الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

طريقة جديدة للتنبؤ بمدى توقف أدوية سرطان الأمعاء عن العمل

الإثنين 23/يونيو/2025 - 01:08 م
سرطان الأمعاء
سرطان الأمعاء


نجح العلماء في تطوير أداة يمكنها التنبؤ بكيفية تكيف سرطان الأمعاء مع العلاج، مما يساعد الباحثين على تصميم أدوية جديدة مخصصة تساعد المرضى على العيش بشكل جيد لفترة أطول.

قام فريق من معهد أبحاث السرطان في لندن وجامعة كوين ماري في لندن بتصميم تقنية جديدة تستخدم علم الأحياء التطوري لقياس وتوقع كيفية تطور الخلايا السرطانية عندما تتعرض لعلاج جديد.

سرطان الأمعاء

يُعد سرطان الأمعاء رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المملكة المتحدة.

تُسجل حوالي 44100 حالة إصابة جديدة بسرطان الأمعاء سنويًا، أي ما يعادل حوالي 120 حالة يوميًا.

تُعالج معظم حالات سرطان الأمعاء بالعلاج الكيميائي، ولم تتغير هذه العلاجات منذ ما يقرب من 50 عامًا.

عادة ما يموت المرضى الذين يعانون من المرض في مرحلته المتأخرة بسبب مقاومة الأدوية، عندما يتوقف السرطان عن الاستجابة للعلاج.

مقاومة الأدوية

تنشأ مقاومة الأدوية نتيجة تغيرات جزيئية في خلايا السرطان تُفقد العلاج فعاليته.

إن فهم آلية تطور هذه المقاومة بدقة سيُمكّن الباحثين من تصميم أدوية جديدة ومتطورة تستهدف آليات المقاومة، مما يضمن السيطرة على السرطان لفترة أطول، كما سيُمكّن الأطباء من استخدام الأدوية الحالية على النحو الأمثل، مع تعديل الجرعات عند الضرورة.

هناك طريقان يمكن أن تتبعهما الخلايا السرطانية للهروب من تأثير الدواء، ولكن حتى الآن، كان من الصعب للغاية التمييز بينهما.

وفي بحث نُشر في مجلة Nature Communications، قام فريق من مركز التطور والسرطان في معهد أبحاث السرطان (ICR)، بتتبع خلايا سرطان الأمعاء أثناء تطور مقاومتها للعلاج الكيميائي.

بالتعاون مع زملاء من جامعة كوين ماري بلندن، استخدم الباحثون النمذجة الرياضية لتحديد توقيت ظهور مقاومة الدواء، ثم تمكنوا من تحديد ما إذا كانت المقاومة ناجمة عن طفرة جينية نادرة في إحدى الخلايا، نُسخت أثناء انقسامها، أو ما إذا كان هناك تغيير غير جيني مسؤول عن ذلك.

حوّل الباحثون الآن طريقتهم، المسماة EIRAs (اختبارات المقاومة التطورية المُستنيرة)، إلى أداة يُمكن اعتمادها في عملية تطوير أدوية جديدة.

باستخدام EIRAS، يأملون في تصميم أدوية جديدة مُخصصة تستهدف المسار الذي سلكه ورم المريض لتطوير المقاومة.

يسعى الباحثون إلى إيجاد شركاء تجاريين لمواصلة تطوير هذا العمل، بالإضافة إلى العمل مع زملائهم في مركز اكتشاف أدوية السرطان التابع للمعهد الدولي لأبحاث السرطان، وقد قُدّمت براءة اختراع لهذه التقنية، التي يعتقد الباحثون أنها يمكن أن تُستخدم لدعم تطوير عدد من أدوية السرطان، وقد بدأوا بالفعل في استكشاف استخدامها لعلاج سرطان المبيض والثدي.

قال البروفيسور تريفور جراهام، مدير مركز التطور والسرطان في معهد أبحاث السرطان بلندن: "كما تُطوّر البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، يُمكن أن تُطوّر الخلايا السرطانية مقاومة للعلاج الكيميائي، مما يُقلّل من فعالية العلاج، تُشكّل مقاومة العلاج مشكلةً طويلة الأمد نسعى جاهدين لحلها، قد تستجيب الخلايا السرطانية جيدًا لفترة، ولكن للأسف، عادةً ما تُصبح مقاومةً بعد ذلك، ويتوقف الدواء عن العمل".

وأضاف: "من خلال دراسة خلايا سرطان الأمعاء على مر الزمن أثناء علاجها بالعلاج الكيميائي، تمكنّا من تطوير تقنية تعلّم آلي قادرة على تحديد كيفية وتوقيت مقاومة هذه الخلايا للعلاج، ونأمل أن تُمكّننا هذه المعلومات من تصميم أدوية جديدة مُخصصة - أدوية تستهدف هذه التغيرات لضمان استجابة السرطان للعلاج، كما نعتقد أنه بإمكاننا استخدام هذه التقنية لمعرفة كيفية تعديل جرعة الأدوية الحالية، للحفاظ على فعاليتها لفترة أطول".

وقال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن: "بصفتنا باحثين في مجال السرطان، فإننا نبحث باستمرار عن طرق لوقف نمو السرطان عندما تتوقف العلاجات عن العمل، سيساعدنا هذا العمل في تحديد أهداف جديدة لمكافحة السرطان بمجرد ظهور مقاومة له".