هل تتحكم التغيرات الجينية في تكوين نقائل سرطان القولون والمستقيم؟

يُعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع الأورام شيوعًا، وهو مسؤول عن حوالي 10% من وفيات السرطان عالميًا.
تزداد خطورة هذا الورم عندما يُشكل نقائل (أورامًا ثانوية) في أعضاء أخرى، ويحدث هذا بشكل رئيسي في الكبد والرئتين، ونادرًا في الدماغ.
قام فريق بحثي بقيادة الدكتور بيورن ساندر، بالتحقيق في كيفية تأثير التغيرات الجينية في الكروموسومات، الناقلة للمعلومات الجينية، على تكوين النقائل وما هي الاختلافات الموجودة بين أنواع النقائل المختلفة.
نُشرت النتائج في مجلة Nature Communications . ويمكن أن تساعد هذه النتائج في تقييم خطر الإصابة بالنقائل لدى كل فرد على حدة، وتطوير أساليب علاجية جديدة.

عمليات دقيقة غير مفهومة
غالبًا ما يتطور سرطان الأمعاء من سلائل حميدة في الغشاء المخاطي المعوي.
إذا لم تُستأصل هذه الأورام في الوقت المناسب، فقد تتحول إلى أورام خبيثة.
غالبًا ما تحمل هذه الأورام تغيرات جينية معقدة في كروموسوماتها.
تُفقد بعض الجينات أو تتضاعف، مما يؤثر على سلوك الخلايا السرطانية.
لا تختلف التغيرات الكروموسومية من مريض لآخر فحسب، بل قد تختلف أيضًا داخل الورم نفسه.
ولأن العمليات الدقيقة لتكوين النقائل غير مفهومة جيدًا بعد، فمن الصعب للغاية التنبؤ بمآل المرض أو تطوير علاجات مُستهدفة.
يقول الدكتور ساندر: "لقد قمنا الآن بفحص أكثر من 3800 حالة من سرطان القولون والمستقيم بالتفصيل ووجدنا أن نقائل المخ تظهر عددًا كبيرًا بشكل خاص من التغيرات الجينية مقارنة بنقائل الكبد والرئة".
تعزيز نمو الورم
يلعب جين KRAS دورًا محوريًا في هذا، فهو يحمل معلومات عن بروتين يلعب دورًا هامًا في إرسال إشارات وتنظيم نمو الخلايا.
تحدث طفرات KRAS بشكل متكرر في أنواع مختلفة من السرطان، وخاصة سرطان الرئة والأمعاء والبنكرياس، ويمكن أن تعزز نمو الأورام.
في نقائل الدماغ، وجد الباحثون مزيجًا شائعًا بشكل خاص من الطفرات والتكرارات لهذا الجين، يُشكل استعمار الدماغ تحديات خاصة لخلايا الورم.
من ناحية، يتعين على الخلايا السرطانية التغلب على حواجز مثل الحاجز الدموي الدماغي، وهو حاجز طبيعي في الأوعية الدموية يحمي الدماغ من المواد الضارة في مجرى الدم.
ثانيًا، عليها التكيف مع بيئة الأنسجة الفريدة، والتي تتميز بانخفاض توافر الأكسجين لخلايا الورم.
يستهلك الدماغ نفسه كمية كبيرة من الأكسجين.
تُظهر الخلايا السرطانية التي تُظهر تغيرات في جين KRAS ميزة في التكيف مع نقص الأكسجين في الدماغ، كما يوضح أخصائي علم الأمراض.
من النتائج الأخرى للدراسة العلمية أن الأنماط الجينية المتنوعة في نقائل الدماغ تميل إلى التطور متأخرًا، على عكس التغيرات الأقل تعقيدًا التي لوحظت في نقائل الكبد والرئة.
يشير هذا إلى أن التطور الجيني لخلايا الورم يؤثر على العضو الذي تتشكل فيه النقائل.
يقول الدكتور ساندر: "من خلال فحص عينات من مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين لم يتلقوا العلاج المستهدف بعد، تمكنا من التأكد من أن التغيرات الجينية التي لوحظت تحدث في الواقع بشكل طبيعي وليس نتيجة لتأثير الأدوية المستهدفة الجديدة".
ومع ذلك، فإن نتائج الدراسة لا تقدم فقط رؤى حول آليات تشكل النقائل، بل تكشف أيضًا عن نقاط ضعف محتملة في الخلايا السرطانية.