الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تهرب الخلايا السرطانية من الموت؟

الجمعة 20/يونيو/2025 - 02:20 م
الخلايا السرطانية
الخلايا السرطانية


اكتشف العلماء أن الأورام يمكن أن تستغل مسارًا غير تقليدي للحصول على البروتينات الدهنية، وهي جزيئات تنقل الدهون في الدم، والتي تعمل على إثراء الخلايا السرطانية بدرع مضاد للأكسدة للبقاء على قيد الحياة.

يأتي ذلك وفقًا لبحث جديد من معهد أبحاث مركز الأطفال الطبي في جامعة تكساس الجنوبية الغربية (CRI) نُشر في مجلة Nature.

وجد الدكتور خافيير جارسيا-بيرموديز، بالتعاون مع الباحثَين الرئيسيَين من مختبره، ديلان كالهون، ولينغجي سانج، أن الخلايا السرطانية لا تعتمد على المستقبلات المعتادة لاكتساب البروتينات الدهنية، بل تستخدم الأورام آلية مختلفة: هياكل خاصة مغلفة بالسكر على سطح الخلية تُسمى جليكوز أمينوجليكان كبريتات (GAGs).

الخلايا السرطانية والدهون

تحتاج الخلايا السرطانية إلى مصدر ثابت من الدهون لبناء أغشيتها، ودعم وظائفها الحيوية، والتغلب على الضغوط المرتبطة بتطور المرض.

يمكن للخلايا الحصول على الدهون بطريقتين: تصنيعها من الصفر، أو الحصول عليها من الدم عبر البروتينات الدهنية.

تنقل البروتينات الدهنية معظم الدهون في الدم، بما في ذلك دهن ألفا توكوفيرول، وهو شكل من أشكال فيتامين هـ لا تستطيع الخلايا إنتاجه ذاتيًا، ولا يمكن الحصول عليه إلا من خلال النظام الغذائي.

وبينما يُعد ألفا توكوفيرول مضادًا للأكسدة يُغذي الأنسجة السليمة، وجد الدكتور جارسيا بيرموديز وفريقه أن الخلايا السرطانية تستخدم هذا الدرع المضاد للأكسدة القوي لمقاومة موت الخلايا الحديدي، وهو نوع من موت الخلايا يُحفزه تراكم الدهون السامة.

وأظهر علماء معهد CRI أن منع إنتاج GAG في الأورام أدى إلى تقليل امتصاص البروتين الدهني ومستويات فيتامين E، وأبطأ نمو الورم، وجعل الخلايا السرطانية أكثر عرضة للإزالة عن طريق موت الخلايا الحديدية.

وقال الدكتور جارسيا بيرموديز: "من خلال استهداف GAGs في السرطان، ربما نكون قد اكتشفنا طريقة لتجريد الأورام من درعها المضاد للأكسدة الذي يوفره لها فيتامين E، مما يجعلها أكثر عرضة للعلاجات التي تحفز الإجهاد التأكسدي لقتل الخلايا السرطانية".

كما تمنح الجلوكومازينات الجلوبولين المناعي (GAGs) الأورام طريقة فريدة للوصول إلى البروتينات الدهنية، مقارنةً بالطريقة التي تحصل بها معظم الأنسجة السليمة على الدهون.

وقد وجدنا أيضًا أنه يمكن استغلال هذا المسار في الأورام البشرية، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى علاجات مستقبلية للسرطان بآثار جانبية أقل.

لفهم التأثير على البشر، تعاون الدكتور جارسيا بيرموديز مع باحثي جامعة تكساس ساوث ويسترن الذين يدرسون سرطان الخلايا الكلوية الصافية (ccRCC)، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الكلى، كجزء من برنامج سرطان الكلى (KCP) في مركز هارولد سي سيمونز الشامل للسرطان في جامعة تكساس ساوث ويسترن.

من خلال دراسة 20 مريضًا مصابًا بأورام كلوية، أكد العلماء أن الخلايا السرطانية تحتوي على مستويات أعلى من GAGs وفيتامين E مقارنةً بأنسجة الكلى الطبيعية.

وعندما عطّل الباحثون إنتاج GAG، أصبحت أورام الخلايا الكلوية الكلوية المشتقة من المرضى أقل عدوانية.

تشير هذه النتائج إلى أهمية مضادات الأكسدة لازدهار سرطان الخلايا الكلوية الكلوية، وأن التدخل في امتصاصها قد يكون مفيدًا ويمنع تطور الورم.

علاوة على ذلك، من خلال تحديد آلية الامتصاص، يوفر الدكتور جارسيا بيرموديز هدفًا لتدخل علاجي محتمل، وفقًا لما ذكره الدكتور جيمس بروجارولاس، أستاذ الطب الباطني.

سوف تركز الأبحاث المستقبلية في مختبر جارسيا بيرموديز على تطوير الأساليب الدوائية لاستهداف الجلوكوما الغينية (GAGs) بدقة واستكشاف ما إذا كانت الدهون الأخرى التي تحملها البروتينات الدهنية - إلى جانب فيتامين E - تساعد الأورام على الانتشار أو مقاومة العلاج.