع السياسات، لتقليل الأضرار الصحية الممكنة، وتوجيه تنظيم السوق بشكل يقلل من المخاطر بفعالية. 

وفي النهاية، يوصي الخبراء بأن يُعامل القنب مثل التبغ: لا يُحظر بالكامل، لكنه يحتاج إلى ضبط وتقليل، مع حماية الأفراد من انتشاره غير المباشر.