الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

علاج ثوري لمرضى السكري والسمنة.. يحقق خسارة وزن دون تأثير على العضلات

الإثنين 23/يونيو/2025 - 06:57 م
دواء جديد لعلاج السكري
دواء جديد لعلاج السكري والسمنة.. أرشيفية


تم تطوير علاج جديد يهدف إلى خفض مستويات السكر في الدم وزيادة حرق الدهون للتخلص من السمنة، مع عدم التأثير سلبًا على الشهية أو كتلة العضلات.

يُعد هذا الاكتشاف من بين أكثر الآثار الواعدة لعلاج دوائي محتمل لمرضى السكري من النوع الثاني والسمنة، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة Cell، أجراها باحثون من معهد كارولينسكا وجامعة ستوكهولم.

ويتميز هذا الدواء الجديد، الذي يُؤخذ على شكل أقراص، بآلية عمل فريدة تمامًا مقارنة بالأدوية المعروفة التي تعتمد على بروتين GLP-1، مثل Ozempic، والتي تُحقن عادة.

فبينما تعمل أدوية GLP-1 على تنظيم الشهية عن طريق إشارات بين الأمعاء والدماغ، وتسبب أحيانًا آثارًا جانبية مثل فقدان الشهية، ونقص كتلة العضلات، ومشكلات في الجهاز الهضمي، فإن المادة الجديدة تُنشط عملية الأيض في العضلات الهيكلية بشكل مختلف تمامًا.

في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، أظهر العلاج الجديد نتائج إيجابية للتحكم في مستويات السكر وتكوين الجسم، من دون الآثار الجانبية المرتبطة بأدوية GLP-1 الحالية.

كما أظهرت التجارب السريرية المبكرة على البشر، التي شملت 48 شخصًا سليمًا و25 مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني، أن الدواء يتحمل بشكل جيد.

وفي تعليقه، يقول توري بينغتسون، أستاذ العلوم البيولوجية الجزيئية في معهد وينر-غرين بجامعة ستوكهولم: "تشير نتائجنا إلى مستقبل يمكننا فيه تحسين الصحة الأيضية دون فقدان كتلة العضلات، والتي تلعب دورًا مهمًا في داء السكري من النوع الثاني والسمنة، حيث ترتبط مباشرةً بمتوسط العمر المتوقع."

وتعتمد المادة الدوائية على جزيء يُعد من منشِّطات بيتا 2، طوّره الباحثون في المختبر. يتمتع هذا الجزيء بقدرة فريدة على تنشيط مسارات إشارات حيوية في الجسم بطريقة جديدة، مما يعزز تأثيره على العضلات بشكل إيجابي دون الإفراط في تحفيز القلب، وهي مشكلة معروفة في مُنشِّطات بيتا 2.

ويضيف شين سي. رايت، أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية في معهد كارولينسكا: "يُعتبر هذا الدواء نوعًا جديدًا كليًا من العلاج، وله إمكانات كبيرة لمرضى السكري من النوع الثاني والسمنة، إذ يعزز فقدان الوزن بشكل صحي، والأهم أنه لا يحتاج إلى حقن".

ويشير إلى أن هذا الدواء، الذي يعمل بآليات مختلفة عن الأدوية التقليدية، يمكن أن يُستخدم بمفرده أو بالتزامن مع أدوية GLP-1، مما يُعزز من فاعليته.

أما الخطوة القادمة فتتمثل في دراسة أوسع من المرحلة الثانية، وتخطط لها شركة Atrogi AB المطورة للعلاج، وتهدف الدراسة إلى تقييم ما إذا كانت التأثيرات الإيجابية التي لوحظت في النماذج قبل السريرية ستظهر أيضًا لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري أو السمنة.

وتشارك في هذه الدراسة جهود تعاون وثيق مع البروفيسور فولكر م. لاوشكي وباحثين آخرين من معهد كارولينسكا، وجامعة ستوكهولم، وجامعة أوبسالا في السويد، وجامعة كوبنهاجن في الدنمارك، وجامعة موناش، وجامعة كوينزلاند في أستراليا.