الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

إدمان الشاشات مرتبط بخطر الانتحار بين الشباب| دراسة

السبت 21/يونيو/2025 - 01:53 م
الانتحار
الانتحار


وجدت دراسة جديدة أن الشباب الذين يزداد إدمانهم على وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة وألعاب الفيديو أكثر عرضة لخطر الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار والمشاكل العاطفية أو السلوكية.

أُجريت الدراسة، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، بقيادة باحثين من كلية طب وايل كورنيل وجامعة كولومبيا وجامعة كاليفورنيا، بيركلي.

بخلاف الدراسات السابقة التي ركزت على إجمالي وقت استخدام الشاشة في مرحلة ما من حياة الطفل، بحثت هذه الدراسة في كيفية تغير أنماط الاستخدام القهري أو "الإدماني" لدى الشباب مع مرور الوقت.

وشملت هذه الأنماط الشعور بعدم القدرة على التوقف عن استخدام الجهاز، أو الشعور بالضيق عند عدم استخدامه، أو استخدامه للهروب من المشاكل.

في المقابل، لم يرتبط مجرد قضاء وقت أطول على الشاشات في سن العاشرة بنتائج أسوأ تتعلق بالانتحار والصحة النفسية.

وقال الدكتور يوني يو شياو، المؤلف الأول للدراسة: "بالنسبة للآباء والمعلمين، ركزت المناقشة حول الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي على الحد من الاستخدام أو حظره، ولكن نتائجنا تشير إلى وجود عوامل أكثر تعقيدًا".

وأضاف: "أظهرت التجارب السريرية أن الحد من استخدام الهاتف المحمول، على سبيل المثال أثناء ساعات الدراسة، لم يكن فعالاً في الحد من خطر السلوك الانتحاري أو تحسين جوانب أخرى من الصحة العقلية".

قد تُشير هذه الدراسة إلى تحوّل جذري في كيفية معالجة تأثير وقت استخدام الشاشات على الصحة النفسية للشباب.

وصرح الدكتور شياو قائلاً: "قد يكون اختبار التدخلات التي تُكافح أنواعًا أخرى من الإدمان إحدى الطرق للتعامل مع هذا النوع من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة".

تفاصيل الدراسة

على مدار أربع سنوات، تتبع الباحثون ما يقرب من 4300 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين التاسعة والعاشرة عند بدء الدراسة.

عرّف المشاركون أنفسهم بأنهم آسيويون، أو سود، أو لاتينيون، أو بيض، أو متعددو الأعراق.

باستخدام التعلم الآلي وبيانات من مقابلات المشاركين، وصف الباحثون ثلاثة مسارات استخدام إدماني لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، ومسارين للاستخدام الإدماني لألعاب الفيديو، وعند تمثيل هذه المسارات بيانيًا، أظهرت المستويات النسبية للسلوكيات الإدمانية.

بحلول سن الرابعة عشرة، كان لدى ما يقرب من ثلث المشاركين مسار استخدام إدماني شديد لوسائل التواصل الاجتماعي، وواحد من كل أربعة مستخدمين للهواتف المحمولة.

كان لدى أكثر من 40% من الشباب مسار استخدام إدماني شديد لألعاب الفيديو. وكان هؤلاء المراهقون أكثر عرضة بشكل ملحوظ للإبلاغ عن أفكار أو سلوكيات انتحارية، بالإضافة إلى أعراض القلق والاكتئاب والعدوانية ومخالفة القواعد.

وجد الباحثون أيضًا أن كل نوع من الأنشطة الرقمية أظهر أنماط ارتباط فريدة بالسلوكيات المرتبطة بالانتحار وأعراض الصحة النفسية.

بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، ارتبطت مسارات الاستخدام الإدماني العالية والمتزايدة بزيادة خطر السلوكيات والأفكار الانتحارية بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بمسار الاستخدام الإدماني المنخفض.

كما ارتبطت مسارات الاستخدام العالية إما بأعراض داخلية كالقلق والاكتئاب، أو بأعراض خارجية كالعدوانية أو عدم الانتباه.

قال الدكتور يوان مينج، الباحث المشارك في الدراسة: "قد يرغب الآباء في إيلاء اهتمام أكبر لكيفية استخدام أطفالهم للأجهزة الرقمية، والنظر في تقييمهم بحثًا عن علامات الاستخدام الإدماني، إذا تم تحديد إدمان، فإن الحد من استخدام الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي لجزء من اليوم قد يعزز السلوكيات الإدمانية، لذا فإن طلب المشورة الطبية أمر ضروري".

تحول نموذجي

أظهرت هذه الدراسة أن إجمالي الوقت الذي يقضيه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة وألعاب الفيديو لا يرتبط بعواقب مستقبلية مرتبطة بالانتحار أو الصحة النفسية.

كان الأهم هو كيفية تفاعل الشباب مع الشاشات، وخاصةً ما إذا كان استخدامهم يُظهر علامات إكراه أو ضيق أو فقدان السيطرة.

تشير النتائج إلى أن التقييم المتكرر لأنماط الاستخدام الإدماني لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة لدى الأطفال في مرحلة المراهقة قد يكون مفيدًا.

وصرح الدكتور شياو: "الأطفال الذين يُظهرون في البداية مسارات استخدام منخفضة أو متوسطة لا يُعتبرون عادةً معرضين للخطر، ولكن المتابعة قد تكشف عن اتجاهات مثيرة للقلق، مثل تطور استخدام إدماني أكثر حدة مع مرور الوقت".

على الرغم من أن الدراسة لا تُثبت أن إدمان استخدام الشاشات يُسبب مشاكل في الصحة النفسية، إلا أن ارتفاع معدلات الإدمان يرتبط بمضاعفة خطر السلوك الانتحاري تقريبًا في المستقبل القريب لدى هؤلاء المراهقين.

وصرح الدكتور مان: "هذا يستدعي المزيد من الدراسة والتقييم للأساليب التي نجحت في علاج أنواع أخرى من الإدمان لدى الأطفال والمراهقين في هذه القضية".